أيها البراك الكويتيون أشقائنا وضيوفنا لهم صدر البيت


صعقت كغيري من الأردنيين الشرفاء الأحرار أهل المروءة والكرامة وعزة النفس ونحن نتابع النائب السابق في البرلمان الكويتي المدعو مسلم البراك يوجه لوطننا العزيز وشعبنا الأبي وعن سبق قصد وإصرار وبتكرار مستفز أقذع الكلمات وأوسخ العبارات وأسوأ التشبيهات واخطر الاتهامات والتهديدات فهل وصل الانحدار الأخلاقي والأدبي لدى البعض إلى هذا الحد المريع ونحن نرى التهافت بالبذاءات والإسفاف بالذم والقدح والشتائم السوقية التي تشكل لغة أولاد الشوارع في المرحلة الصعبة

اليوم لن نجاري البراك بذات اللسان ولن ننهل من نفس معينه العكر والممتلئ بالحقد الأعمى والكراهية المزمنة للأردن وطنا وقيادة وشعب ولن نخرج أنفسنا بانفعال غاضب عن قيم ومعايير الإنسانية التي تربينا عليها في مدرسة الهاشميين و مدارج الأردن العربي الوفي لمبادئ العروبة وتعزيز روابط الأخوة وتمتين وشائج الدين

ليس ذلك من باب العجز أو الضعف أو فقدان الحجة والبرهان والدليل بل هي ترفع عن الإسفاف وتوافه الأمور وإعراض عن الجهل والجاهلين وسمو في الأخلاق الأردنية الحميدة والخصال والسجايا المجيدة التي تربينا عليها في هذا الوطن الأشم أبا عن جد

وسوف نرد قبل وبعد هذا الذي قيل بما أمرنا به رب العالمين وهو أحسن القائلين ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ( وقولوا للناس حسنا ) ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبين ) ثم انظروا ما قال رسول الله الكريم ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) ( لعن المسلم كقتله ) من هذا الدين العظيم الذي جمعنا بك أيها البراك تحت راية التوحيد وحرم علينا أكل لحمك وتلطيخ سمعتك وهدر كرامتك

لهذا لن نقتفي أثرك أو نسير على خطاك في الشتم والإساءة والتجريح والاتهام للكويت الحبيبة أو لأي فرد من شعبها الطيب ومسيرتها العطرة وسوف نجادلك ونقارعك الحجة بوعي ورؤية وثقافة ومسؤولية ودون بث لسموم الأحقاد والكراهية التي تعتمد عليها في كل حديث وتصريح

ما نريد أن تعلمه جيدا أيها البراك أن لغة الشتائم وأساليب السباب وإذاعة البذاءات وقلة الأدب لا يعرفها جميعها إلا الضعفاء والتافهين والمهرجين والرداحين والمرتزقة والأفاكين وما أكثرهم في مجتمعاتنا العربية ولا يغرنك انك تراهم أصحاب مراتب ومناصب في مواقع مختلفة فهم يعّبرون عن مستوياتهم الأولى وتربيتهم الحقيقية والأساليب التي رضعوها صغارا فكرا وعلما وأسلوب حياة أو أنهم مرضى نفسيين تجدهم يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال وهذا جانب سيكولوجي ينبغي أن تتأكد منه جيدا وان أكالة الشتائم والسباب ليس من الوطنية في شئ فالوطن الكويت والشعب لا يحتاجان لمن يدافع عنهما بالشتم والبذاءة والتجريح والوطنية الحقة لا تكون بالتشكيك في وطنية وعروبة وأخوة الآخرين

وها نحن نضع بعض الحقائق الدامغة إمام إخوتنا الكويتيين الشرفاء الأعزاء فحين أقمت أسانيدك وحججك المتكررة في الإساءة لبلدنا وشعبنا على شفا جرف هار وتخيلات مضللة ليس لها وجود الا في وهمك وأحلام يقظتك وانك لتذكر جيدا يوم هددتنا نحن والأخوة الفلسطينيين في مسيرة كرامة وطن " 2 " وادعيت فيها أمام جماهيرك بوجود 16 ألف من رجال الدرك الأردنيين في الكويت للمساعدة في قمع المسيرات وها هي الاحتجاجات مستمرة والانتخابات جرت بقانون الصوت الواحد غير المرغوب فيه شعبيا ولم نسمع من أي مواطن او نائب كويتي أو حتى وافد عربي أو أجنبي أي تعقيب او تعليق حول رؤيتهم أو معرفتهم بوجود أي من عناصر أو مراكز تجمع أو تدريب أو تجول لقوات الدرك الأردنية في الكويت ولم نعلم أي إصابة أو موت لأي منهم في المواجهات والمصادمات مما يعني حكما عدم وجودهم وأنك أطلقت هذه القنبلة الدخانية الانتخابية في حينه ثم دخلت مهجعك وغشاك النعاس ولم تقدم لنا أو للشعب الكويتي أي دليل صادق حول هذه التهمة الكاذبة والمفبركة

ثم زاودت علينا مرة أخرى في العروبة والإخوة بافتراء ثان لا يرقي إلى عقل أو منطق وأنت تتقول علينا إننا كنا قد رقصنا على جراح الكويتيين إبان الغزو الكويتي للعراق وهنا نقول لك صدقا وحقا أننا لم نكن مع العراق بالمطلق في هذا الاحتلال الغاشم للكويت وكان في نفوسنا خوف وحزن عظميين على الكويت وشعبها ولأننا أيضا كنا نرى في الغزو الطعم الأمريكي الصائغ لتدمير العراق وغرس بذور الفرقة والكراهية والاحتراب بين أبناء الأمة الواحدة تماما كما كنا نرى في الحرب مع إيران تدمير لقدرات دولتين إسلاميتين المستفيد الأول ولأخير من نتائجها أمريكيا وإسرائيل

ورغم مرور الأيام والاستياء الشعبي والرسمي الأردني مما كررت قوله فانك لم تتعظ وتكتفي أيها البراك بما نفخ فوك واوكتا يداك فجئتنا بالبطلان العظيم وأنت تفتري على بلدنا وشعبنا بوجود عصابات أردنية فلسطينية تقوم بالاعتداء والضرب والسرقة للطلبة الكويتيين في الأردن وهذا الذي يدعونا إلى الشفقة والأسى والاستغراب لعدم معرفتك للوقائع والإحداث كما هي وأنت تبني حقدك وكراهيتك للأردن وشعبه وتضع التصورات من خلف الأسوار العالية السميكة التي تحجب عنك نور الحقيقة وصدق المنطق وكأني بك كلما نظرت إلى الأردن وشعبه تلبس نظارتك السوداء وتضع مفاتيحك في ثقوب مغلقة ولهذا حكمت علينا عن بعد وجهل لغاية في نفسك ولم تكلف وعيك وأمانتك وضميرك التأكد من حقيقة ما تصرخ به غيظا وكمدا في شوارع وميادين الكويت وتحت سقف برلمانها

لو كنت أيها البراك تريد الحق أو تبحث عن الحقيقة حول مكانة الاحترام والتقدير والإخوة والضيافة التي نكنها لأشقائنا الكويتيين عامة والطلاب خاصة الذين نجدهم فيهم جيلا من الشباب الكويتي المؤدب والمهذب واللطيف والمثقف الذي نعتز ونفخر بوجودهم بيننا في جامعاتنا ومعاهدنا نقدم لهم الغالي والنفيس ونفديهم ونذود عنهم بالأرواح فهم ضيوف الأردنيين أهل المروءة والشهامة والكرم وهم أيضا وقبل ذلك ضيوف وأبناء جلالة أبى الحسين لن يمسهم في دار الأردنيين أي شر أو ضر فالأردن منذ الأزل مؤئلا للشرفاء والأحرار وارضا للأخوة والعروبة والإسلام بقيادته وشرعيته وتاريخه

قلنا لك أيها البراك منذ البداية أننا لن نتراشق معك بالألفاظ البذيئة أو العبارات النابية لأنها قاصرة لا يمكن إن تتمخض عن خير ولا سوق لها وهي لغة متخثرة تشل الأعصاب وتسمم الأفكار
وفي ذات السياق أين أنت مما قاله أخوة كويتيين شرفاء إجلاء يعيشون بيننا في عاصمتنا وشوارعنا ومؤسساتنا وبيوتنا بمودة وأمن واستقرار يؤكدون أن جميع الطلبة الكويتيين في الأردن بألف خير وأمان وأن العلاقة التاريخية بين البلدين الشقيقين لن تزعزعها أي محاولات من أي كان وان الطلبة الكويتيين أمانة في أعناق كل الأردنيين فتحية أردنية عربية هاشمية معطرة بالورد والود والتقدير والعرفان والثناء الى سعادة الدكتور احمد الدعيج السفير الكويتي لدي الأردن على شهامته وصدقه وإنسانيته وسجياه الفريدة والمتميزة وهو الذي جعل من مقر السفارة الكويتية محجا لكل الأردنيين بما عزز ووثق من أخوة وتواصل مع كافة فئات المجتمع وفي مختلف الميادين نراه أهلا للخير والتعاون يمثل الكويت بأصالتها وعروبتها وإخوتها ويحرص على لم الشمل وتعزيز الروابط والثناء والتقدير لسعادة الشيخ فيصل الصباح السفير الكويتي السابق الذي ودعناه بالعرفان والمحبة ورائحته العطرة لا زالت بيننا والشكر الموصول والتقدير الدائم للدكتور عطية الشمري الملحق الثقافي الكويتي والدكتور محمد الظفيري وغيرهم من المسؤولين الكويتيين الشرفاء على مواقفهم الجليلة والموضوعية حول دور الأردن وتوجيهات جلالة الملك إلى الحكومة لتوفير كل سبل الأمن والرعاية والاهتمام لجميع أبناء الكويت المقيمين في الأردن سواء كانوا طلبة أو مستثمرين أو سائحين وان ما نخشاه هو أي ارتداد فردي غير منظم لمثل هذه للتصريحات التحريضية الفجة المستفزة

أيها البراك اعلم أنه لا زال عالق في أذهننا ما كتبته في صفحتك على حساب تويتر بحق ما تعرض له وطننا جراء الاحتجاجات على رفع أسعار المشتقات وأنت تقول ( بأن الله انتقم من الأردنيين ) ألهذا الحد امتلاء قلبك وعقلك بالضغينة والحقد لإخوة لك في الدين والعروبة والإنسانية أننا نبرأ إلى الله من أمثالك فما قلته من أحقاد تراكمية لم يقلها نتنياهو ولا باراك قبلك ولا بعدك ولن يغيب عن أسماعنا أبدا ما صرحت به في مجلس الأمة الكويتي وأنت تصب جام غضبك وتحارب كل سبيل لانضمام الأردن لدول مجلس التعاون الخليجي وبسوء القول والكراهية التي اعتدت عليها في كل مرة

أننا نعلم علم اليقين أيها البراك إن ما تمارسه من سلوك استعدائي ضد الأردن وقيادته وشعبه لهي محاولات فاشلة ويائسة لنقل مشاكلك مع الداخل جراء التهميش والإقصاء الذي تعاني منه والذي يقودك إلى افتعال الأزمات والمواقف السلبية مع الأردن ومن قبل مع العراق حينما تهجمت على الشعب العراقي بألفاظ نابية قائلا ( أن كويت عام 2011 ليست ككويت 1990 وان ما تنوون علية انتم وأزلامكم ومليشياتكم أمر بعيد عن شواربكم ) وقد رد عليك النائب في الكتلة العراقية البيضاء كاظم الشمري بما استحق عليك من قول شابه ألفاظك ومفرداتك حيث كنت البادئ الأظلم

فارحم أيها " السباب الشاتم " نفسك إمام الأجيال الكويتية والعربية من نظرة ازدراء تصيبك واعلم اليوم وقبل الغد أن هؤلاء الأردنيون الشرفاء الذين تعايرهم بالفقر وتشتمهم بظلم وعدوان هم ملح الأرض ومنبع العزة وأول الرجولة أجدادهم وآبائهم كانوا طلائع الجيش العربي الأردني للدفاع عن الكويت إبان محاولة الاحتلال العراقي الأولى في الستينات من القرن الماضي وهم الذين لبوا نداء الكويت في بداية التأسيس ليعملوا بكل جد وإخلاص للمشاركة في نهضة الكويت العسكرية والتعليمية والإنشائية حتى غدت الكويت درة دول الخليج وهم أيضا الانسباء وبعضهم الأقارب للكثير من الأسر والعشائر والقبائل الكويتية الشقيقة الطاهرة

إن للكويت في نفوسنا ووعينا قبس من نور الذكريات الغالية النفيسة لرجالاتها وأبنائها وبناتها فالشيخ المرحوم فهد الأحمد الصباح كان الفدائي الذي امتشق البندقية للدفاع عن فلسطين ولا زالت جبال السلط تحمل أثرا من بطولاته وتضحياته والشيخ المرحوم سعد السالم ولي العهد السابق كان معنا بمحنتنا في أيلول عام 1970 ضمن وفد الجامعة العربية لحل الأزمة ولن يغيب عن حياتنا صوت الشاعرة المهذبة الدكتورة سعاد العبد الله وهنالك الكثير من رجال الدين والمال والإعمال والمواطنين وسيدات الكويت الفضليات والعديد من الجمعيات الخيرية وجمعيات العون الطبي والبنوك والشركات وغيرهم الكثير كانت لهم اليد الخيرة الكريمة في دعم العديد من مشاريع العمل التنموي والخيري ومساعدة الأيتام والأسر المحتاجة في بلدنا الأردن

وفي فلسطين وغزة هنالك مئات المواقف العظيمة التي لا تمحوها الأحقاد الدفينة لأيدي كويتية بيضاء شريفة كانت مع الإخوة الفلسطينيين في دعم الانتفاضة ومقاومة الاحتلال و مجابهة الحصار ولا ننسى أبدا الدعم والمساندة التي قدمها أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ومن سبق من الأمراء والشيوخ للأردن وشعبه والتي ما تزال مستمرة في العطاء والبذل والأخوة على ذات النهج والخطى بقيادة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله وحفظ الكويت مسيرة وأرضا وشعبا وأدام عليهم نعمة الأمن والازدهار

ختاما نقول لك أيها البراك " لتقل خيرا دوما أو لتصمت أبدا " ولقد آن الأوان لتعود إلى رشدك ووعيك والى مخافة الله في نفسك والناس ولا تبقى تسيير مستكبرا في الأرض ترفع لواء النكران والجحود و تصر على فقدان اللغة والمنطق الذي يخرج الحليم عن طوره والأديب عن ذوقه وبالأسلوب الكويتي الرائع نقول الله يهداك

( لا تضع ويهك في مهب الريح ولا تجعل ريولك في النار )

mahdmublat@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات