على شط بحرٍ ميت .. ؟


جمع كبير من رجال السياسة والقانون والاحزاب والجماعات المستقلة والمعارضة والموالية إجتمعوا في البحر الميت للحديث عن "الحكومات البرلمانية في الأردن ..واقع وطموحات " ، لماذا البحر الميت ومن الذي أعطاهم الحق بالحديث نيابة عن الشعب الأردني في مستقبله القادم والذي وضع أولى خطواته الملك ؟ ، سؤال يستحق أن يطرح لأن من حضر هذا النقاش أو دعي له يمثلون صفحات كثيرة وسوداء من تاريخنا السياسي .
رؤساء حكومات سابقين زورت في زمنهم الانتخابات ومارسوا الدور الأمني على الشعب وقيادات حزبية خرجوا بداية من رحم الشارع ثم تم تجيرهم لصالح النظام ومن باب أنهم يعرفون ماذا يريد الشارع وهم من أنفصل عن الشارع من أول يوم جلسوا به على مقعد البرلمان ، وقيادات حزبية أكل عليها الزمن وشرب وما زالوا يحلمون في القومية العربية واليسار الاشتراكي المنقذ للبشرية وقد تم إغلاق ملفاته في بلاد المنشأ منذ سنوات ، وقيادات دينية حزبية عاشت في حضن النظام لأكثر من ستين عاما وفجاءة إكتشفت أنها خارج اللعبة الجديدة للنظام ومارست دور الحردان لعل وعسى يحن النظام للتاريخ المشترك بينهم .
رغم كل ما طرح عبر أوراقهم أو خارجها في أحاديث جانبية على بوفيهات الطعام والشراب لن يأتوا بجديد لأن الجديد يوجد في الشارع الذي عزلوا أنفسهم عنه داخل قاعات الفندق في البحر الميت ، ولأن تناقضاتهم في حجم المصالح الفردية لكل منهم ظهر الخلاف بينهم سريعا بل لم يخفوه وأعلنوا من باب قاعدة أن إختلاف الرأي لايفسد للود قضية وطبعا الود هو ودهم لبعضهم البعض وليس للشارع الأردني الذي عرفهم جميعا منذ نعومة أظافره في حياته السياسية .
وفي خاتمة جلساتهم سوف توضع كل أفكارهم في أوراق ملمعة وملونة مع بعض الصور التذكارية لمن حضي بالجلوس مع أحد المسؤولين الكبار الحاليين أو المستقبليين وتختم الجلسات ويغادرون الشاطىء الميت ؟وكما تقول الأغنية ... على شط بحر الهوى رسيت مراكبنا .. أحنا وحبايبنا سبنا البلاد كلها وعشنا لوحدنا ...!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات