نظرية (زد) والثورات العربية .. ؟


يوجد في علم الإدارة العديد من النظريات التي وضعت لتفسير الكيفية المثلى لإدارة المؤسسات ، وتعدد هذه النظريات يعود للإختلافات الثقافية والتاريخية بين المجتمعات التي ظهرت بها هذه النظريات وحاجة المجتمع بشقيه الأفراد والدولة للنموذج الأمثل في إدارة شؤونه الخاصة والوصل إلى حالة من التكامل بين كافة مكوناته وتحقيق التقدم الإقتصادي المنشود الذي يؤدي إلى تقدم إجتماعي وسياسي يحقق مصلحة كافة الأفراد داخله .
ومنذ سنوات والمنظرين لعلم الإدارة يتهمون المجتعمات العربية بأنها تقوم بإدارة شؤونها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية من خلال النظرية البيروقراطية والتي تقوم كما فسرها العالم ماكس فيبر على أنماط للسلطة ثلاثة ، سلطة قانونية تعتمد على مجموعة من القوانين تعطي من هم في أعلى قمتها الحق في إصدار الأوامر ، وسلطة تقليدية مستندة على تقاليد متوارثة وعلى شرعية من يوجد بالسلطة دون غيرهم ، وسلطة الإلهام وتستند على الميزات الفذة للشخص وشخصية الفرد البطل .
وهذه السلطات الثلاثة تعطي المتتبع لتاريخ الأنظمة العربية التي سقطت خلال الربيع العربي وهم أن تلك الأنظمة كانت تدير أمورها من خلال هذه النظرية في علم الإدارة وأنه بمجرد سقوط الرجل الرمز سوف تتغير الأحوال ومعها تتغير الدول بطريقة جذرية ، ولكن عند النظر في عدم حدوث التغير المنشود طوال عام أو يزيد على تغير هذه الأنظمة نجد أن لابد للرجوع والبحث في بقية النظريات في علم الإدارة وسنجد أن أقرب هذه النظريات لنتائج ثورات الربيع العربي هي نظرية ( زد ) في علم الإدارة وهي نظرية يابانية تقوم مساواة العلاقات بين الموظفين والإدارة بالعلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة الواحدة مع المحافظة على إمتيازات الكبير والرجوع له ، وفي نفس الوقت ضمان المستقبل الطويل الأمد للأعضاء في المؤسسة .
وهنا نجد أن الصعوبة التي تواجه دول الربيع العربي في الإنتقال إلى مراحل متقدمة تعود إلى أن الأنظمة السابقة قد قامت بتطبيق نظرية ( زد ) ولكن من منظورها هي وليس من منظور النظرية الأصل ، وكانت النتيجة أنها أوجدت نظم عائلية قوية ترتبط مع بعضها البعض بمصالح تستمر حتى وإن رحل الكبير وإستمرت هذه الطريقة في العلاقات لأكثر من ثلاثون عاما وفي بعض الدول اربعون عاما في الأخرى .
ولأن الواقع العربي في الإدارة سواء على مستوى دكانه أو دولة يتمثل بأن الكبير يتعامل مع غيره من الأفراد بهذه المؤسسة على أنهم أولاده ومن بقية خلفة أبوه وجده وأن أسس تعينهم تمت بناء على هذه العلاقة وليس على أسس وظيفية مهنية بحتة تكون النهاية أنه عندما يتم تغيير هذا الكبير يبقى الإنتماء والفضل العائلي له عند من تبقى من العائلة في تلك الدكان أو الدولة ... وشكرا لليابان على فكرها النير ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات