نحن نعلم إن من الحوافز العميقة في الطبيعة الأنسانية هو الرغبة في أن 
يحيا الإنسان حياةً متكاملة ، وأن يلتمس ودُ الأخرين ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال
فنُ التعامل ... فنُ العلاقات الإنسانيةِ ... ومنه نمتلك مفتاح النجاح ....

إن من السلوكيات الإجتماعية الخاطئةِ والتي ربما أحدثت خللاً أو شرخاً في
المجتمع هي تخلي بعض أفراده عن التمسك " بأدآب كثيرة " ....
فكما أن للطعام والشراب والسلام والحياة الوظيفية والحياة الأسرية آدآب فإن
للكلام والمنطق والإنتقاد آدآب .... وربما أعتبره فنً الكلام ... وفنَُ الإنتقاد !!!!!

لكلِ منا مشاعر ، حتى من لم يحالفه الحظ ، أو إبتعد عن دائرة الصواب .....
وحين يكون الإنسان مخطئاً ربما يعترف بذلك في قرارة نفسه ، عندها يجب أن
أكون عادلاً ومنصفاً في حكمي على الأخرين ، وأن ازن الكلام قبل أن يوزن علىًَ ،
لا أن أدوس بقسوةٍ على مشاعر الآخرين ، وأمضي في طريقي غير آبه ، موجهاً
سهام الكذب والإفتراء والتدليس والنفاق في سلوكيات الآخرين ، وكأني ما خلقت
إلا كي أتصيًَد أخطاءهم ، وأظهر عيوبهم ، وأتشفى بهم ،
نعم ...هناك أدب وأخلاق ولباقة وربما لياقة في نقد أمر ما ..!!!!
.... ليس منا معصوم ، وإن فارقته الهموم ، ولا ألوم من ينتقد أو يلوم.....!
وكلنا ذو أخطاء ، ولسنا ملائكةً أو أنبياء ، ومن دون إنتقاد لن نصوب الأخطاء ...

فثقافةِ النقد واسعةُ مساحتها ، رحبُ إطارها ، متراميةُ أبعادها ، فلا بد أن نحرك الأذهان ،
ونتسم بأدب النقد بإتزان ، لا أن تكون ثقافتنا خادعة ، ونفوسنا ضائعة ، وواجباتنا مضيًََعة ،
وفرائض ديننا مهملة ، ثم لا نصوغ الكلام ... ونوجه سياط الإتهام .. ونلقي بأصناف
السهام ...من قذف وكذب وبهتان ، من غير بينة ولا دليل ، اللهم تشويه وعبث وتضليل .

وأختم فأقول ... ما أحلـى المصارحة مقرونة بالأدب والإحتــــرام
ما أحسن التأدب في النقد إن زانه حسن الكلام
ما أروع الحكمة في المجادلة بعيداً عن السب والشتام
ما أنقى القلوب إن تكاشفت وسادها حسن الؤام

نايف أحمد سماره