اشكي لوطني حالتي ..


وطني أُحبكَ جداً ولأني أحبكَ سأتكلم معكَ بصدقٍ وأعاتبكَ وأشكو لكَ حالتنا فعتابي يأتي من محبتي لك ، سأوصف لك شعوري ذاك الشعور السخيف عندما تشعر أنك بوطنك شيء ضعيف صوتك ضعيف حقك ضعيف شعورٌ سخيف وأليم أنك إن أردت بيع قلمك وإسمك لن تأتي بما يكفي بلقمة الرغيف ، شعورُ سخيف أنك رمزٌ للفقر تبنى المباني للشحادةِ عليه رغم ما في باطنك من خيراتٍ ورزقٌ من الله لأبنائك ، أبنائك الذي ضحوا بأرواحهم في الكرامةِ ، أبنائك الذين لم يقبلون بالتركِ في ربوعك ، وأيضاً شفاهي بيوم ما وقفوا بالهتاف لك ، وأنا من أبنائك الذين لن ولن يرضو بإذلالك .

كانت المكافئة من المسؤول (أعطونا جيبولنا هاتولنا) طيب نُعطي من أين ومن أين أعطيك أصبحتُ أعيش بدون فائده غير إن أعطي وأنا لا أملك شيء لأُعطي وإن شكيتُ رُدَ علي بالعصا والإتهامات ، جدودي إلي زرعك قمح يا بلدي وبطعميني سباخ ، لم أرى بك هناء ولا ترف لم أرى غير الألم والفساد و كرامةٌ تُهان واللقمة بإهانة من مسؤول عنا لم يسأل وهاهم الأحبة تجمعوا وأصبحو أعداء من سياسةٍ وفقر شتت الناس .

قل لي يا بلدي كيف يكون لدينا السدود والديسي وغيرها وأمطار خيرٍ من الله تعالى تُفيض السدود وتنقطع المياه عني كل يوم ، قل لي يا بلدي الحلَ عندما أشكي غلاء الفاتورة ويردُ علي إشكي بس لازم تدفع ، قل لي يا بلدي لماذا خير الأرض ثروةٌ تُدفن ومال الشعب ثروة تُسرق ولماذا المسؤول في شعبه يظلم ولماذا المتعلم لا يلقى لقمة أكلٍ ويهربُ منك لغيرك ، قل لي كيف أرفع يديَ سلامٌ للغزاةِ وإن دافعتُ عن أرضي وعن ديني أسجن إرهاب ، لماذا المسؤول يا بلدي لا يشعر بلذتِ العُمر لدينا وغلاته و يزيدُ علينا المُرَ مرٌ في العمر ما الحل ، يا بلدي إني سوف أوهبُ لك حلاوةَ عمري وأنا لستُ بمتأمر ولا أضعُ شروطٍ ومكان ما ترسى مركبك ببني شطوطي .

الصبرُ أعلى من الجبال والظلمُ فيك شيءٌ أصبح راسخً من مسؤولٍ ومسؤولً أصبحَ الوطنُ غارقً في الفساد وكلُ شيءٍ لهُ رائحةُ فساد .

علمونا يا وطني بصغرنا بالعصاةِ ورضعونا الخوفَ رضاعةً ، علمونا في المدارس معنى كلمة سكوت و وقوف وإنصراف ، علمونا أن نخاف من الأستاذ لأجلِ منع الكلام ومهما كان لك من حق تبقى صامت وخائف ، علمونا كيف نخاف وكيف نرجف ونرتعب لكنهم لم يعلمونا معنى الإحترام ، وإن لم نسمع الكلام نُضع في خانت العصيان .

يا وطني ماذا تنتظر من طفلٍ رباه أبواهُ بالصراخ ، على عدم الإحترام والأنانية والإسائة للغير ، قالوا له أنت في وطنٍ يسمى الأردن ولم يُعرفاهُ بمعنى وقيمة الأردن وكيف تدمع عينه على وطنه وكيف يضحي بدمه لأجلِ وطنه وكيف وكيف وكيف أتتأمل منه خيراً يا وطني .

يا وطني أغلبُ الذين حولكَ قالوا لكَ أُحبك إلا أنها نفاقٌ ، الحب تعني إثنين يقدموا ليس يد تبني وألف يد تهدم ، الحب حالةٌ ليس شعرٌ وأقاويل ، يأتي الحب يا وطني عندما الفقير ينام ليلهُ بدفء ، عندما نعيش لأجل هدفٍ لأجلِ رسالةٍ ، عندما نشعر بقيمتنا بك وليس أننا عائشينَ زيادةِ عددٍ ، الحب حالة وليس شعرً ولا أقاويل ، شيء لن يتواجد في قلب شخص يأخذ لقمة أكله من حاوية القمامة .

يا وطني لماذا في السجون مساجين أليس لو أن المسجون الذي سرق أو إعتدى على غيره وجد بيئة مختلفة عن التي نشأ عليها لما كان الآن في السجن ، لماذا نرى الآن التمرد الواضح في المدارس أليس لو أن ذاك الطالب كان أول درسٍ له هوا معنى الإحترام ، أليس بعدها لن نشاهد العنف الجامعي لأن المدارسَ أساس ونواة الجامعات ، لماذا أصبح شعارنا (الله لا يردُ شو أعملو) أو ( أنا مالي دخل) و ذهبَ زمن المثل الأشهر في التعليم (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسوله) أصبح المعلم وليس الكل لكنهُ الأغلب لا يبالي إن درس الطالب أو لا ، أصبح التعليم كمهنة مثل النجار وطباخ والعامل ، دون هدف ولا رسالة .

يا وطني أشكو لك من حبي وخوفِ عليك ، أريدُ أن أراك أفضل الأوطان كما أنت الآن أغلاهم في قلبي ، أريد أن أرى أبنائك تملؤ البسمة وجوهِهم ، لا تذل كرامتهم لأجلِ لقمة عشاء ولا لدفءٍ بالشتاء ، أريد يا بلدي عندما تُسال قطرات العرق من جبيني أُكافئ بعداله مثل غيري ، أريد أن لا تفرقي بين أحدٍ من أبنائك تعاملهم بعداله بصدقٍ بمحبة ، أريدُ أن تحاسب من زرع شوكتٌ في جوفك ومن سرق وردةً من بُستانك ، أنت منا ونحن منك .

بقلم : راكان راضي المجالي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات