على الرئيس المصري مرسي أن يدرك تماما أن الشعب هو من أوصله الى كرسي الحكم، وأنه أول رئيس مصري أوصلته الديموقراطية الى قمة الهرم السياسي ولم يأت كسابقيه بواسطة الدبابة أو التزوير، وهذا يتطلب منه احترام رغبة شعبه وسلوك طريق الديموقراطية وعدم مفاجأة شعبه والأمم التي ترى في الربيع العربي طريقا أخضرا يريحها من الحكم الديكتاتوري بقرارات فردية يتولى حزبه اخراجها. 
نعرف تماما أن الرئيس المصري المنتخب يواجه تحديات كبيره يجب معالجتها بحكمة وبتوافق شعبي وحزبي نبرز منها، علاقة العسكر بالسياسة، الحاجة الى دستور جديد يلائم المرحلة الجديدة، عدم وجود صلاحيات للرئيس المنتخب ديموقراطيا لأنه من غير الممكن أن يرث الرئيس الجديد صلاحيات رئيسا ديكتاتوريا.
لقد فاجأ الرئيس مرسي شعبه بقرار أطاح به بقادة المنظومة العسكرية وتعيين من يأمن جانبه خوفا من إنقلاب عسكري يطيح به، ثم جاءت المفاجأة الثانية وهي الإعلان الدستوري الذي تم طبخه في مطبخ حزبه وصيغت به مواد تمهد الطريق لخلافة اسلامية متجاهلا بذلك وجهة نظر 48% من الشعب المصري الذي لم ينتخبه وعدد من الأحزاب التي لا توافقه كل الرأي ومتحديا بذلك لجنة إعداد الدستور التي وجدت لهذه الغاية، وبهذا يكون الرئيس المنتخب ديموقراطيا هو من أشعل نار بلده وعليه أن يطفئها بالأسلوب الديموقراطي ولا بأس من الرجوع عن بعض القرارات إذا كان ذلك في مصلحة وطنه، فمن اجتهد وأخطا فله أجر ومن اجتهد وأصاب فله أجران. والسؤال هنا هو هل كان الرئيس مرسي سيفاجأ شعبه بصياغة صلاحياته لو لم يواجه بهذا المستوى من المعارضة؟ وأملنا كبير به أن يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار فقد غابت مصر طويلا ونامت عميقا والعرب جميعا ينتظرون عودتها لتأخذ الدور الذي تستحقه.