أنا أكلت البلد .. أنا ابتلعت مقدرات الوطن


يتهكَّم على أبناء الحراك وعلى المعارضين (الكثر)الصامتين منهم ورافعي الأصوات ,أصحابُ الطبقة التسلطية بأن المطالبين بخفض الأسعار وعدم ترك الشعب مسدداً دائماً لفاتورة الفساد هم أناس مدسوسين وأصحاب أجندات ويمارسوا (الدقارة) ولا يهدأوا ليسمحوا للناس الكبَّارة يعرفوا يصرفوا مصاريهم يللي في الأصل هي من جيبتي وجيبة كل شريف في هذا الوطن. 

أقول بالفعل لماذا يا شباب تعترضوا على هؤلاء ,ولماذا أنا تحديداً كشخص مدسوس دفعوني أناس من برا الوطن ,ألا يكفيني ما أكلت من مقدرات الوطن وبلعت من مصادره المالية في أمعائي التي لا تشبع وكأنها (بير ابليس)؟!.

فأنا من حصل على أعلى المناصب في الدولة وأصبحت أسيد وأميد بقراراتي وتسلطاتي مستغلاً مناصبي المتعددة بكافة الوزارات والدوائر على الرغم من قلة خبرتي وغياب قدراتي لإدارة مثل هكذا مؤسسات مستغلاً إياها للاقارب والمحاسيب...فأنا من تسلقت على اكتاف الناس (الكُبّارة) ووظفت كل قرايبي وأولاد منطقتي لأبقى أمارس عليهم تحميل الجمايل ويتنخبوني نائباً لهم من نوائب الدهر ؟!

ألست من حصل على منح دراسية من الجهات الحكومية ومن مؤسسة الديوان الملكي في البكالوريوس والماجستير والدكتوراة وتخرجت من أعرق جامعات امريكا , وغيري من المتهكمين باعوا أرض الأجداد والتفاحات والزيتونات وجاع إخوانه وحرموا أنفسهم من اللباس كي يحصل على البكالوريوس بشرف وهو قد حصل على أعلى المعدلات في الثانوية وأنا حصلت عل الخمسين بعد سنة رابعة توجيهي.

لدينا لباس طويل وأنيق وحشم رجالاً ونساءاً ,بينما هم فلا ؛ ذلك أنهم يلبسون المشرتح (حتى لو كانوا يكابرون) ويقولون أنها موضة فلا تصدقوهم فإنها مكابرة فقط ,لأن الفقر دفعهم على هذه الملابس,وأما بالنسبة للباس النساء القصير فلو قالوا لك انه بالآلاف والملايين فحقيقة لو يملكون مالاً أكثر(مثلنا) لكان قماشهم أطول , لكن الفقر لم يمنحهم سوى فوق الركبة لا أكثر.

حتى الكراعين والعصاقيل العارية النحيفة فهي ليست نحيفة بسبب الريجيم وممارسة نظام غذائي معين يكلف الآلاف ,بل هي نحيلة لشدة جوعهم .... يا حرام.

أنا من يرمي طعاماً يكفي غداء عشيرة لمدة شهركامل.

أنا من يكذب ويزيف الحقائق لأنني اتخذ القرار وأشرعه وأنفذه , أما هم فصادقون لانهم لا يملكون القرار وليس بيدهم حيلة سوى تطبيق ما أفكر وأقرر انا .

أنا من حصل على التسهيلات في الحصول على الاستثمارات وفي انشاء الشركات ,وأما هم فيُرهقون حتى يفتحوا مطعم فلافل أو دكانة تبيع شيبس (بشلن) أو (باريزة).

في الحقيقة ليس لي حق في الاعتراض فأنا كما ذكرت لكم ماكل البلد وبالعه من الحنك هاظ للحنك هظاك , ومن النيع للنيع , وبعدني برفع بصوتي!!!

انا أعتذر لكم عن رفع صوتي بالمطالبة بحقوق وكرامة ,وتعديت عليكم وتماديت في إطلاق العنان للساني في خطبة الجمعه وفي الاعتصام وفي المقال , أرجو ان تقبلوا عذري وانسحابي لصالحكم حتى تأخذوا ولو جزءاً من حقكم الذي أكلته وبلعته بلعاً ,سواء كان التعدي هذا يتمثل بالتخطيط والتفكير نيابة عنكم واتخاذ القرار الذي يضر مستقبل أطفالكم وحق الطفولة القادم, ناهيك عما سرقت ومارست من لصوصية ونهب , أو عنصرية وشللية بالوظائف وأنتم صابرين ,وبما لبست وانت عريانين وبما أكلت وانتم جوعانين , وبما تآمرت عليكم وانت وطنيين وفكركم للجميع.

حقيقة أنا تماديت وحان وقت انسحابي وأقول لكم حان دوركم فتفضلوا خذوا حقكم مني ومن الوطن فيكفيني ما جنيت لآلاف السنين القادمة ....

تفضلوا ......

تفضلوا ..........

تفضلوا.................



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات