مزحة اسمها " الحكومة البرلمانية " !!!!


يبدو ان النائب والمناضل السابق وزير التنمية السياسية لديه ولدى وزارته وقت فراغ كبير لتقوم وزارته بتنظيم ورشة عمل في البحر الميت حول " الحكومة البرلمانية ".
الساسيون والإعلاميون الذين أمضوا سحابة يومهم في مناقشة أوراقهم حول الموضوع، قدموا رؤاهم وتصوراتهم حول فكرة " الحكومة البرلمانية " ، وكأن الوزير والوزارة والمتحدثين في واد والشعب الأردني في واد آخر.
أقول لمعالي الوزير، أنه قبل أن تقوم وزارتك بتنظيم مثل هذه الورشة التي لا طائل من ورائها مهما كانت آراء المتحدثين قيّمة وجديرة بالإهتمام، كان الاولى بك وبوازاتك أن تبحث في مواضيع أهم وأشمل من مناقشة تطبيق مثل هذه الفكرة الخيالية في الأردن.
إذ كيف لنا ان نتابع ورشة تتحدث عن " حكومة برلمانية " ونحن نعاني من حكومات تأتي بكبسة زر من الأجهزة الأمنية وتذهب كذلك إلا من رحم ربي من رؤساء وزارات فاجئوا كبسة الزر قبل أن تفاجئهم.
وكيف لنا ان نتحدث عن " حكومة برلمانية " وكل المهتمين بالشأن السياسي يعرفون ويدركون انه لن تكون هناك اغلبية برلمانية لأي حزب سياسي أو قائمة وطنية في ظل القانون الذي تجري على أساسه، والذي لا توجد أية ضمانات حقيقية لتكون انتخاباته نزيهة وتفرز نواباً يمثلون الشعب تمثيلاً حقيقياً.
وكيف لنا ان نتحدث عن " حكومة برلمانية " ، والحكومة التي تشرف على عقد هذه الورشة ما فتئت تهيأ الأجواء السلبية للإنتخابات القادمة – إن حصلت - صباح مساء، فمن انسداد الأفق السياسي للحكومة إلى إدارة الظهر لمطالب الشعب الإصلاحية وتطنيش المعارضة وكانها غير موجودة ، ومن توتير المجتمع من خلال رفع الدعم عن المحروقات، إلى كتابها من التدخل السريع والفقاعات الإعلامية ودورهم المشبوه في شيطنة المعارضة والحراك الشعبي ، إلى الإعتقالات التي تجري على قدم وساق لناشطي الحراك وتحويلهم إلى محكمة امن الدولة غير الدستورية.
ورشة " الحكومة البرلمانية " ، هي مجرد مزحة اخرى من مزحات الحكومة التي عودتنا عليها منذ قدومها، مزحة الولاية العامة الغائبة منذ زمن ، ومزحة عدم مس الطبقة الوسطى والفقيرة برفع الدعم عن المحروقات ، ومزحة اتهام الأطفال بتقويض نظام الحكم ، ومزحة عدم رفع الحكومة لأسعار الأعلاف حفاظنا على مشاعرنا وغيرها الكثير.
مزحات الحكومة لن تفيد ولن تُجدي معنا، لأن " الكشرة " التي تولدها قرارات الحكومة في اتساع دائم وما هي إلا مسألة وقت حتى تتحول إلى زمجرات غضب وحنق على استمراء الحكومة الاستهزاء بنا وبمشاعرنا واستهانتها بذكائنا دوماً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات