صدقت يا عويدي العبادي ,ما حدا يقدر يقول "جمل عبود أجرب"


 مقالتي اليوم لا علاقة لقلمي بحرف واحد منها لا من بعيد ولا من قريب, فهي سطور اقتبستها من تحليلات الدكتور احمد عويدي العبادي لشمولها على معان سامية, تهم كل اردني يعتز بوطنه وهويته الاردنية وعشائره من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب .

يقول د. عويدي العبادي "عندما يكون المجمتع او العشيرة واهية واهنة كبيت العنكبوت, وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت , فهذا النمط من المجتمعات يبدو للوهلة الاولى ان له اطارا وهوية , لكنها هشة وضعيفة تتحطم امام ادنى هزة او ضربة ويتحول المجتمع الى ركام وحطام , ويتميز هذا المجتمع انه متنافر متناحر ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) .

وفي هذا المجتمع يكثر النفاق وتتحول مكوناته من الناس وبخاصة الذكور الى قطعان تتنازعها الذئاب والوحوش والوحشية, وتتميز قياداتهم بالنفاق والكذب والجبن في آن واحد وينطبق عليهم المثل الاردني القائل : ( ماحدا يقدر يقول جمل عبود اجرب ) وقد وصف القران الكريم مثل هؤلاء في سورة ( المنافقون ) بقوله : ( واذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هو العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون) اية 4 سورة المنافقون .

ويقول البعض ان هذه الامثلة التي نسوقها سخافات , ولكن المفكر المؤرخ يلاحظ كل شاردة وواردة , وذلك يدل على قوة المجتمع الاردني واحتواءه للاخرين وتغييرهم حسب ثقافته وليس تغيره حسب ثقافتهم , فهم ينضوون تحت لوائه والعشائر لا تنضوي تحت لواء الوافدين .

وقد جلبت قوة المجتمع الاردني له الحسد والتآمر من كل القوى التي تريده الاردن ان تكون : ارضا بلا شعب لشعب بلا ارض No man,s land for people without land . ومع هذا انصهرت الموجات الوافدة الى الاردن ضمن الطيف الاردني وذابت عادات او كثير من عادات هذه المجموعات الوافدة امام قوة المجتمع الاردني ومرونته , ذلك ان القوة والمرونة تعطي المجتمع زخما في عناصر بقائه , وان تشرنق المجتمع او العشيرة او المجموعة الوافدة يجعلها في قوقعة النشازية التي قد تؤدي بها الى النبذ لها من الاخرين .

فالانغلاق لم يعد صالحا لاستمرار حياة الافراد والجماعات والمجتمعات , ولا بد من التفاعل مع الاخرين لان هناك الثقافة الجماعية والعقل الجماعي الذي لابد منه لدى كل مجتمع لكي يستقر ويستمر ويبني , فقد ذهبت اجزاء من هذه العشائر الاردنية مع جيوش صلاح الدين الى العراق وفلسطين, وغالبيتهم من عشائر جذام , حيث ذهبت فرق من الجبور من بني صخر واستقروا في العراق وصار اسمهم الجبوري وهم عراقيون الان , وذهبت فرق من العبابيد والتحقوا بقيبلة العبادي في العراق ايضا , واستقرت بالمقابل فرق من بني حسن قادمة من العراق بعد مشاركتهم في حطين وعين جالوت , ومنهم الخزاعلة الذين التحموا مع عشيرتهم الاصلية/بني حسن بعد مشاركتهم في معركتي حطين وعين جالوت وتحرير القدس وفلسطين وطرد التتار من بلاد الشام والعراق , وهذه العشائر الكبيرة في الاردن كانت قد تركت الاردن وفرت الى العراق بعد ازدياد الاضطهاد العباسي لها وبعضها غير الاسم للنجاة من سيوف العباسيين. وبعد انهيار النظام العباسي عادت تلك العشائر الى الاردن والى ما تبقى من عشائرهم مترامية الاطراف .

وقفة للتأمل :" انا لست مروجا لافكار د. احمد عويدي العبادي وإن كنت مؤمنا بالكامل بكل طروحاته وافكاره, لانه يتحدث عن حقائق تعتمد على التاريخ , لا لبس فيها ولا غموض ".



تعليقات القراء

عناد المطارزه
، ثرى كل الناس تقول "جمل عبود أجرب".
واقولك الصحيح انا باقول عبود أجرب أيظا.
25-02-2013 08:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات