فلسطين دولة منقوصة في الأمم المتحده


 التاسع والعشرون من شهر نوفمبر يشكل نقطة مفصلية في القضية الفلسطينية ، ففي هذا التاريخ عام 1947 صادقت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على قرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية ، تكون فيها الدولة العربية على مساحة 43%من إجمالي مساحة فلسطين ، وفي نفس التاريخ من هذا العام 2012 أي بعد 65 عاما من الظلم والمعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني نتيجة ممارسة إسرائبل شتى وسائل الأرهاب ضده والتوسع في احتلال أرضه وتهويدها ، تصادق الجمعبة العمومية للأمم المتحده على حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب وذلك على حدود 4 حزيران 1967 أي على مانسبته 22% من مساحة فلسطين العربية تاريخا وجغرافيا .

بهذا التصويت الذي جاء بأغلبية ساحقة 138 صوتا مقابل 9 أصوات معارضهمن بينها امريكا واسرائيل ، نعلم جيدا ان رسالة الشعب الفلسطيني قد وصلت للعام كله شعوبا وحكومات ، والتي قالت لأمريكا وللأمم المتحدة لقد آن الأوان لأنهاء الظلم والأرهاب والعذاب للشعب الفلسطيني وهو الشعب الوحيد في العالم الذي مازال تحت البطش والأحتلال ولا بد له من أن ينال كامل حقوقه وسيادته على أرضه :

لقد جاء هذا النصر الذي حققه محمود عباس في الأمم المتحدة بمثابة حبل النجاة له من السقوط الى الهاوية ، وخاصة بعد ان سقطت كل أوراقه نتيجة رفضه للمقاومة أو الأنتفاضة وتمسكه بمبدأ المفاوضات التي ثبت عبثيتها وعقمها مقابل المقاومة التي حققت نصرا عظيما في غزه العزه على اسرائيل وقوتها وعنجهيتها ، ومما سجل على عباس كنقطة سوداء أيضا عدم ذهابه الى غزه لآ أثناء الحرب عليها ليقف معها ومع شعبها مؤازرا ومؤيدا كباقي الزعماء والوزراء الذين ذهبوا اليها و وقفوا معها وهو الأحق بذلك ، ولا بعد نصرها ليشاركها فرحتها واحتفالها ، وقد كانت فرصة سانحة لأنهاء الأنقسام بين الشعب والفصائل وبداية للمصالحة الفورية بدون مقدمات ولا مباحثات ولا مفاوضات ، إلا أنه أصر على تفويت هذه الفرصة التي أسقطت ما تبقى له من تاريخه السياسي ومن ثقة الشعب الفلسطيني به ، إلا أن هذا الأنجاز في الأمم المتحدة وكما قلت كان حبل النجاة له ليعيد لنفسه سيئا من ثقة الشعب الفلسطيني به ، وهو يعلم بأن هذه الخطوة نصرا منقوصا ، ولا ننسى هنا ان حرب حجارة السجيل الأخيرة التي شنتها اسرائيل على غزه وسجلت فيها المقاومة وأهل غزه انتصارا أذهل اسرائيل وأمريكا مفعولا كبيرا لهذا الأنجاز :

ولكن لابد أن تعلم القيادة الفلسطينية ان المسئولية أصبحت بعد انتصار غزه والحصول على هذا القرار أكبر من السابق وأهم بكثير ، في المجالين الأممي والسياسي ، فمن مكتسبات هذا القرار انه فتح الأبواب لأنضمام فلسطين كعضو فاعل فب الهيئات والمنظمات الدولية المنيثقة عن الأمم المتحدة والتابعة لها ، ومنها المحكمة الجنائية الدولية وكذلك تعزيز الدور الفلسطيني بالتوقيع على الأتفاقيات والقرارات الدولية بل وإتخلذ قرارات ومناقشات داخل أروقة الأمم المتحدة ، إلا ان عباس وكعادته أراد ان يواسي اسرائيل ويمسح دموعها بعد ان اصيبت بالذهول والكآبة نتيجة صدور القرار ، ليصرح لن نتجه الى محكمة الجنايات الدولية إلا في حالة اعتداء ، وكأنه يطي اسرائيل صكا بالبراءة عن جرائمها السابقة بحق الشعب الفلسطيني ، وكان من المفروض ان يكون هذا الحق المكتسب للشعب الفلسطيني وهو الأقوى والذي تخاف من استعماله اسرائيل وامريكا ان يكون ورقة ضاغطة في يد القيادة الفلسطينية ، فاسرائيل ما زالت تبتز المانيا بتعويضات عن مزاعم الهلوكوست ، فلماذا لايستعمل الشعب الفلسطيني حقه لدى محكمة الجنايات الدولية ، وإلا ما فائدة التفريط بهذا الحق وهو الأهم في كل مكتسبات الدولة الغير عضو دائم وبصفة دولة مراقب :

ان المطلوب بعد ان تحقق لفلسطين هذا الأنجاز ان تستغل وتستعمل كل مكتسباته وخاصة رفع شكاوي ودعاوي وقضايا على كل زعماء وقادة وضباط الكيان الصهيوني على ما ارتكبوه من جرائم ومذابح وقتل وارهاب بحق الشعب الفلسطيني ، كما يجب المصالحة اليوم قبل الغد بين كل الفصائل على الساحة الفلسطينية لرسم خطوط واضحة المعالم تكون طريقا للحرية والأستقلال مع الأتفاق على آليات العمل من أجل تسهيل هذا الطريق في مجالي السياسة والمقاومة لتكمل بعضهما البعض ، على ان تكون المرجعية في يد الأمم المتحدة وسحبها من يد أمريكا الراعي والداعم الرسمي لأسرائيل ، فلا يعقل أن تبقى المرجعية في يد راعي اثبت انحيازه دائما للكيان الصهيوني بل واثبت عداوته للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى آخر لحظة ، فقد علقت هلاري كانتون على القرار بالقول ان القرار مؤسف غيؤ منتج ويضع عوائق :

ومع تهانينا للششعب الفلسطيني بهذا النصر الأممي المنقوص ، إلا اننا نتمنى على الشعب الفلسطيني وقيادته عدم التفريط بما حقق من مكتسبات ، وان يتم إستغلالها لما فيه مصلحة الشعب والقضية وخاصة في محكمة الجنايات الدولية ، حتى لاتنام أعين الصهاينة حتى يتم محاسبتهم على جرائمهم ، وحتى يتحقق الحلم الفلسطيني بالحرية والأستقلال وتكون فلسطين عضوا كامل العضوية والحقوق في الأمم المتحده .

Email;alshareefm48@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات