لا تقحموا الاردن يا عرب بحرب ثأرية في الاحداث السورية


 الاردن مبتلى منذ نشأته بكثرة الشائعات حوله, فلا ادري لماذا كلما ابتعد شبح الحرب السورية وتأثيراتها الديمغرافية على الارض الاردنية , اعادته اليها بعض الاقلام المسمومة والمأجورة الموجهة بالدولار لتحقيق الاهداف والرغبات الصهيونية.

فقد طالعت قبل اشهر خبر نشرته صحيفة" وول ستريت جورنال" الأميركية ورددته العديد من الاقلام الصهيونية, يفيد بأن الاردن يقوم بتهريب السلاح لثوار سوريا لمقاتلة النظام السوري, متسائلا: هل الثوار في سوريا بحاجة الى الاردن وحدوده لتهريب الاسلحة اليهم , والاسلحة تأتيهم بحراً وبراً عبر تركيا ولبنان والعراق والمنظمات العربية الصهيونية؟؟؟. فلماذا لا تتصدر صفحات الاخبار قصص تهريب الاسلحة لثوار سوريا والذي يتم جهارا نهارا عبر تركيا والعراق ولبنان ؟.

سؤال يجب ان يتنبه لاجابته الاردنيين الاحرار , وأن يتيقظوا جيداً بعدم الانجرار وراء اشاعات من شأنها تأليب الشارع الاردني وإشغاله بقضايا ليست من مصلحته في ظل الظروف العصيبة التي تجتاح المنطقة.

فالاردن يعرف جيداً ان الدول الكبرى لم تتدخل الى الان في الصراع الدائر في سوريا رغم اهمية مصالحها الاقتصادية والعسكرية في المنطقة , ولو ارادت ذلك لتدخلت منذ الوهلة الاولى , فلماذا يطلب من الاردن التدخل بأتون حرب غير معروفة العواقب ؟ وعلى الاردن قيادة وجيشا وشعباً عدم الانجرار والانزلاق والانحدار في تضاريس المأزق السوري .

فالغرب عودنا أن ليس في فكره حماية شعب , أو اقحام جيوشهم في صراعات لتوفير الحرية لاحد, فقد علمنا التاريخ ان الغرب على استعداد تام لابادة شعب بأكمله إذا تلاقت الابادة مع تحقيق مصالحه , ولنا فيما جرى في العراق وليبيا وفيتنام دروس وعبر يجب ان نقف عندها طويلا للاستفادة منها في التجربة السورية.

فكم اباد الغرب شعوبا لتحقيق مصالحهم , فامريكا لا تريد تعميق الجرح النازف بينها وبين روسيا , فروسيا متمسكة بالاسد تمسكا شديدا ليس لانها تحبه , بل لانه يمثل لها اخر الاحجار الروسية في المنطقة , وليس من السهل أن تقبل روسيا اقتلاعها من المنطقة إلا اذا قبضت ثمن بيع النظام السوري كما باعت العراق ونظامها من قبل.

فيا ارباب الريال واتباع الشيكل , لا تتوقعوا ان تضعف القيادة الاردنية امام موجات الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها الاردن, لجر جيشها وشعبها في حرب قد تدمي القلوب طويلا , وقد يكون تأثيرها على القيادة الاردنية اكثر بكثير لا قدر الله من تأثير الضغوط الاقتصادية الحالية.

فالاردن يعلم ان مد الجيش الحر السوري الذين لا يُعرف لهم اتجاه او مبدأ بالسلاح قد يجعل من سوريا صومال او عراق او افغانستان اخر , وهو ما يجب أن يرفضه نهائيا لانه سيجلب ارباب العصابات على حدوده الشمالية.

فالتقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قبل اشهر والذي اشيع فيه بأن الاردن يُهرب اسلحة لثوار سوريا ممولة من قبل السعودية وقطر, ما هو إلا خبر للاستهلاك الاعلامي والسبق الصحفي دون ان يكون له مدلولات ثابتة ودامغة, فالحدود السورية الاردنية تخضع لنظام رقابي متطور بواسطة الكاميرات من قبل افراد الجيش السوري كما هو الحال بالنسبة للجيش الاردني , فمن غير المعقول أن يترك الجيش السوري حدوده مع الاردن وهو يعيش حالة حرب مريرة, دون اخضاعها لمراقبة مكثفة باستخدام احدث الاجهزة الليلية والنهارية.

فاذا كان الجيش السوري يستطيع أن يرى باجهزته الرقابية المنصوبة على طول الحدود الاردنية الاغنام المهربة ويلقي القبض على مهربيها, فكيف يتم إذن تهريب دبابات ورشاشات وناقلات جند كبيرة الحجم الى ثوار سوريا دون ان ترصدها شاشات المراقبة الالكترونية؟؟.

وقفة للتأمل :" على الشعب الاردني في خضم الثورات المصنوعة في المختبر الصهيوني أن يعلم تماماً أن يد الاجرام الماكرة , ونفوس الشر الفاجرة , تريد ان تبعده عن الاسلام باسم الاسلام , وعن الحق الثابت في باسم الحق, فإسلامنا يقتضي حماية الاردن, وحقنا ان لا نصوب بندقيتنا نحو شقيق إلا بمقدار الدفاع عن النفس".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات