فسطاطان


ينقسم الشعب المصري اليوم الى فسطاطين لا ثالث لهما في مواجهة حاسمة لا مجال فيها للتراجع لأي منهما. فالتراجع يعني الهزيمة النهائية لمن يتراجع. الفسطاط الاول يضم الاخوان المسلمين والسلفيين والتيارات الاسلامية الاخرى وكل من يريد للاسلام ان يحكم حتى لو لم يخرج في مظاهرة ولم يعبر عن رأيه بكلمة قبل هذا.

وفي الفسطاط الثاني الليبراليون والعلمانيون الاشتراكيون والرأسماليون واغلب الاقباط والاقليات الدينية الاخرى يتزعمم الجميع البرادعي وعمرو موسى وايمن نور ونادي القضاة وكثير غيرهم. الخلاف ليس على اي شيء اقل من المادة الثانية في الدستور وهي النص على ان دين الدولة الاسلام ومادة اخرى تقول للمسيحيين ولليهود الحق في ان يحكموا بشرائعهم وهو ما وافق عليه الاسلاميون.

الا ان المشكلة ان اليهود والمسيحيون والعلمانيون واللبيراليون ومن لف لفهم يرفضون ان تنص المادة كذلك على ان للمسلمين ان يحكموا بشرائعهم. هكذا بكل بجاحة ووقاحة تعطى الاقليات الحق في ان تحكم بشرائعها وتحرم الاكثرية من هذا الحق. لذلك يجب ان يُحل مجلس الشعب وقد تم ذلك لان اكثرية الشعب المصري المسلم انتخبته بثوبه الاسلامي ويجب ان تحل الجمعية التأسيسية للدستور لأنها بأكثرية اسلامية. يكفي للتعريف بقادة الفسطاط الثاني ان نقول ان البرادعي صرح لصحيفة المانية انه يطالب بحل الجمعية التأسيسية لأن بعض اعضائها يرفضون الاعتراف بالهولوكوست ويعارضون حقوق المرأة كما يفهمها هو وكما تظهر فيها ابنته بالصور المنشورة وهم بذلك يريدون وهو لذلك يخشى العودة بمصر الى العصور الوسطى. اما القائد الثاني للفسطاط الثاني فهو عمرو موسى. ولن نطيل الشرح حوله فهو من مخلفات نظام مبارك. وثالث القادة احمد شفيق رئيس وزراء مصر في عهد مبارك ايضا والمطلوب بقضايا فساد والفار الى دبي. والقائد الاخر هو نادي القضاة الذي بارك كل التزوير في انتخابات ال99,99 التي استمتع بها مبارك ردحا من الزمن.

وكثير غيرهم. هناك قائد غريب في هذا الفسطاط لا ندري باي صفة يتدخل ليقول كلمته ضد الفسطاط الاول الا وهو البنك الدولي الذي صرح انه لن يقدم القروض لمصر ما لم تلتزم بتعهداتها. اي تعهدات هذه التي يتكلم عنها البنك في هذا الوقت بالذات ولصالح من هذا التصريح. ال4,8 مليار القرض الذي يتدلل به البنك الدولي على مصر يمكن لاي شيخ خليجي لم تسمعوا باسمه ان يقرضه لمصر دون ان يتأثر رصيدة بشيء يذكر. الاوامر العليا من البيت الابيض هي ان يحكم الحصار على مصر ما امكن. هذا تلخيص للساحة المصرية اليوم فأين انت من ذلك؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات