أيدخل ذاك الجيل الجنَّة بغير حساب .. ؟!!‎


ما زلنا نقَّلب تلك الصفحات ، ونتنقَّل بين تلك الأسطر ... أسطر الماضي .. والحاضر
ونتلمَّس تلك الفروقات ...!!! وربما الإختلالات ...!! وسأتناول في مقتطفات سريعة ،
وومضات مختزلة ..ولغة ربما تكون للعامية أقرب .. ولن أتكلَّف ببديع الألفاظ .......
وزخرف العبارات ... ولن أبالغ في " عمق الجُمل " .. لأن عقول البعض منَّا ما عاد
فيها ذاك المتسع كي تقرأ ..ومن ثم تستوعب .... لتحلل بعد ذلك ..وتعي ..!!!!!
..... سمعتُ من أحدهم ذات مرة ونحن نتحدث في مقارنة بين ذاك الجيل ... وبين
جيل " الوجبات الجاهزة " و " الإنترنت " و " الفيس بوك " ... قال عبارة .. وأتبعها
" بإستغفار وتوبة "! قال : "بأن الله وجب عليه أن يدخل ذاك الجيل الجنَّة بغير حساب "
... لن أبحث في مدى شرعية ما قال ، للحرام أقرب ..أم للحلال ..! لكنَّه حتماً بنى
تلك العبارة من واقع ربما عاشه ... أو يتذكَّر من عايشه ...
ذاك الزمن .. زمن القلوب الطيبة ، وسعة الصدور ، وسماحة النفوس .... زمن الكدَّ ...
والتعب ، زمن الضنك ..والوصب ..!
نعم ... ربما كان ذاك الجيل يغلب عليه الفقر ..والجهل ..وقلَّة ذات اليد ...! إلا أنهم كانوا
على قدر كبير من حسن الخلق ، وجميل العادات ... فالتعاطف والرحمة .. والمحبة
سادت بينهم ..في ظل " بيوت الطين " التي كانت تجمعهم ..! تلك البيوت التي كانت
متقاربة ... كما كانت نفوسهم متآلفة ...! ربما الجيوب " خالية " لكن الرضا بالقليل ..
والقناعة " التي إفتقدناها " ...كانت عليهم بادية ...!
نعم ..ذاك الزمان كان لا يستنكر القريب قريبة ..! ولا الجار جاره .. كانوا على الشِدَّة
يجتمعون ...! " ونحن على الشَدَّة نجتمع " ...! ... كانوا للقمة يتقاسمون ، وفي
المناسبات يتعاونون ..! .... لم تكن " فضائيات " يتنقلون فيما بينها ..! ولا " مسلسلات
مدبلجة " يلتفون حولها ..! كا ن يومهم ربما تنتهي ساعاته بعد صلاة العشاء ....!!!!!!
أما هذا الجيل ... فيبدأ يومه بعد العشاء .. في ظل تلك الشهوات ... والفضائيات ...
التي هدمَّت ما بقي من قيم ..وأخلاق ..! .... هذا الزمن الذي طغت فيه المادة على
ما تبقى من كرامة ... وشهامة ..! فلا همَّ لابناء هذا الجيل إلا في تعبئة الجيوب ..!
وزيادة الرصيد ..! وإمتلاك مركبة فارهة ... " وخلوي " لا يدانيه فيه أحد ...! وبعدها
" جزاه الله خيراً " يقوم الليل ...! بكل نشاط ..وهمَّه ..! على تلك القنوات الفضائية
المفضلة ...! فمن مشهد عُري ....! إلى أخر .. ! ومن شهوات ...الى شهوات ..!
وقبيل " صلاة الفجر " تكون قواه قد خارت " ويخلد للنوم ...! " لا أيقظه الله "...!!!
نعم ...هذا الجيل.. كيف له يسأل عن جاره ..؟! ويزور قريبة ..؟! ويعود مريضه ..!!
في ظل إنعدام القيم ... والمباديء ... في ظل الحسد ...والبغض ..والكراهية ....!!!!
في ظل " الكبائر " التي ترتكب صباح مساء ...في ظل " اسنمة البخت المائلة .."
في ظل إعلام فاسد ..هدَّام ... في ظل الصديقة ، والحبيبة ، والعشيقة.....! !!!!
وأختم فأقول : مخاطباً ذاك الجيل .... وهذا ...!!!! ومن ثم أخاطب صاحبي
قائل " تلك العبارة " وأقول لهم ... "
((إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات