من وحي الأزمة ..


مفارقات، سلوكات ، تصريحات ،إشاعات ، تعليقات كثيرة تظهر في الإعلام والشارع الأردني ،وكلها تصب في خانة هدم معنويات شعبنا والتشكيك بعقليته وانتمائه وكرامته وإثارة الفتن والمحن بين أبنائه تمارسه أجهزة وفعاليات وافراد يسعون للخراب ، تصريحات لا تعبر إلا عن إفلاس البعض وضعفه وفشله في إدارة أزمة البلاد ، إشاعات يتناقلها الناس تزيد من سخونة الاحتقان وشدته ، ويمكن تناول تلك المسائل بالنقاط التالية :
أولا : لا ادري كيف لنظام يعمل على تطويق جماعة الإخوان المسلمين ويحاربهم ويسعى لسحب شعبيتهم ، يمنحهم بتصرفاته وسلوكه القوة والمنعة حين يأمر مجموعات تدعي أنها من أبناء العشائر تهاجم الجماعة والمقرات التابعة للإخوان ، فهل يمكن لعاقل أن يقنع أن تلك التصرفات لا تمنح الجماعة مزيدا من الشعبية وخاصة حين تلقي نظرة واحدة على طبيعة وتشكيلة من يهاجمون تلك المقرات، ولماذا يجري دوما التفاوض معهم تارة ومهاجمتهم تارة أخرى ،وفي النهاية الإخوان هم من يكسبون كل الجولات سواء على صعيد داخلي أو خارجي ،وان كل الأقلام التي تهاجمهم لاتلتفت إلى أن كل ذلك يصب في خدمتهم ،ليس لأنهم على حق فقط ، بل لان من يهاجمهم ليس بأفضل منهم فكرا وقيادة ومنهجا وتاريخا !
ثانيا " : كيف يمكن أن نعمم بتصريح يصدر من هنا أو هناك من متنفذ ، أن من يشاركون في المسيرات ويدعون إلى الإصلاح يتلقون أموالا ! فمن هي الجهة التي تريد تازيم الشارع وتعميق الأزمة وزيادة الاحتقان لدى شعبنا ! ومن هي الجهات التي ترعى مسيرات الولاء المدفوعة مسبقا في كل نشاط أو فعالية تنفذها الحراكات ..وفي حسابات الربح والخسائر من هو الخاسر في تلك المسيرات التي تدعي الولاء ،فيما هي تسحب من شعبية النظام كل يوم جراء السلوكات " الرفيعة " التي يسلكها مايسمى بالموالاة ، وهناك تساءل أخر ، لماذا تصر الأجهزة على تنظيم مسيرات موالاة بنفس المكان والزمان الذي تنظم فيه الحراكات فعالياتها ! فمن هو الباحث عن الإثارة والفتن وتأزيم الشارع ! وهل تخشون من كشف حقيقة حجم كل مسيرة بأرقامها الحقيقية..
ثالثا " عجيب وغريب ومدان أيضا تصرف الحكومة ، فبعد الدماء والإصابات التي لحقت بالمواطنين والدرك والمؤسسات التي تعرضت للخراب في أحداث ما يسمى بهبة تشرين ونجاح النظام بتطويقها ، قرر رئيس الوزراء منح نفسه تلميحا و صلاحية زيادة أسعار الكهرباء دون أن يعي ما ستصل إليه الحال ، فبعد خمسة أيام هزت الأردن سابقا ، فالأردنيون لن يكتفوا بتلك الأيام الخمسة مرة أخرى ، وعلى الأذكياء تقديم النصيحة للنظام وليتوقف عن مهاترات التحد ومواجهة الشعب ، ولن يسلم أحد من شعارات وسقوف مرتفعة ، لان الولاية لازالت بيد الملك ، والمطلوب التدخل ووقف تلك الإجراءات قبل أن تهتز البلاد وتنقسم ويحصل ما لا يفكر فيه أحد ، ولن يكتفي الناس حينها بخمسة أيام لرفض القرارات بشكل سلمي وعفوي !
رابعا : ازدادت إشاعات حصول بعض المتنفذين على مئات الملايين جراء " كومسيون " استيراد النفط لصالح شركة البترول الوطنية ،وهي شركة تناولتها الصحافة والشخصيات الوطنية والإعلام ، ولم يصدر تصريح يؤكد أو ينفي تلك الإشاعات ، فالأردن أولى بنصف مليار يدفع كومسيون لشركة او شخص بعينه لقا استيراد النفط ، ولا ندري كم كومسيون أخر يتلقاه المتنفذون من استيراد سلع ومنتجات أخرى كالغاز أو المواد الغذائية وحماية الاحتكار لبعض تجار السلع الرئيسة كاللحوم وغيرها !!
خامسا : يتساءل الناس عن موقف أبناء الأسرة الهاشمية الحاكمة من الأزمة التي تعيشها البلاد ، ولماذا لم تتقدم الأسرة الكريمة بأية مبادرات تتعلق بمساهمتها بتخفيف العبء عن البلاد ، ولماذا لا يتم سحب بعض مئات الملايين من قطاع الفاسدين الذين نهبوا خيرات البلاد وسرقوها وأودعوها مليارات خارج البلاد ، أليسوا مواطنين أردنيين لهم مالنا وعليهم ما علينا ، أم ان المواطن الفقير والضعيف هو المعني فقط بتسديد عجز الموازنة !!
سادسا : يتحدث الناس عن ظلم أصاب آلاف الأسر من حسبة توزيع الدعم المالي ، فالأسر التي يزيد دخلها على 800 دينار حرمت من الدعم ، لكن إن كان عدد أفراد الأسرة يزيد على عشرة أفراد ويبلغ دخلهم ال 800 دينار شهري ، فأين العدالة هنا التي تحدث عنها النسور إن قورنت بأسرة عدد أفرادها 4 ودخلها 700 دينار ويتلقون الدعم ! فالعدالة تقول أن يكون للأسر الكبيرة نظرة من خلال الإجراء المتبع بحيث يعينها على تغطية النفقات مع الارتفاع القادم والحالي للسلع والخدمات ، وهناك الآف الأسر التي تعاني تلك الحسبة ف 80 %من المعلمين لم يحصلوا على الدعم المطلوب ، وان 50-60 % من أفراد الجيش والأمن والأجهزة يعانون كذلك من تلك الحسبة ..فزادت معاناتهم لحد أنهم اعلنوا فيه سخطهم على من ابتكر تلك الحسبة ،وقالوا لقد تم معاملتهم معاملة القادة والوزراء وكبار موظفي الدولة !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات