ألا يكفي شهيدين يا فخامة الرئيس ؟


بإستراتيجية لا سيادة مطلقة للدولة بل إن السيادة نسبية، ترعرع الفساد بالأمة فكانت ردة الفعل الغير طبيعية عند العرب إسقاط الشعب المصري الحر لرئيسهم العسكري وانتخابهم بشفافية للرئيس محمد مرسي ليحاصر الخصوم ويربح الشعب المصري جائزة الديمقراطية ويطرح شعار الدفع للإمام بقوة الإرادة الشعبية و بالإمكانيات الباقية. فارتعش هنا وهنا الفاسدون في الأرض العربية ، وولت مقولة " أنــا ....أنا ومن بعدي الطوفان " بإرادة الشعب المصري الحر .
محطات عديدة عايشها أهل مصر البلد الذي يزيد عمر حضارته عن سبعة ألاف عام، وهاهو يولد نفسه من جديد بثوب مطرز بأحرف ثورية قادته جماهير عربية رافضة الذل والجوع فكان لابد من صوت يروق بالأفق لكن هل تعود ؟؟؟؟ سؤال استنكاري يوجه للتيارات الإسلامية التي تسعدها أنفاس الشعوب العربية المتلهفة لتغيير الواقع الذي عايشه معظم الجيل الحديث , ولقياده المرحلة القادمة . إن استغلال ضعف الإنسان العربي الذي أوصله الفساد إلى اختيار من يكون الأفضل ليس ذكائا بالنسبة للإنسان العربي العادي الذي أصبح يعيش بمرحلة رفض للواقع والنظر إلى تغييره بطريقة ثورية بعيده عن العنف وارقاة الدم العربي ليجد نفسه مختصراً ذاته بالإسلام كمخلص لما وصل إليه همه اليومي .
وهنا وجع وألم مصري بوجه بلد النيل العظيم ، إن قيادة الإخوان المسلمين الذين تناسوا أن قاعدة تثبيت الحكام الفاسدين قائمة على استغلال تفسيرات الأعراف الاجتماعية بطريقة شيطانية وتطوير نهج هذه آلافه ,هي التي أوصلت الشعب المصري كي يموت من اجل عدم تثبيتها من جديد وانه تجاوز تلك المصطلحات الموروثة من الأجداد أصلا. إذ اعتقدت قيادة الإخوان المسلمين أن المجتمع العربي يمكن دمجه بسهولة لمجرد أن يطرح أفكاره بتفسيره للإسلام كمنهج حياة من خلال علمائهم والية التطبيق إطاعة أمير الجماعة وعدم نقاشه مهما كان؛ فكانت الطريق ممهده لهم من خلال نسائهم وسهولة دخولهم إلى البيوت المصرية نظراً لطبيعة العلاقات الاجتماعية بمجتمعنا والتي تختصرها المرأة بأفكارها الداكنة برحمها .فهن الأمهات العربيات , والخالات , والجدات , والعمات , والأخوات وهن المشروع الشرعي للسلوك الاجتماعي الذي تضبطه العقيدة الدينية .إن المرأة تصب بعمق المجتمع ولأجل هذا استغلوا إمبراطورية المرأة التي هي زيت ورحم الشعوب والتي تنفذ قرارات ربانية دون إدراك منها.
فهي تنجب الإنسان والواقع يسير به، فإما أن يصبح خارج عن القانون والسجون تكون مسكنه أو يصبح إنسانا صالحا عليه فهم الواقع من خلال تجارب سابقة للإباء. ثم تأتي تجاربهم الخاصة وفهمهم لرجال الدين الذين كان لهم دور مهم بالفساد نظرا لقربهم من الحكام والشعوب. فلفهمهم العميق بالدين كانوا يجيرون أعمال الحاكم لصالحه على اعتبار انه يسير بنهج يرضي الله تعالى مع علمهم وقناعتهم بفساده إلا أن مصالحهم ضغت على العمق والبعد الديني المؤثر بالمجتمعات .
إن استغلال الإخوان المسلمين انتخاب الرئيس محمد مرسي ، بطريقة ديمقراطية شهد لها العالم بنزاهتها، دون فرض أمرا تعامل معه جيل القرن العشرين وفق حركات انقلابية توصل بعض الجماعات العسكرية أو الغير عسكرية التي كانت زبده للفساد بالأمة العربية ، ولمرحلة صفتها البطش والعنف ؛ ثم لتطور بشكل فطري إلى استبداد واعتداء على العباد واختصار إنسانية الإنسان من خلال أهوائهم ضمن أيكون تمجيد وتفخيم الرئيس ، وعصاباتهم وأفكارهم الدنكوشوتية المبنية على تجميد الكفاءات أو حرقها او جرها. وفي مسك الختام هروبها للعالم الغربي ليكون الوضع الطبيعي بروز العديد منهم بدول هي بالأصل لم تكن عربية فامتزج العقل العربي بالأوربي الذي قدر هذا العقل لينصهر وفق المعتقدات السارية بتلك البلاد , وقسم ممن هاجر بقي محافظ على عادات وتقاليد أهله بغض النظر عن الثمن الذي سيدفعه من نفسية أولاده وفق المجتمعات التي هو بالأصل ليس ابنها بل هو دخيل عليها كما أن الفساد وزمره بوطنه الأم دخلاء عليه و على شعبه ولأجل ذلك لم يكن القيادة بالغرب ومحلليها بكافة أطيافهم يتوقعون انه في يوم من الأيام أن قيام الجماهير العربية بهذه القوة بوجه حكامها .
وهنا افراز القيادة المصرية الحالية جاء من الشارع المصري وليس من الفضاء الخارجي بل ومؤكد انه لم يكن مطلوب منها توجيه البنادق للعدو الصهيوني كما كان يحلم الإنسان العربي لان الإصلاحات الداخلية من أولوياته فالبلد منهار اقتصاديا والفقر لا يوصف .
كمواطن عربي الإعلان الدستوري أو التعديل الدستور أو صلاحيات الرئيس أو إي شيء يقال ، لا يهم عندي فقبل كل شيء يستوقفني ما تناقلته قبل أيام عبر القنوات الإخبارية عن تقرير استخباري إسرائيلي تناوله موقع 'والا ' الإخباري الإسرائيلي عن لقاء سري جمع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة 'تسيبي ليفني ' مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسي في توقيت زيارته المفاجئة لـ'رام الله ' يوم الأحد، 4 نوفمبر 2012-أي قبل أسبوعين من العدوان الإسرائيلي علي غزة , تناولت التقارير أن ' ليفني ' طالبت من عمرو موسي بشكل مباشر بإرباك الرئيس المصري محمد مرسي في هذه الفترة بالمشاكل الداخلية .
اعتقد هذا يكفي من ما قدم للتقرير وهنا تبدأ مشكلتنا نحن العرب نعرف الحقائق والأعداء وتضع قيادة الإخوان المسلمين رؤوسها بالتراب كالنعام , سؤال بسيط : -
من كان يقف بوجه الرئيس المصري محمد مرسي بميدان التحرير وأظهرهم التلفاز سواء المحلي ام العالمي بشكل واضح عشية نشره للإعلان الدستوري المصري ؟؟؟؟؟
سؤال يوجه إلى كل إنسان بدماغه عقل الم يشاهد عمرو موسى والفريق احمد شفيق والدكتور محمد البراد عي ، سبحان الله أسيادكم بالجاهلية أسيادكم بالإسلام وقفوا بوجه التعديل الدستوري الذي أربك الرئيس المصري صاحب القرار الجمهوري بالتعديل كما إربك الشارع المصري من جديد ، وسؤال ما زال يطرحه ابن الشارع المصري هل حلت مشكلة العشوائيات المصرية والإنسان الفقير المصري ورغيف الخبز ؟؟؟؟؟؟ حتى يدخل الشعب المصري بكوابيس لا تقدم إلا جهل ونفاق جديد بثوب جديد رائحته كجثة نتنه . وهل يعتبر إدخال الشعب المصري بإنفاق جديدة هو إنجاح لثورة مصر الحديثة ؟؟؟؟؟التي تنتظرها وتشاهدها الأجيال الجديدة , أم أن فهم روح الإسلام السمح بهذه الطريق هو الحل لمشاكل المصرية عند الإخوان المسلمين الذين وضعوا أنفسهم وبضاعتهم بسوق عتيق بالي جرتهم إليه أفكارهم العتيقة التي تجاوزها الشعب المصري حين قال لرئيسها السابق حسني مبارك لا لا ...لالا نحن ولدنا ونموت أحرار ولن نقبل بعقول بالية عتيقة بعد الآن . فابن النيل هو ابن النيل منذ أكثر من سبعة ألاف سنة ومصر لكل المصريين ولن يكون هناك أجندات أحادية تسعى لإقصاء الآخرين والورقة التي تحدد مصير مصر هي أهلها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات