الحراك أسبابه أهدافه علاجه


لم يكن الحراك الأردني وليد اللحظة، بل برز الحراك إلى الشارع من خلال العديد من التراكمات والاحتقانات المتعددة والمختلفة والمباشرة وغير المباشرة وعلى مدى فترة طويلة من الزمن.
وكانت من أهم الأسباب المباشرة للحراك الأردني غلاء الأسعار، وقانون الانتخاب الحالي الذي لم يلبي طموحات الشعب الأردني في فرز مجلس برلمان قادر على تحمل المسؤولية وقيادة الأمة إلى أهدفها الحقيقة والمعلنة في محاربة الفساد وتغول السلطة التنفذية على قمع الحريات الشعبية العارمة والتي نص عليها الدستور الأردني في مواده المختلفة .
وربما تختلف الشعارات المعلنة في مختلف الحراكات الأردنية ولكنها تعبر في حقيقة الأمر عن واقع مشترك يمس كل مواطن أردني يطمح إلى حرية الفكر والتعبير بالوسائل العملية المطروحة في الشارع .
وتبرز أهم مطالب الحراك وأهدافه إلى مجموعة من المطالب التي كفلها الدستور الأردني وصادق عليها الشعب والملك، وهي الإصلاح السياسي والمالي والإداري الحقيقي غير الموارب لنبذ التفرقة وجمع الصفوف ضد الخطر الحقيقي الذي يداهم هذا الجزء من الوطن العربي الكبير في رأب الصدع الأردني من خلال الحوار الجاد والهادف في استكمال المسيرة .
المراقب العام للحراك يرى بأن بعض المسيرات الأردنية أصبحت تعبر عن مطالبها بوسائل همجية غير عقلانية، مما يستدعي رجال الأمن الأردني بالتدخل هنا وهناك ويبتعد عن تحليل المنطقي لهذه الظاهرة وسبل علاجها بدلاً من قمعها وتعقيد الأمور وزيادة سقف المطالب الشعبية وتأزم الموقف الذي يخلق المناخ السيئ لولادة حالات شاذة تهدف إلى تعكير صفوا الحراكات السلمية الهادفة .
من يلاحظ وسائل الإعلام الأردنية يلاحظ بأن هنالك مسيرتان مسيرة ولاء وانتماء ومسيرة معارضة، وكأنها تحرض على الفتنة ففي المسيرتين لا يوجد هنالك من هو غير منتمياً للوطن ولكنني أعتقد بأن من يجيش لمسيرة الانتماء والولاء هم أصحاب الفتنة والفساد ويعملون من خلف الكواليس على طمس الحقائق وبقاء الأمور غامضة وملتبسة لعدم تعريتهم أمام الرأي العام ، وبقاء حُكم الرأس مالية المتنفذة في جميع أجهزة الدولة واستشراء الفساد بدلاً من قمعه أو تحجيمه.
ولا نسمح لأي من كان أن يزايد علينا في الوطنية ولا نسمح كذلك لأنفسنا أن نزايد على أي واحد في وطنيته ، فإن البلاء عام والمصيبة شاملة ولا يوجد أي انفراج مالي أو سياسي إداري منذ عشرات السنوات، ولكن يوجد فساد في شتى المجلات فإذا كانت محاربة الفساد معارضة فنحن معارضين وإذا كانت محاربة الفساد ولاء وانتماء فنحن منتمين ، إن قضية الوعي السياسي مهمة جداً في مثل هذه الظروف الحساسة والدقيقة، فيجب على الجميع أن يعرف ما له وما عليه في إسدال الستار على المرحلة السابقة، وفتح صفحة جديدة مبنية على الإخلاص والتعاون المطلق في حُب الوطن قولاً وفعلاً بتحقيق الإصلاحات الشمولية دون عرقلة من فئة أو طائفة مغرضة ومضلة تحاول التشتيت والتفرقة لتبقى سيدة الأمور في فرض أجندتها وأفكارها المسمومة ، والعبث بمُقدرات الوطن وبيعها لشركات أجنبية وفرض قانون انتخاب كسابقه مبني على الغش والتزوير المبطن .
إن الابتعاد عن تطبيق الشرائع السماوية في تحقيق العدالة الاجتماعية ، سيبقي هذه الأمة غارقة في الظلام وتدعونا إلى مزيد من التخبط والفشل ولن نخرج إلى النور إلا إذا تم تطبيق القواعد السماوية المبنية على العدل والود والمساواة بين جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية البشرية .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات