ابناء البايرة


البايرة من البور أي الأرض التي لا تزرع أو تركت بدون زراعة،البوار هو الجدب وعدم الإنتاج والبايرة : تطلق على البنت التي فاتها الزواج ( العانس) وأحيانا (المفهوم الشعبي في الأرياف) يطلق لفظ البايرة في الأردن على الزوجة التي يهجرها زوجها، ويتبع زوجة جديدة تكون مدللة ومحبوبة هي وأولادها، أما أبناء الزوجة الأولى(البايرة مجازا ) فلا بواكي لهم يتركون وأمهم يعيشون على الحسنات وعطايا الناس.
بعد هذا التقديم البسيط متى تأتي الحلقة الأخيرة من مسلسل توارث المناصب في الأردن؟ وقد مل المشاهد من متابعة حلقاته التي لا تنتهي، وتعاقب الأحفاد على بطولة حلقات المسلسل. هل يوجد في الأردن أبناء بايرة وأبناء مدللة؟ الجواب لا يخفى على احد ( المعذرة من الجميع على هذا اللفظ) . فمنذ فترات طويلة من عمر الأردن كدولة ونحن نسمع أصحاب المعالي، والدولة، والعطوفة، من فئات معينة من أبناء الأردن، ومن مناطق جغرافية وعائلات محددة وكأن الأردن لهم وحدهم، في حين غيبت مناطق وجيوب في الأردن عن أي منصب في الدولة. وبتقريب أكثر تعتبر بعض الوزارات والمناصب الرفيعة محرمة على مناطق من الأردن وكأن الأمر لا يعنيهم بشيء ووجودهم في الأردن مقتصر على أنهم حراثين (مرابعية) يوصلون الليل بالنهار لتامين ابسط مقومات الحياة. وقد جوبهوا بالإنكار والتهميش بعد أن بذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة ومجد هذا الوطن وقدموا أرواحهم شهداء على ثرى وتراب الأردن عبر مسيرة هذا الوطن العزيز. في حين ينام غيرهم ويحلم بجمع المزيد من الملاين أو مئات الملاين من الدنانير، يتوارثون المناصب كابر عن كابر في ظل تجاهل الحكومات المتعاقبة لمفهوم العدل الاجتماعي.
إن الواقع الأردني الرهن بحاجة إلى افتراض أو نظرية جديدة قد تساهم في حل المشكلة الأردنية في مجال العدل الاجتماعي، والذي أصبح هذه الأيام مطلب شعبي يجب على الحكومات الأردنية إعادة النظر فيه وإبرازه بصورة حضارية تتلاءم والوضع الأردني الجديد. خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات نيابية قد ينتج عنها حكومات برلمانية أو حزبية والخوف كل الخوف أن تقوم الشخصيات المعروفة في الأردن إعادة تدوير نفسها والحفاظ على مكاسبها السابقة وبالتالي تحتكر المناصب لها وللذين يزمرون ويطبلون خلفها، ونساهم بذلك بتفاقم مشكلة جديدة وإعادة إنتاجها من جديد لتضاف إلى قائمة المشاكل التي تعاني منها البلد والتي سببها السياسات الحكومية المتبعة منذ سنوات طويلة. فمن الأهداف الأساسية لأي حكومة أن تعمل على خلق الغنى الروحي والمادي لدي الموطن بمعنى أخر العمل على تحقيق العدل الاجتماعي والحرية الأساسية وان يسود القانون على الجميع، فمن غير المعقول أن تغيب مناطق كاملة أو محافظات عن الواجهات السياسية الأردنية دون أي حجة ودون أي ذنب يقترف، وذنبهم الوحيد أنهم أبناء البايرة. حمى الله الأردن وحفظ الله الملك المفدى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات