الإرهاق والإصابات تطارد لاعبي الكرة قبل اختيار عناصر المنتخب


جراسا -

حمل احترافي ثقيل في ظل واقع هاوٍ متخبط


يتخوف خبراء وجماهير الكرة الاردنية من الانعكاسات السلبية على المنتخب الوطني، التي يمكن ان تحدثها حالة الارهاق البدني التي تصيب عددا كبيرا من لاعبي فريقي الفيصلي والوحدات، والذين يشكلون في الغالب ما نسبته 75% من التشكيلة التي سيتم اختيارها للمشاركة فيما تبقى من تصفيات امم آسيا، التي ستعود للاستئناف في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

التخوف هذا يترافق مع تسارع عجلة الاصابات التي تحجب بين الحين والآخر عددا من اللاعبين الذين كانوا في التشكيلة السابقة ويمكن ان تتم دعوتهم مجددا، لا سيما وأن تدريبات المنتخب ربما تبدأ في الثلث الاخير من شهر نيسان (ابريل) أو في مطلع شهر ايار (مايو) المقبل، بعد انتهاء مباريات الموسم الحالي في الثلث الاخير من شهر نيسان (ابريل) المقبل.

والحديث عن حالة الارهاق التي تجسدت على ارض الواقع في المباريات الاخيرة التي كان فريقا الوحدات والفيصلي طرفين فيها، الى جانب الاصابات التي حدثت لبعض اللاعبين، يفتح باب النقاش بشأن عدد المباريات التي يلعبها كل فريق في الموسم، مع الاخذ بعين الاعتبار ان قدرة اللاعب المحترف على احتمال الحمل التدريبي المكثف والعدد الهائل من المباريات، تختلف كليا عن قدرة اللاعب الهاوي غير المتفرغ، حتى وإن اخذت بطولة الدوري اسم "المحترفين" على غير مسمى.

بين الماضي والمستقبل

في السنوات الخمس التي عمل فيها الخبير العربي محمود الجوهري مديرا فنيا لمنتخبنا الوطني ومخططا للكرة الاردنية، عمد الى تكثيف عدد المباريات التي يمكن ان يلعبها كل فريق خلال الموسم الواحد، وكان ملاحظا انه قياسا للبطولات الاربع المحلية والبطولتين العربية والآسيوية والاخيرتين لا يشارك فيهما الا فريقان أو ثلاثة على ابعد تقدير، فإن عدد المباريات التي يلعبها كل فريق في الموسم تتراوح في حدها الاعلى بين 28 و32 مباراة، وفي حدها الادنى بين 20 و22 مباراة، وعليه بات التفكير ملحا بشأن زيادة عدد المباريات لا سيما في بطولة الدرع التنشيطية التي يمكن ان تمنح الفرق فرصة لاختبار قدراتها وتجريب محترفيها، قبل الدخول في منافسات الدوري المتتاز، كما ان التعديلات الجديدة التي طرأت على "ميزان الصعود والهبوط" في بطولة الدوري، ستؤدي اعتبارا من الموسم المقبل 2009/2010 الى زيادة عدد مباريات الدوري لكل فريق لتصبح 22 مباراة بدلا من 18، بعد ان يصبح عدد الفرق الممتازة 12 فريقا بدلا من 10، رغم ان اصواتا خبيرة خرجت وأشارت الى ان الزيادة في عدد المباريات ستكون في الكم وليس النوع، في حين رآها آخرون، الى جانب انها تأتي استجابة لمطالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الا انها ايضا تخدم الفرق الضعيفة من خلال زيادة عدد المباريات التي قد تكسب الخبرة لمن يحتاجها، وبالتالي فإن العدد الاقل من المباريات لكل فريق في الموسم ربما يتراوح بين 30 و34 مباراة، بينما سيكون العدد الاكبر بين 40 و50 مباراة، اذا ما تمت اضافة عدد المباريات غير المحلية التي يمكن ان يلعبها كل فريق في الموسم.

لهذا تحدث الإصابات

وحسب الدراسات العلمية، فإن اصابات كرة القدم تشكل نسبة لا بأس بها من مجمل الاصابات الرياضية والاصابات موزعة على النحو التالي:

الرأس 10%، الذراع 7%، الاضلاع 7%، القفص الصدري 7%، الفخذ 18%، الركبة 25%، الساق 9%، الكاحل 17%، ويتفق الكثيرون على ان 49% من اصابات كرة القدم تأتي بسبب إعاقة الخصم، و28% لعدم صلاحية ارض الملعب، و12% بسبب ضرب قدم اللاعب بالأرض، و11% بسبب عدم اتقان اللاعب للمهارات الأساسية، و8% بسبب حراس المرمى.

وتشير الدراسات الى ان نصف الاصابات تضرب الاربطة والعضلات، وهي تمثل 50% من كل اصابات الرياضيين خاصة في لعبة كرة القدم، ويحدث تهتك العضلات وتمزق الأربطة عند انقباض العضلة بقوة وهي في وضع مشدود، وتهتك العضلة يحدث عندما تضعف مقدرة العضلة للتصدي للعبء الخارجي، أي عندما تضعف مقدرة العضلة على امتصاص الصدمة، وهتك العضلات يتراوح بين تهتك بعض الخيوط العضلية الرفيعة أو تهتك في الغطاء الخارجي للعضلة أو تهتك كلي للعضلة، والتهتك الشائع الحدوث عند نهاية العضلة عند التقاء العضلة مع الاربطة وتهتك العضلات عادة يحدث في العضلات التي تمر بمفصلين.

ويؤكد الخبراء ان تقليل خطر مثل هذه الاصابات يحتاج الى الاحماء الجيد قبل اللعب، والاعتناء بتمارين الشد لزيادة مرونة العضلة، والقيام بالتمارين اللازمة لتقوية العضلات والتغذية الجيدة.

إصابات مقلقة

ومن الواضح ان عددا كبيرا من اللاعبين تعرض للاصابة المتكررة هذا الموسم، وربما يبعث الوضع على الخوف في فريق الفيصلي تحديدا، الذي يشكل لاعبوه العدد الاكبر من العناصر التي يمكن اختيارها للمنتخب.

فالمدافع محمد منير سيغيب لعدة أشهر نتيجة وجود قطع في الرباط، والمدافع علاء مطالقة احتجب مؤخرا لوجود كيس ماء في العضلة نتيجة الجهد الزائد، كما يعاني لاعب الوسط انس حجة من شد عضلي، وعانى المدافع حاتم عقل من كسر سابق في الانف وجرح قطعي حالي في اصبع اليد، وعانى حارس المرمى لؤي العمايرة من رضوض في اصابع اليد بعد اشتباه بحدوث كسر، وغاب عن فريق الوحدات المدافع محمد الدميري الذي تجددت اصابته بالكاحل، وربما تطول القائمة الى الحد الذي يبعث فعلا على الخوف.

إن معاناة لاعبي الكرة من هذه الاصابات جاءت نتيجة أكيدة لحالة الارهاق التي اصابتهم، وإذا ما استثنيا عدد المباريات الرسمية والودية التي خاضها المنتخب الوطني خلال الاشهر الثمانية الماضية، فإن لاعبي الوحدات خاضوا حتى اليوم وتحديدا منذ انطلاق منافسات درع الاتحاد يوم 4 تموز (يوليو) الماضي ما مجموعه 41 مباراة توزعت على المسابقات المحلية ودوري ابطال العرب وكأس الاتحاد الآسيوي، من دون النظر الى المباريات الودية للوحدات والمباريات الاخرى التي خاضها اللاعبون مع جهات أخرى ينتسبون إليها، وربما وصل العدد الفعلي من عدد المباريات لعدد لا بأس به من اللاعبين "نحو 50 مباراة حتى الآن"، وهناك بالطبع مباريات متبقية في الدوري والكأس المحليين وكأس الاتحاد الآسيوي، الى جانب المباريات الودية والرسمية التي سيخوضها المنتخب، وبالتالي فإن بعض اللاعبين سيكون قد لعب ولمدة عام تقريبا ما بين 60 الى 70 مباراة مع النادي والمنتخب، وهذا الرقم مذهل وربما يفوق ارقام المحترفين المتفرغين للعب، والذين يتدربون نحو 10 مرات اسبوعيا ويحصلون على اعلى درجات العناية الطبية والتغذية السليمة.

والفيصلي هو الآخر خاض حتى الآن 37 مباراة، وما تم ذكره عن الوحدات ينطبق كليا على الفيصلي، وبالتالي فإن كثرة الاصابات والاجهاد البدني والضغط النفسي على اللاعبين أمر ملموس فعليا، ويؤكد ان عدم وجود فترة راحة كافية للاستشفاء من الاصابات والاعتماد الكلي على عدد محدود من اللاعبين، يجعلهم عرضة للاستهلاك الجائر وتكرار الاصابات وربما انتهاء المشوار مع الكرة قبل أوانه، ولعل ما حدث في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية من سقوط مريع لمنتخبات مثل الارجنتين وفرنسا في وقت مبكر يعزز فرضية ان كثرة الضغط يولد الانفجار، وبالتالي فإن غياب التخطيط وتكثيف الحمل على اللاعبين من دون وعي سيؤديان الى اضرار تدفع الاندية والمنتخب ثمنا لها، وهنا تبدو الحاجة ملحة الى قيام المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني عدنان حمد بالبحث عن بدائل لتعويض النقص الذي قد يحدث، وهنا يشكل المحترفون "حسونة الشيخ ومحمد خميس وبهاء عبدالرحمن وخالد سعد وبشار بني ياسين وعدي الصيفي وأحمد هايل وثائر البواب"، خيارات اضافية امام المدير الفني للمنتخب عدنان حمد عند اختياره نحو 30 لاعبا لبدء التدريبات وإكمال مشوار التصفيات، في ظل مخاوف من الارهاق والاصابات في بعض المراكز "الظهيران الايمن والايسر وقلب الدفاع"، التي تسببت بها بالدرجة الاولى ازدواجية المشاركة الخارجية، وفي ظل حمل احترافي مناقض لواقع هاوٍ متخبط، وصدق من قال "إذا لم تكن تعلم إلى أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض".

المباريات التي خاضها لاعبو الوحدات

البطولة     عدد المباريات      فوز   تعادل خسارة له    عليه

الدوري الممتاز     15    12    2     0     39    6

كأس الاردن   5     3     1     1     5     3

درع الاتحاد   6     4     2     0     10    4

كأس الكؤوس  1     1     0     0     2     0

البطولة التنشيطية 6     4     2     0     8     4

ابطال العرب السادسة     6     4     0     2     13    13

كأس الاتحاد الآسيوي  2     1     1     0     3     2

اجمالي البطولات      41    29    8     3     80    32

المباريات التي خاضها لاعبو الفيصلي

البطولة     عدد المباريات      فوز   تعادل خسارة له    عليه

الدوري الممتاز     15    10    4     1     30    10

كأس الاردن   5     3     2     0     7     4

درع الاتحاد   4     1     0     3     4     6

كأس الكؤوس  1     0     0     0     0     2

البطولة التنشيطية 4     1     0     3     4     7

ابطال العرب السادسة     6     3     1     2     9     9

كأس الاتحاد الآسيوي  2     0     1     1     3     4

اجمالي البطولات      37    18    8     10    57    42
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات