زلزال عربي بقوة 4 أهداف يضرب القطبين


جراسا -

الوحدات والفيصلي: "حملان وديعان" يثيران الشفقة ويستسلمان لـ"سكين" الوداد والصفاقسي

زلزال عربي بقوة 4 اهداف ضرب القطبين "الفيصلي والوحدات"، وجعلهما مثارا للسخرية امام جمهوري الصفاقسي التونسي والوداد المغربي، وربما يجوز القول ان ممثلي الكرة الاردنية وواجهتها كانا اشبه بـ"الحملين الوديعين" اللذين استسلما لسكين الفريقين المقابلين، ولولا لطف الله وتدخل قوائم وعارضة المرمى لخرج كل من الفريقين بحمولة وافرة من الاهداف كادت ان تصبح "فضيحة".

الخروج من دوري الثمانية لدوري ابطال العرب السادسة لكرة القدم ترك غصة في حلق جمهوري الناديين، وترك ايضا علامات استفهام وتعجب كثيرة بشأن الاداء الهزيل وغياب الروح المعنوية، وترك ايضا المجال للبعض كي يتندر بالنتائج المخزية.

ويسجل للاعبي الفيصلي التزامهم السلوكي وهم يتجرعون الخسارة الكبيرة في صفاقس التونسية، لكن بعضا من لاعبي الوحدات وتحديدا عامر شفيع ورأفت علي خرج عن الروح الرياضية وأساء لنفسه ولناديه وللكرة الاردنية، وتصرفا بشكل لا يقبله عاقل ولا يتناسب والروح الرياضية والاخلاق الكريمة التي يجب ان يتمتع بها كل لاعب نجم يعتقد نفسه قدوة للآخرين في أدائه.

 اثنان على الطريق

وتشاء ارادة الله وليس الصدفة ان يخسر "كبيرا الكرة الاردنية" بذات النتيجة "0/4" مع الرأفة، وفي غضون يومين متتاليين باتت فيهما الجماهير حزينة على اداء هزيل ونتيجة مؤلمة تصل الى حد الوصف بالهزيمة.

هذا الزلزال كان متوقع الحدوث لأسباب كثيرة، فإذا تم التمعن بأداء الفريقين التونسي والمغربي "وهما ليسا من فرق النخبة حاليا في بلديهما"، فإن كلا منهما كان كبيرا وراقيا وممتعا وساحرا في أدائه، وظهر الفارق بين "الهواية المحترفة" التي تمتع بها الفريقان المنافسان، و"الهواية العشوائية" التي غلبت على اداء لاعبي الفيصلي والوحدات، وأظهرت في "زمن الاحتراف" أشبه بالتلاميذ في مدرسة ابتدائية!.

كان متوقعا هذا الانهيار غير المفاجئ، لأنها وحسب الموروث الشعبي "اذا غيّمت.. أمطرت"، وهذه المرة انهمرت الاهداف كالمطر في مرمى الحارسين لؤي العمايرة وعامر شفيع، مع فارق جوهري ان العمايرة الخلوق لعب بإصبعين مكسورين وتحامل على الألم وهو يدرك غياب بديله الجاهز، فيما كان عامر شفيع يتسبب بخسارة فريقه ويرتكب سلوكا غير مقبول، تمثل بصفع كابتن الفريق امام الملأ وعلى مرأى الحكم المهزوز والجهاز الفني، الذي كان مطالبا بأن يرتقي بقراره الى اخراج عامر واستبداله بالحارس الواعد مالك شلبية خلال فترة الراحة بين الشوطين.


 وأظن هنا "وليس في ذلك اثم" ان شفيع سيكون خارج حسابات المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد، فالاخلاق تسبق أي اعتبار آخر، وربما ينطوي الامر على اللاعب المخضرم رأفت علي، الذي صدم المشاهدين وهم يستمعون لشتائمه التي مست احد جامعي الكرات، حتى وإن تعمد الاخير عدم اعطاء لاعبي الوحدات الكرة لتسريع اللعب.

 حصة تدريبية

كان يمكن ان يبرر للفريقين الخروج لو كان مشرفا، بمعنى لو ان الوحدات والفيصلي أديا جيدا وعاندهما الحظ وخرجا بخسارة بسيطة، لكان ذلك لم يحصل ابدا، بل ان لاعبي الصفاقسي والوداد وبعد ان انجزوا المهمة بهمة عالية، كان لزاما عليهم ان "يطربوا" جماهيرهم من خلال "عزف متناسق"، أظهرهم وكأنهم في حصة تدريبية امام فريقين خائري القمة وغير قادرين على الوقوف وليس الجري في ارجاء الملعب.

وكان من البديهي ان يدفع الفريقان "ثمنا باهظا" جراء الاصرار على مخالفة المنطق والتمسك بكل مشاركة خارجية، على امل ان يقوم اتحاد الكرة ببرمجة مباريات الدوري والكأس المحليين على مبدأ "التقسيط المريح" ومنح حوافز اخرى على حساب بقية الفرق، التي باتت تنظر الى المشهد بحسرة وألم وتتمنى ان لا تقف الكرة الاردنية عند حد "فيصلي ووحدات" فقط.

ومن البديهي القول ايضا ان اتحاد الكرة يضرب يوما بعد يوم امثلة في كيفية "التطنيش" وإدارة الظهر لما يجري من احداث، وكأنه لا علاقة له بالامر، وكأنه ايضا لم يكن مشاركا في "جريمة ازدواجية المشاركة"، فما تم بناؤه في سنوات خلت هُدم على وجه السرعة، ومن المؤسف ان الخراب والتراجع اصابا المنتخبات الوطنية والاندية على حد سواء، في وقت كان فيه المنتخب يعوض اخفاقات الاندية والعكس صحيح، لكن المنتخب والاندية اليوم "في الهوا سوا".

هل ذلك الفيصلي الذي نعرفه جيدا من لعب في تونس وتجرع علقم الخسارة بالاربعة، ولولا لطف الله لخرج خاسرا بالسبعة عندما ارتدت ثلاث كرات من اخشاب المرمى، وهل ذلك الوحدات الذي صال وجال في المباريات السابقة وقدم نفسه أكثر الفرق المحلية جاهزية؟.

 بالطبع لا، والمقارنة بين واقع "القطبين" وواقع المنافسين تفتح الآفاق امام تساؤلات عدة، فمن يريد المشاركة بكثرة عليه ان يمتلك مخزونا طيبا من اللاعبين، وعليه ان يمتلك "قوة المحترفين"، ومن "المضحك المبكي" ان "محترف الوحدات" معن الراشد يمكن اعتباره اللاعب الثاني عشر في الفريق المنافس، بدلالة تكفله بتسجيل الهدف الثالث للفريق المغربي والشواهد السابقة كثيرة ولا مجال لذكرها، كما ان من يطلب الانجاز والابداع عربيا عليه ان يوفر كافة الاستحقاقات لذلك.

 ثمة من يحمل مسؤولية الخسارة للأجهزة التدريبية وهناك من يحملها للاعبين وآخرين يعتقدون بأن اتحاد الكرة ساهم فيها، بيد ان المنطق يقول لا بد من مراجعة الحسابات على صعيد كرة القدم المحلية، فالواقع الحالي مظلم ومحزن ولا يسر صديقا، وبقاء اتحاد الكرة في حالة السكون والسكوت يعني احد امرين، اما "ما في اليد حيلة" أو ان "الصمت ابلغ من الكلام"، وفي كلا الحالين فالسكوت مرفوض.


 



تعليقات القراء

أردني وافتخر
يا الله ما اجمله من عنوان و ما اجمله من مقال نعم
23-03-2009 02:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات