النظرية الحكومية لحالتنا الغازية


قبل ان ابدأ بمقالي لابد لي ان افتخر باننا في الاردن مجتمعون على حب الوطن والمحافظه على أمنه واستقراره وقد تختلف طريقة تعبير كل منا عن الاخر في ذلك ونستمد قوتنا وحرية قولنا من قوة قيادتنا الهاشمية التي علمتنا معنى الحب والانتماء لهذا البلد العظيم ونفتخر بها وعلى الحكومة ان يتسع صدرها لكل الاراء حتى لو كانت قاسية بعض الشيء فهي كالأم لنا عليها ان تتحملنا وتعاملنا بكل حب وحنان وهذا ما نتمناه منها . 

فحكومتنا الرشيدة استطاعت ان تثبت للعالم اجمع فشل كل النظريات الكيماوية السابقة المتعلقة بالمادة فاكتشف وبجرة قلم وتوقيع في ليلة وضحاها بان حياة الانسان المادية تتحول الى الغازية دون الحاجة الى حالة المرونة بعد ان رفعت ثمن جرة الغاز بنسبة 50 % من سعرها من 6,5 دينار الى عشرة بعين اللي ما يصلي على النبي واصبح حياتنا كلها عبارة عن جرار غاز فاذا ذهبت لخطبة فتاة وانت لابس بدلة وكرافة مثل الاسد وابوك يتقدم جاهتك الكريمة فعليك ان تحمل بيدك هدية عبارة عن جرة غاز مليانة ( زينة ملفى ) ولم يعد للذهب قيمة في هذا الزمن فيبادرك والد العروس واخوها ( المكشر تقول جاي تخطفها ) بسؤاله عن عدد قناني الغاز التي ستقدمها مهرا لها وعليه يتم الاتفاق ، وعندما تمر سيارات بيع الغاز في حارتك وبالحانها المريحة احيانا والمستفزة غالبا ينتابك احساس بان الجرات تتراقص مدلدلة لسانها شماتة وجكرا بك لعدم قدرتك على شرائها فيمد الله بعمرها بضعة ايام ، وعندما تخرج الى الشارع تلاحظ ارتفاع اسعار البيض فتستغرب فهل كان الدجاج يبيض في مستشفيات حكومية والان اصبح دجاجنا يدلع ولايبيض الا في المستشفيات الخاصة فالديك هو الديك ولا يحتاج الا الى شدة حيل فيكون جواب البائع جرة الغاز ارتفعت ، وفي سوق الخضرة لاتستطيع الشراء بالكيلوات واصبح ميزان الذهب هو المستخدم بسبب غلاء الغاز والبنزين ، وعندما تزور الاصدقاء فمن كثرة الحديث عن الغازتضطر للنظرتحتك لعلك تجلس على جرة غاز عليها قطعة خشب دائرية ، وغيرها من القصص ولم يستطع احد ان يقنع الحكومة بعدم رفع االاسعار الا البهائم التي لم تتجرأ الحكومة على أعلافها لخشيتها من مطالبتها بدعم نقدي هي الاخرى والحكومة تدرس تخفيض اسعار السجائر تشجيعا منها على التدخين عندما نسرح في ملكوت الله ونفكر في همومنا وكيفية ادارة حياتنا فلم يتبقى لنا شيئا الا وفرته فهي تكسر من الف جهة وتجبر من واحدة فارتفع والحمدلله كل شيء فوفرت لنا السجائر بسعر رخيص وقد يأتي اليوم الذي يستبدل اطفانا كيس الشيبس ببكيت من السجائر وبدلا من ان يسأل عن مستر شيبس او باب الحارة تراه يفتش عن المارلبورو اوالفايسوري وبعد كل ذلك تجد جميع مبررات فروقات الاسعار تجتمع على سبب واحد وهو ارتفاع سعر جرة الغاز وبهذا استطاعت حكومتنا ان تسجل براءة اختراع وبتميزبتحويل حياتنا الى غازية دون ان تمر بحالة الليونة لكي تصدمنا مرة واحدة عملا بالمثل القائل وجع يوم ولا وجع كل يوم وكما هو معروف علميا بان لكل حالة شواذ فترى حالة علية القوم وحيتانه واغنياؤه لاتفنى ولا تستحدث بل تتحول من صورتها الصلبة الى اشد واجمد واحسن من ذي قبل وبعد كل هذا نسمع طرطشات من هنا وهناك بنيتها رفع اسعار الكهرباء والماء في بداية السنة التي باتت على الابواب لتحول حياتنا من الغازية الى العدم فترتاح منا ونرتاح منها ولكن عليها ان تتمهل قليلا وتفكر بما سنقدمه في بيوت العزاء لكي لاتصبح ناشفة وبلا طعم ولا رائحة لان القهوة السادة تحتاج الى جرة غاز لغليها .

ارجو ان تتحملو ما كتبت فانا لست متشائما ولكني احببت ان ادغدغ شعور الحكومة لعلها ترأف بنا فتتوقف عن التفكير بزيادة سعر الماء والكهرباء والتأمين في بداية السنة أو تجميده لمدة سنة حتى نفيق من الصدمة الاولى وان تعيد النظر بسعر المحروقات بعد ان وصلتنا بعض المساعدات من دول الخليج العربي وامريكا وغيرها من الدول الصديقة التي نقدم لها كل الاحترام والتقدير ولعل ذلك يصحي ضمائر بعض الفاسدين ويخجلو من انفسهم فيعيدوا للخزينة ما اخذته ايديهم بدون وجه حق او على الاقل اكتفائهم الى هذا الحد فجيوب المواطن اصبحت خالية ولم يبقى علينا الا ملابسنا ونحتاجها لان الله امرنا بسترعوراتنا .


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات