الحراك الوطني والحل المطلوب


يتعرض الحراك لاختلاط في الرؤية سببه اسقاط شعارات سياسية لبعض القوى والافراد خالفت ما خرج من اجله الحراك وان كان بعضها صحيحا الا ان طبيعة الصراع ومدى إمكانية تنفيذ التوقيت المناسب لها لم يحن وقته بعد وسوف يعرض الاردن الضعيف حاليا الى الفوضى!!والسبب الاخر تأثره بما يجري في المنطقة واعتبار ان الاردن يجب ان تمر بمرحلة هذه الشعارات ومنها شعار الاسقاط للنظام الذي يدغدغ افكار الكثيرين افرادا وقوى سياسية وان كان بلا حاضنة شعبية او سياسية .والسبب الاهم ان اصحاب القرار لم يحسنوا التجاوب مع المطالب الحقيقية لقوى الحراك الوطني وتماهوا كثيرا في محاولات الالتفاف عليها و لم يدركوا ان الحوار الوطني المؤسسي والواضح مع القوى الوطنية والشعبية مهم واساسي في تقوية الجبهة الداخلية والالتفاف الشعبي دفاعا عن الاردن !والوصول لبرنامج وطني توافقي يحدد رؤية واضحة للإصلاح المطلوب وتوقيت خطواته واولوياتها .ثانيا لا يمكن للحراك ان يكون موحدا في حمل هذه الشعارات! ولا يمكن للحراك ان يكون تنظيما سياسيا موحدا في البرنامج والتنظيم ويخطئ من يعتقد ذلك وانه يمثله او ناطقا باسمه!! والملفت ان العديدين من نشطاء الحراك بالرغم من تجربة العامين مازالوا بحاجة الى مزيد من النضج السياسي!! ولكن ذلك ليس مبررا لان يبقى اصحاب القرار معتمدين على اسلوب العلاقات العامة ولقاءات المنازل والحديث عن الاصلاحات في الوقت الذي فقدت فيه الثقة بالمطلق بين الطرفين! مازال مطلب الحوار الوطني والتوافق على البرنامج الشامل للإصلاح والتغيير اساسا في انهاء حالة عدم التوافق والتشكيك الوطني والاهم ضعف وانكشاف الدولة الاردنية داخليا وخارجيا!!! ولا يجب ان يغيب البعد الخارجي اذ تمر منطقتنا والاردن في مرحلة هدم واعادة بناء ويبدو ان المطلوب خارجيا هو الهدم والفوضى فقط تمهيدا لإعادة تقسيم المنطقة وفرض مزيدا من الهيمنة عليها وان تبقى في حالة الصراع التناحري تحقيقا لمصالحهم وحماية لمندوبهم الكيان الصهيوني وهناك من هو جاهز لتقديم هذه الخدمات وان يكون بديلا لأنظمة الاستبداد التي هيمنت على الحكم في المنطقة .بالمقابل هناك العديدون يدركون مسؤوليتهم الوطنية وحدودها ولكن الاهم ان يدرك الحكم مسؤوليته ايضا وان يتجاوب مع المطالب المشروعة للشعب وحقوقه وان الاسلوب السابق لم يعد ممكنا استمراره والاهم ايضا ان طبقة المسؤولين حول صاحب القرار ثبت انها غير مؤهلة وغير مؤتمنة ايضا في تحمل مسؤوليتها الوطنية وادراك حجم الاحتقان الشعبي ونقل صورته بمصداقية وادلة ذلك كثيرة .من المؤكد اننا لن نصل الى نقاط التوافق الوطني الا بالحوار المؤسسي ويخطئ كثيرا من يعتقد انه يمكنه انهاء الحراك دون تحقيق التغيير والاصلاح المطلوب و الوصول الى التوافق الوطني فلا مخرج الان الا المبادرة الى مؤتمر وطني قبل الاقدام على اي خطوة مهما كانت ايجابية لان الاساس في فقدان الثقة التي يجب استعادتها بداية!!!بغير ذلك سيبقى السائد هو التشكيك وانعدام الثقة والقفز الى المجهول الذي سيبقى الدولة الاردنية في مهب الريح.

م. فراس الصمادي

ferassmadi@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات