الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي !


مِن الْمُسْلِم بِه أَن الْحَاجَة تَزْدَاد إِلَى الْأَمْن الْإِنْسَانِي كَمَنْظُوْمّة لِكَافَّة الْمَفَاهِيْم الْإِنْسَانِيَّة فِي الْقَرْن 21 ، سِيَّمَا وَأَنَّنَا بِصَدَد إِنْسَان عَالَمِي لَه قَضَايَا مُخْتَلِفَة تَمَامَا عَن كَافَّة الْقَضَايَا وَالْشُّؤُوْن الْقُطْريَّة وَالْإِقْلِيْمِيَّة ، وَهَذَا مَا يَجْعَل لِلْتَّرْبِيَة مَفْهُوْمِا مُغَايِر عَن الْمَفَاهِيْم التَّقْلِيْدِيَّة ، وَلَعَل هَوَاجِس الْمُهْتَمِّين مِن مُخْتَلِف الْقِطَاعَات وَبِخَاصَّة فِي تَفْسِيْر الْتَّرْبِيَة فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي الْجَدِيْد ، كَانَت أَحَد أَهَم الْأَسْبَاب الَّتِي دَفَعَتْنَا إِلَى هَذَا الْبَحْث مَن نَاحِيَة ، وَمَن نَاحِيَّة ثَانِيَة أَنَّنَا فِي الْأُرْدُن نَتَمَيَز عَن غَيْرِنَا بِأَنَّنَا أَوَّل مَن أَسَّس هَيْئَة لِلْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي تَحْت مُسَمَّى ( هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي ) وَمِن خِلَال شَخْصِيَّات أُرْدُنِّيَّة ، وَمِثْل هَذَا الْأَمْر يَجْعَلَنَا أَمَام مَسْؤُوْلِيَّة الْتَّفْسِيْر ضِمْن أَطَّرْنا الْإِنْسَانِيَّة الْسِّيَاسِيَّة الْعَرَبِيَّة وَالْإِقْلِيْمِيَّة وَالْعَالَمِيَّة ، وَالَّتِي أَصْبَحَت الْأَسَاس فِي تَشْكِيْل بَعْض الْسِيَاسَات الْخَارِجِيَّة الْمُتَقَدِّمَة ، وَهْنَا حِيْن نَقُوُل : أَن الْمَفْهُوْم يَتَجَاوَز الْدَّوْلَة وُأَمْنِهَا إِلَى الْأَفْرَاد وَأَمَّنَهُم الْإِنْسَانِي وَمَسَارِهُم وَالْتَّنْمَوِي الِاجْتِمَاعِي وَالْاقْتِصَادِي وَالْسِّيَاسِي ، عَلَيْنَا أَن نَطْرَح الْتَّسَاؤُلَات الْتَّالِي : مَا الْمَسْافَة الْفَاصِلَة بَيْن الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي وَالْأَمْن بِمَفْهُوْمِه السِّيَاسِي وَالْاقْتِصَادِي وَالِاجْتِمَاعِي وَالْثَّقَافِي وَالتَقْليدِي بِشَكْل عَام ؟ وَهَل نَحْن بِصَدَد اعْدُد نُشِّئ أُمَنِّي أَم دِيِمُقْرَاطِي ، وَهَل مِن تَصَادُم بَيْن الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ؟ وَإِذَا لَم يَكُن هُنَالِك تَصَادُم فَهَل يُمْكِن تَحْقِيْق الْأَمْن بِمَفْهُوْمِه الْوَاسِع لِرَدْم الْفَجَوَات الَّتِي تَعُوْق تَقَدَّم مُجْتَمَعَاتِنَا عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي وَتَحَقَّق الْتَّنْمِيَة الاقْتِصَادِيَّة وَالِاجْتِمَاعِيَّة وَالْسِّيَاسِيَّة فِيْهَا ؟ وَهَل يُمْكِن أَن تَتِم مُعَالَجَة الْتَوَتِّرَات الْقَائِمَة وَالْكَامِنّة بَيْن الْدُّوَل وَالْدُّوَل وَبَيْن الْأَفْرَاد وَالْدُّوَل دُوْن أَن يَكُوْن مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي مُّدْخَلا جَدِيْد لِلْتَّدَخُّل فَي سِيَادَة الْدَّوْلَة الْقُطْريَّة ؟ هَذِه الْأَسْئِلَة وَغَيْرُهَا الْكَثِيْر تَحْتَاج الْإِجَابَة عَلَيْهَا إِلَى الْبَحْث فِي مَا وَرَاء ذَلِك الْمَفْهُوْم ! وَلَكِن بَعْض الْإِجَابَات الَّتِي قَدَّمَهَا تَقْرِيْر بَرْنَامَج الْأُمَم الْمُتَّحِدَة الإِنَمَائِي عَن الْتَّنْمِيَة الْبَشَرِيَّة الْعَرَبِيَّة عَام 2009، وَالَّذِي جَاء بِعُنْوَان "تَحَدِّيَات أَمَّن الْإِنْسَان فِي الْبُلْدَان الْعَرَبِيَّة"، تَقَدَّم بَعْض الْإِجَابَات لِكَثِيْر مِّن الْأَسْئِلَة الَّتِي تُطْرَح، وَلَعَل أَهُم مَا فِيْه الْحَدِيْث عَن أَن انْعِدَام الْعَنَاصِر الْأَسَاسِيَّة لِأَمْن الْإِنْسَان بَدْءِا مِن الْحُصُوْل عَلَى الْمِيَاه الْنَّظِيْفَة وَالْتَّحَرُّر مَن الْجُوْع، إِلَى غِيَاب الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة وَضِعْف سِيَادَة الْقَانُوْن، هِي الَّتِي تُحَرِّم سُكَّان الْدُّوَل الْعَرَبِيَّة مَن قُدْرَتِهِم عَلَى اسْتِخْدَام كُل طَاقَاتِهِم الْكَامِنَة ! وَهَذَا الْأَمْر عَلَى حَقِيْقَتِه يُشَكِّل الْمَدْخَل الْنَّاعِم لِكَثِيْر مِّن الْقُوَى الْغَرْبِيَّة لِلْتَّدَخُّل فِي شُؤُوْن الْدُّوَل وَالْأَفْرَاد، وَلِذَلِك تَقْتَضِي مَصْلَحَة الْدَّوْلَة الْوَطَنِيَّة الالْتِفَات إِلَى أَهَمِّيَّة الْتَّعَامُل مَع الْقَضَايَا الَّتِي يَطْرَحُهَا مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي بِكَثِيْر مِن الْحِكْمَة وَالْتَّبَصُّر لِمُوَاجَهَة الأَجَنَّدَات الْسِّيَاسِيَّة الَّتِي يُمْكِن أَن يُحَمِّلَهَا مُرَوِّجُو هَذَا الْمَفْهُوْم. الْكُل أَصْبَح عَلَى يَقِيْن تَام أَن كَثِيْرا مِّن الْقَضَايَا الَّتِي تَطْرَح فِي قَضَايَا حُقُوْق الْإِنْسَان وَقَضَايَا الْأَمْن الْإِنْسَانِي لَاحِقَا، هِي عَنْاصِر رَئِيْسَة لِلْتَّدَخُّل فِي الْأَمْن الْوَطَنِي لِلْدُّوَل، وَهَذَا مَا يَجْعَلَنَا كَعَالِم ثَالِث وَعَرَّب َنَعُوْد إِلَى نَوَاتُنَا الْآمِنَة وَالْمُتَمَثِّلَة فِي هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، لَكِن هَذَا الْأَمْر وَتَفَعَيلَتِه عَلَى الْمُسْتَوَيَيْن الْعَرَبِي وَالإِقْلِيْمّي يَقْتَضِي عَلَاقَات عَمِيْقَة مَع الْأُرْدُن وَالَّذِي يُعْتَبَر الْعُمْق الِاسْتِرَاتِيْجِي لِلْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَقَد اسْتَطَاع هَذَا الْبَلَد بِمَوَاردُه الْبَسِيطَة وَالْغَنِي بِالْعُقُول الْإِنْسَانِيَّة أَن يَجْعَل مِن التَّرْبِيَة فِي الْمَفْهُوْم الْإِنْسَانِي ذَات فَهُم جَدِيْد أَصْبَح الْفَرْد فِيْه يُشَكِّل الْعُنْصُر الْأَسَاسِي فِي فَهْم وَتَحْلِيْل مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي، وَيُؤَسِّس عَلَى ذَلِك أَن أَمْن الْدُّوَل عَلَى أَهَمِّيَّتِه لَيْس وَحْدَه الْكَفِيْل بِتَحْقِيْق أَمَّن الْأَفْرَاد ، لِأَن حَقَائِق ومُعْطيّات الْوَاقِع الْعَالَمِي تُثَبِت وَفِي كُل يَوْم أَهَمِّيَّة الْتَّرْبِيَة لَا التَّقْلِيْدِيَّة بَل الْتَّرْبِيَة فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَإِلَا فَإِن الْدُّوَل سَتَفْقِد مُبَرِّرَات وُجُوْدِهَا وَتَتَحَوَّل ضِد أَمَّن مُوَاطِنِيْهَا. بِنَاء عَلَى ذَلِك كُلِّه تَطَوُّر مَفْهُوْم الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان دَاخِل مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي لَدَمْج الْفَرْد فِي مُجْمَل الْعَمَلِيَّة الْأُمْنِيَة الْدِّيِمُقْرَاطِيَّة مُنْذ نُعُوْمَة أَظَافِرَه، وَذَلِك مِن خِلَال الْتَرْكِّيز عَلَى تَحْقِيْق أَمَّن الْأَفْرَاد دَاخِل وَعَبَر الْحُدُوْد لِأَن قَضَايَاهُم أَصْبَحَت تَتَعَلَّق بِالْوُجُوْد ، بَدَلَا مِن التَّرْكِيْز عَلَى أَمْن الْحُدُوْد ذَاتِه وَتَحْقِيْق أَمَّن الْأَفْرَاد، الَّذِي لَا يُمْكِن تَحْقِيْقِه بِمَعْزِل عَن أَمْن الْدُّوَل. وَهَذَا بِحَد ذَاتِه تَطَوُّر يَسْتَدْعِي الْنَّظَر إِلَى ضَرُوْرَة أَن تُحْصِن الْدَّوْلَة الْوَطَنِيَّة جَبْهَتِهَا الْدَّاخِلِيَّة وَتُعَزِّز الْتَّرْبِيَة فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي وَحُقُوْق الْإِنْسَان لَدَى مُوَاطِنِيْهَا، وَتَجْعَلُه حَقِيْقَة عَلَى أَرْض الْوَاقِع حَتَّى لَا يُسْتَغَل هَذَا الْأَمْر لِزَعْزَعَة أَمَّن الْدَّوْلَة ، لِهَذَا نَسْتَطِيْع الْقَوْل أَنَّه وَمِن خِلَال الْنَّوَاة الْوَطَنِيَّة وَالْخامَة الْمُتَوَفِّرَة فِي الْإِقْلِيم وَالْوَطَن الْعَرَبِي وَالْأُرْدُن تَحَدِيَدْا وَالْمُتَمَثِّلَة وَبِكُل شَفَافِيَة بِهَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي ، كَتَرْبَوِيِّين يُمْكِنُنَا الْنَّظَر إِلَى الْتَّرْبِيَة مِن خِلَال مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي عَلَى كَوْنِهَا خُطْوَة أَبْعَد مِن مَفْهُوْم حُقُوْق الْإِنْسَان، وَذَلِك فِيْمَا يَتَعَلَّق بِكَوْن مَفْهُوْم حُقُوْق الْإِنْسَان فِي أَغْلَب الْأَحْيَان يَأْخُذ شَكْل الْمُطَالَبَات الْقَانُوْنِيَّة مُمَثِّلَة فِي ضَرُوْرَة تَوَافُر تَشْرِيْعَات قَانُوْنِيَّة كَفِيْلَة بِوَضْع الْتِزَامَات مُحَدَّدَة تُجَاه حُقُوْق بِعَيْنِهَا كَاتِّفَاقِيَات حُقُوْق الْطِّفْل، أَو الْمَرْأَة، أَو اللَّاجِئِيْن، وَغَيْرِهَا مِن الِاتِّفَاقِيَات الْقَانُوْنِيَّة سَوَاء أَخَذَت الْطَّابَع الْعَالَمِي أَو الْإِقْلِيمِي، إِلَا أَنَّنَا نَجِد الْتَّرْبِيَة فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي تَخْطُو خُطْوَة أَبْعَد نَحْو الْتَرْكِّيز عَلَى الْإِصْلاح الْمُؤَسَّسِي وَالْمَعْنَي بِتَحْقِيْق أَمَّن الْأَفْرَاد أَو إِنْشَاء مُؤَسَّسَات جَدِيْدَة كَفِيْلَة بِهَذَا الْأَمْر ، وَالْأَمْن الْتَّعْلِيْمِي وَالْأَمْن الْمَائِي وَالغِذَائِي وَالدْوَائِي وَالْأَمْن الْمُدَرِّسِي وَالْبِيْئَة الْتَّرْبَوِيَّة وَالْتَّعْلِيْمِيَّة الْآمِنَة كَحَق طَبِيْعِي لِلْأَفْرَاد، وَعَلَيْنَا جَمِيْعِا مُهِمَّة تَعْظِيْم هَذَا الْمُنَجَّز الْأُرْدُنِّي لِكَوْنِه الْنَّمُوْذَج الَّذِي تَحْتَاجُه الْمِنْطَقَة وَالْعَالَم ، فَالْمَفْهُوْم الْتَّرْبَوِي فِي الْأَمْن الْإِنْسَانِي الَّذِي يُرَكَّز عَلَى كُل مَا ذَكَرْنَا هُو فِي الْأَصْل جَهْد أُرّدُنِي خَالِص وَيَسْتَحِق الْتَّعْظِيم وَالْتَّبْجِيْل ، وَالْسُّؤَال إِذَا لَم نُدْرِك كَتَرْبَوِيِّين وَأَسَاتِذَة فِي الْمَدَارِس وَالْجَامِعَات ذَلِك َقَبْل غَيْرِنَا فَمَن هَذَا الَّذِي سَيُدْرِك و سَيَقُوْدُنَا إِلَى الْإِصْلاح الْمَنْشُود ، عَلَيْنَا أَن نَعِي أَن الْجَمِيع يَرْقُبُنَا وَبِهَذِه الْلَّحْظَة الْإِنْسَانِيَّة الْثَّائِرَة وَبِعَيْن يُتَصَوَّر أَنَّهَا مُدْرِكَة لِكَافَّة الْأَخْطَار الْمُحْدِقَة فِيْه كَإِنْسَان ، وَهَذَا مَا يُضَاعَف مَسْؤُوْلِيَّتِنَا فِي ظِل وَاقِع الْمِنْطَقَة السِّيَاسِي وَالْاقْتِصَادِي وَالِاجْتِمَاعِي غَيْر الْعَادِل، وَالْصِّرَاع عَلَى الْسُّلْطَة، وَتَوْزِيع الْمَوَارِد عَلَى فِئَات مُعَيَّنَة مِن الْمُجَتَمَع، وَفِي بَعْض الْحَالَات الْتَدَخُّل الْعَسْكَرِي الْخَارِجِي، كَأَّهُم الْعَوَائِق الَّتِي تُهَدِّد أَمْن الْإِنْسَان الْعَرَبِي ، وَإِذَا كَان هُنَالِك جُمْلَة مِن الْتَّدَابِير الْمُتَّفِق عَلَيْهَا و الْوَاجِب اتِّخَاذُهَا وَالَّتِي يُمْكِن مِن خِلَالِهَا تَجُذِيّر أَمَّن الْإِنْسَان فِي الْعَالَم الْعَرَبِي بِمَا فِي ذَلِك الْضَّمَانَات الْعَالَمِيَّة لِحُقُوْق الْإِنْسَان وَالْحُرِّيَّات وَخُصُوْصا حُقُوْق الْمَرْأَة، وَحِمَايَة الْبِيْئَة، وَمُعَالَجَة الْفَقْر وَالْجُوْع، وَتَوْسِيْع الْخَدَّمَات الْصِّحِّيَّة، وَإِنْهَاء الِاحْتِلَال وَالَتَدَخْلَات الْعَسْكَرِيَّة الَّتِي تَتَسَبَّب فِي مُعَانَاة الْإِنْسَان وَتَقْضِي عَلَى الْتَّنْمِيَة الاقْتِصَادِيَّة ، أَلَا أَن هَذَا لَا يَكْفِي لِأَن مُهِمَّتُنَا وَنَحْن دَاخِل الْمَجْمَع الْإِنْسَانِي الْأَعْظَم الَّذِي تَتَوَاجَد فَوْق أَرْضِه ( هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ) بَل نَحْتَاج إِلَى الْمَزِيْد مِن الْجَهْد الْنَّوْعِي وَهَذَا بِدَوْرِه يَنْعَكِس عَلَى قُدْرَتِنَا كَتَرْبَوِيِّين عَلَى الْقِيَام بِدَوْرِنَا فِي تَحْقِيْق مُسَار الْتَّنْمِيَة الْإِنْسَانِيَّة وَمُعَالَجَة الْتَوَتِّرَات الْقَائِمَة مَحَلِّيّا وَإِقْلِيمَا وَعَالميّا ، وَيَجْعَل مَن الْشَّرَاكَة مَع مُجْتَمَعَاتِنَا طَرِيْقا غَيْر مَحْفُوْف بِكَثِيْر مِن الْمَخَاطِر ، وَالْحَالَة تُؤَكِّد عُمْق الْأَزِمَّة بَيْن الْدَّوْلَة وَالْمُجْتَمَع، وَتَجْعَلُه عُرْضَة لِلْتَّدَخُّل الْخَارِجِي، نَتَحَّدَث عَن مُجْتَمَعَات تَئِن تَحْت وَطْأَة الْتَّخَلُّف وَالْفَقْر وَالْمَرَض وَالْجُوْع وَالْأُمِّيَّة وَالْتَسَلُّط وَالْتَّبَعِيَّة وَغُيَّاب الْقِيَم الْإِنْسَانِيَّة الَّتِي تَضْمَن الْحَد الْأَدْنَى مِن كَرَامَة الْإِنْسَان وَالْجَمِيْع يَسْتَنْجِد بِنَا ، بَعْد أَن عَرَفُوْا مِن أَعْضَاء الْهَيْئَة الْجَلِيِّة الَّذِيْن يَجُبُّوْن الْعَالَم أَن فِي الْأُرْدُن تَعْظِيمَا لُإِنْسَانِيَّة وَأَمِن الْإِنْسَان ، وَالْمُحْزِن أَن الْبَعْض فِي الْأُرْدُن لَا يَعْرِفُوْن شَيْئا عَن هَذِه الْهَيْئَة أَو عَن مُؤَسِّسِها وَلَا عَن أَعْضَائِهَا فِي حِيْن أَن جَلَالِة الْمَلِك عَبْد الْلَّه الْثَّانِي الْمُعَظَّم يُعْتَبَر وَحَسْب مَا نُشِر فِي جَرِيْد الْدُّسْتُور الْأَرْدُنِيَّة فِي 2006 م الْنَّاطِق الْأَعْلَى بِاسْم هَذِه الْهَيْئَة الْجَلَيْلَة ، أَمَّا جَلَالَة الْمَلِكَة رَانْيَا الْمُعَظَّمَة وَالَّتِي تُعَبِّر عَنْهُا الْهَيْئَة بِالْأُم الْإِنْسَانِيَّة الْعَظِيْمَة فَهِي عُضْو فَاعِل عَلَى الْمُسْتَوَيَات الْمَحَلِّيَّة وَالْإِقْلِيْمِيَّة وَالْعَالَمِيَّة ، وَلِلْعِلْم فَقَط هَذِه الْهَيْئَة غَيْر مَدْعُومَة مِن أَحَد وَغَيْر مُسَجَّلَة رِسَمِيّا حَتَّى لَا تُفْقَد صِفَتِهَا الْإِقْلِيمِيَّة وَالْعَالَمِيَّة ، أَو تَلْتَصِق بِشُبْهَة الْتَّرْوِيْج لِهَذَا الْدِّيْن أَو ذَاك الَّذِي قَد تَكُوْن الْدَّوْلَة صَاحِبَة الْتَّصْرِيح تَدْعُوَا إِلَيْه . لَا بُد أَن نَعِي كُل مَا ذُكِر وَنَحْن نَتَحَدَّث عَن الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي، لِأَنَّنَا نَنْشُر قِيَم وَمَبَادِئ لَيْسَت وَكَمَا يَعْتَقِد الْبَعْض وَصِفَة تُبَرِّر تْخَلِّي الْدَّوْلَة عَن مُجْتَمَعِهَا وَتَجْعَل دَوْرَهَا حِكْرَا عَلَى مُعَالَجَة الْقَضَايَا الْأُمْنِيَة، لَا تَتَّفِق وَّوُجُهَات الْنَّظَر الْأُخْرَى الَّتِي تَرَى أَن تْخَلِّي الْدَّوْلَة عَن دَوْرِهَا الِاجْتِمَاعِي سَيُقَوِّض أَرْكَانِهَا، وَذَلِك وِفْقَا لِلْنَتَائِج الْمَلْمُوسَة لَتَّجْرِبَة بُلْدَان الْأَطْرَاف الَّتِي ارْتَهَنْت لِدُوَل الْمَرْكَز، وَأَخَذَت بِمَفْهُوْم اقْتِصَاد الْسُّوْق الَّذِي فَكَّك الْبِنْيَة الاجْتِمَاعِيَّة وَالْسِّيَاسِيَّة لِلْدَّوْلَة، مَا أَسْهُم فِي تَفَاقُم الْمُشْكِلَات الاجْتِمَاعِيَّة فِيْه وَزِيَادَة الْتَوَتِّرَات، وَأَسْهَم فِي انْقِسَام الْمُجْتَمَعَات وَفْق مَنْظُوَمَتِهَا الْقَبَلِيَّة وِالْطَّائِفِيَّة وَالإِثْنِيّة ، وَهَذَا مَا يَدْفَع لِمُعَاوَدَة الْتَّأْكِيد عَلَى هَذَا الْمَفْهُوْم لِمَعْرِفَة قُوَّتَه فِي وَاقِعِنَا السِّيَاسِي وَالْاقْتِصَادِي الَّذِي نَعِيْشُه، وَمَعْرِفَة آَثَارِه الْكَبِيْرَة عَلَى طُلّابِنَا وَبِكَافَّة الْمَرَاحِل الْدِرَاسِيَّة فِي الْمَدَارِس وَالْجَامِعَات و فِي نَمَط حَيَاة الْمَوَاطِن الْعَادِي وَفِي الْدَّوْلَة بِحَد ذَاتِهَا، لِأَن مَوْضُوْع الْأَمْن الْإِنْسَانِي وَبِكُل تَفَرُّعَاتِه الْتَّرْبَوِيَّة وَالِاجْتِمَاعِيَّة وَالْسِّيَاسِيَّة ،وَعَلَى خُطُوْرَتِهَا وَضَرُوْرَتِهَا وَانْعِكَاسَاتِهَا عَلَى الْحَيَاة وَخُطِّط الْتَّنْمِيَة ذَات الْإِبْعَاد الْإِسْتِرَاتِيْجِيَّة تُسْهِم فِي كَشَف جُذُوْر مُعْظَم الْإِشْكَالَات وَالْظَّوَاهِر الاجْتِمَاعِيَّة الَّتِي تُؤَكِّد أَن تَصَاعُد وَتَيْرَة الْعُنْف بِكُل مُسْتَوَيَاتِه وَالَّذِي يُعَد مِن أَهَم عَنَّاصِر الْتَّهْدِيْد لِلْأَمْن الْإِنْسَانِي الْعَام وَالْسِّيَاسِي الَّذِي يَرْتَبِط ارْتِبَاطا مُبَاشِرَا بِاعْتِمَاد سِيَاسِيَّة الْسُّوْق الْمَفْتُوْح الَّتِي تَعْتَمِد الْفَوْضَى وَلَا تَسْتَنِد إِلَى الْشُّرُوْط الْتَّارِيْخِيَّة وَالاقْتِصَادِيَّة لْبُلْدَان لَهَا تَجَارِب نَاجِحَة فِي هَذَا الْمِضْمَار، كَمَا أَن تَدْمِيْر بُنَيَّة الْطَّبَقَة الْوُسْطَى فِي أَغْلَب الْعَالَم الْعَرَبِي يُعَد مِن الْعَوَامِل الْحَاسِمَة فِي انْتِعَاش الْأَمْن الْإِنْسَانِي وَانْحِسَارِه ، وَتَفَشِّي مَا يُعْرَف (بِثَقَافَة الْفَقْر) الَّتِي تَعْمَل عَلَى تَقْوِيْض دَعَائِم الْأَمْن الْإِنْسَانِي وَبِكَافَّة مُتَعَلِّقَاتِه ، فِي ظِل انْتِشَار ثَقَافَة الْفَقْر وَهِي مَجْمُوْعَة أَعْرَاف وَتَقَالِيْد تَمَيَّزَت بِهَا مُجْتَمَعَات الَتَّهَمِيَش وَالْإِقْصَاء وَمَا يُسَمَّى الْيُوم إِعْلَامِيا بِالْمَجُمِعَات الْعَشْوَائِيَّة،أَي الْأَحْيَاء الَّتِي تَزَايَدْت نِسْبَتِهَا بِازْدِيَاد سِيَاسَات الْقَمَع وَانْحِسَار سِيَاسَات الْتَّخْطِيْط الإِنَمَائِي، وَتُشَكِّل هَذِه الْثَّقَافَة مُرْجِعَا سُلُوْكِيا فِي تَشْكِيْل الْقُوَى التَدَّمِيرِيّة الْمُهَدَّدَة لِلْأَمْن الْإِنْسَانِي بِشَكْل عَام وَيُهَدِّد الْسَّلَم الْعَام عَلَى حَد سَوَاء، وَخَاصَّة بَعْد انْضِمَام أَفْوَاج مِن الْطَّبَقَة الْوُسْطَى إِلَى هَذِه الْثَّقَافَة وَالَّتِي اسْتُقْطِبَت فِي فَلَكَهَا جَمَاهِيْر غَفِيْرَة مِن الْعَاطِلِيْن عَن الْعَمَل الَّذِيْن عَلَى الْمَدَى الْقَرِيْب سَيُشَكِّلُون نَوَاة تَدْمِيْرِية لِلْعُنْف وَالْعُنْف الْمُضَاد كَوَسِيلَة لِلْتَّعْبِيْر عَن الْذَّات وَوَسِيْلَة مُتَاحَة لِلْتَّعْبِيْر عَن الِاحْتِجَاج وَعَدَم الْقَبُوْل بِالْوَاقِع وَالتَّكَيُّف مَع قَوَانِيِنِه الاجْتِمَاعِيَّة وَأَعْرَافِه الْسُّلُوكِيَّة ، وَأَلَا كَيْف ؟ وَلِمَاذَا نَطْرَح الْيَوْم الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي ، نُرِيْد الْبَدْء بِتَنْفِيذ خُطِّط شُمُوْلِيَّة لتَّعَمِيم وَنُشِر ثَقَافَة الْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي حَتَّى نَتَسَلَّح نَحْن وَالْدَّوْلَة مِن مَخَاطِر الْتَدَخُّل الْخَارِجِي ، وَنُعِيْد إِنْتَاج عُقِد اجْتِمَاعِي بَيْنَنَا وَبَيْن الْدَّوْلَة ، عُقِد يَكُوْن الْأُنْمُوذَج عَلَى الْمُسْتَوَيَيْن الْإِقْلِيمِي وَالْعَالَمِي لِكَوْنِنَا غَدَوْنَا فِي الْنَّظَر الْعَالَمِي حَاجَة إِنْسَانِيَّة حَضَارِيَّة قَادِرِة عَلَى تَّأْسِيْس الْقَيِّم وَتَّعْمِيمِهَا ضِمْن أُطُر مُؤْمِنَه بِالْحُقُوْق الْإِنْسَانِيَّة لِلْجَمِيْع بِغَض الْنَّظَر عَن أَي اعْتِبَار سَوَاء فِي الْعَرَق أَو فِي الْلَّوْن أَو فِي الْدِّيْن أَو فِي الْجِنْس أَو أَي مِن الْفَوَارِق الْأُخْرَى ، وَأُقْتُرِح : الاتِّسَاع فِي الْبَحْث بِالْتَّرْبِيَة وَحُقُوْق الْإِنْسَان فِي مَفْهُوْم الْأَمْن الْإِنْسَانِي وَوَضَع تَعْرِيْف مُحَدَّد يَتَوَافَق مَع خَصَائِص المُهدِّدَات وَالِاحْتِيَاجَات الْعَرَبِيَّة ، تَحْدِيْد المُهدِّدَات لِلْمَسَار الْتَّرْبَوِي وَالْعِلْمِي الَّذِي يَنْشُد تَعْمِيْم ثَقَافَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، حَشَد كَافَّة الْإِمْكَانَات فِي الْدَّوْلَة وَالْمُجْتَمَع لِإِنْجَاح هَذِه الْثَّقَافَة الَّتِي أَثْبَتَت أَنَّهَا الْحِصْن الْأَمِيْن لِلْجَمِيْع فِي الْقَرْن 21 ، تَوْفِيْر الْبَيَانَات وَالْمَعْلُوْمَات الْخَاصَّة بِالْأَمْن الْإِنْسَانِي عَن الْمِنْطَقَة الْعَرَبِيَّة لِوَضْع الْبَرَامِج وَالْخِطَط الَّتِي مِن شَأْنِهَا أَن تَحْمِي الْمِنْطَقَة مِنِّى الْزَّلَازِل وَالْبَرَاكِيْن الْسِّيَاسِيَّة وَالإِرْهابِيّة ، إِيْجَاد الْوَسْائِل لِلْتَّعَاوُن مَع هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي ، وَالْعَمَل عَلَى تَكْرِيْم الْمُؤَسِّس وَالْأَعْضَاء بِالْدَّرَجَات الْعِلْمِيَّة الفُخَرِيَّة، لجْذِّبِهُم وَإِقِنَاعِهُم بِالْعَمَل مَع الْمَدَارِس وَالْجَامِعَات الْعَرَبِيَّة ، وَإِبْرَاز أَهَمِّيَّة الْشَّرَاكَة بَيْن الْقِطَاع الْتَّرْبَوِي وَالْهَيْئَة الْجَلَيْلَة ، لِأَن صِلَتُنَا الْقَوِيَّة مَع الْإِنْسَانِيِّيْن مِن شَأْنِهَا أَن تُرْفَع مِن الْقُدُرَات الَّتِي لَا شَك أَنَّهَا سْتَنْعَكْس عَلَى الْنَّشْء تَحْت ظِل الْقِيَادَة الْإِنْسَانِيَّة الْقِيَادَة الْهَاشِمِيَّة بِقِيَادَة جَلَالِة الْمَلِك عَبْد الْلَّه الْثَّانِي الْمُعَظَّم . خَادِم الْإِنْسَانِيَّة . مُؤَسِّس هَيْئَة الْدَّعْوَة الْإِنْسَانِيَّة وَالْأَمْن الْإِنْسَانِي عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات