المغريات الايرانية .. ليس حبا بالاردن وشعبه


منذ ان حذر جلالة الملك عبد الله الثاني العرب من مخطط ايراني يصطفي له ايران وسوريا والعراق لاقامة هلال شيعي بدلا من الهلال الخصيب وضع الايرانيون الاردن في حساباتهم المستقبلية وهم يواجهون مأزقا خانقا في سوريا في حالة سقوط نظامها المرتقب وما قد يؤدي الى انهيار حزب الله المدعوم ايرانيا في جنوبي لبنان ..
انتظر الايرانيون كثيرا لكي يستكملوا سيطرتهم على العراق للانطلاق غربا وجنوبا لاكمال مخطط يتعدى الهلال الشيعي الى قمر شيعي يغطي مداراته الكون العربي ، لكي يمارسوا لعبة قذرة كان من دفع اليها هو قرار لحكومة المالكي بوقف تزويد الاردن بالمشتقات النفطية بتسهيلات مخفضة.. قرار الحق اشد الاذى بالاقتصاد الاردني اكمل عليه الرئيس محمد مرسي بوقف صادرات الغاز عبر انابيب سيناء للاردن واسرائيل على حد سواء بعدما تعرضت انابيبه الى ضربات متواصلة من تيارات مشكوك في امرها، قيل انها سلفية وقد تكون فصائل مرتبطة اشد الارتباط بايران التقت في نهجها التدميري للاقتصاد الاردني عبر زيادة فاتورة الغاز المصري للاردن الى الضعف ، التقت كل هذه العوامل مع ما تمليه اليوم ارادة ايرانية تحاول بشتى الطرق النفوذ من الحصار الدولي المفروض عليها للتمدد غربا وجنوبا بسبب اصرارها على تعزيز قدراتها النووية غير السلمية التي قد تجر المنطقة الى سباق تسلح وحرب قد لا يخسر فيه غير من يقع تحت دائرة نيرانها واعني بهما العراق والاردن الى حد بعيد..

العرض الايراني بتزويد الاردن بشحنات مستمرة من نفوطه كما اعلن عنه سفيرها في عمان مصطفى زادة يندرج تحت ستار حملة حاولت ايران ان تستثمرها بدعوى إنقاذ الاردن من تداعيات ارتفاع الاسعار وضغوط للبنك الدولي لضغط النفقات ورفع الدعم عن قطاع الطاقة وبينها قطاع النفط وهو ما دفع حكومة النسور الى تطبيق تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية لم يتراجع عنها ،ادت الى موجات من العصيان المدني في كثير من مدن الاردن التي شهدت اضطرابات قادتها القوى السلفية واخوان الاردن وقطاعات اخرى ،خرج الكثير منها عن الخط السلمي وعن مطالبها المشروعة وراحت تتدافع هنا وهناك بدون مسؤولية تحطم ممتلكات الدولة والقطاعين العام والخاص ، هذه المظاهرات التي خرجت عن اهدافها السلمية اندست فيها بلا شك ايد حاولت ان تفسر ما تشاء لها ، احلامها ان يُزهر الربيع العربي هنا في الاردن كما ازهر في تونس وليبيا ومصرعن ثورات واخرى تجري وقائعها في سوريا ، كانت الاحلام بلا شك بغيضة ومفزعة لان الشارع الاردني الذي يعرف مقدار الجهد الذي بذله ملك البلاد عبد الله الثاني لاعلاء شان بلده، قد دفعه الى التصدي لها في كثير من الاماكن وافقد المتخرصين والمندسين دعاواهم في قيادة البلاد الى حافات الفوضى والانهيار ..

وللذين لايدركون تلك الابعاد السياسية ، الظاهر منها ووما بطن ، والاخير هو الخطير في مظامينها إنها تريد ان يكون عونها للاردن مرتبطا بزيارات دينية لسوف لن ينقضي عام او عامان حتى وترى الاردن قد تحول الى حسينيات طائفية تبشر بالمذهب الشيعي ، مزارات ياتي في مقدمتها مزار جعفر الطيار رضوان الله عليه فهو من ال بيت رسول الله ولكن لماذا اختارت ايران هذا الهدف الذي عملت كل جهدها لاعلاء شانه وجعله مزارا للشيعة في العالم مثلما هي مزارات وجوامع النجف وكربلاء والكاظم ومشهد وقم وغيرها ..ذلك هو مربط فرسُها هنا .. وهوالزيارات الدينية للاردن هذا البلد الذي حباه الله بالكثير من الارث الاسلامي والعالمي وبينها مرقد للصحابي جعفر الطيار هذا المرقد الذي تعنى الاردن به حكومة وشعبا بمثل ما ترعى كل شواهدها الدينية والحضارية ،

لكنه اليوم صار وبدفع ايراني طائفي صار مزارا ملفتا للانظار وصارت الاقدام والنفوس تاتيه متلهفة من خارج الاردن للتبرك به حتى بات مشهده من حيث المنظر والتزويق والطنافنس والفسيفساءات لايختلف كثيرا عن أي مشهد شيعي في العراق او ايران .. ولعل الاقبال الكبير عليه وبخاصة من شيعة العراق هو ما حرك النعرة الطائفية وبخاصة ان ايران ترنوا الى السيدة زينب ومزارات في سوريا ومصر تستهدف منها الانتقال مما يسمى بثورتها الدينية لتحقيق الهدف الاكبر وهو نشر التشيع في سوريا والاردن والزحف جنوبا وغربا الى السودان والسعودية واليمن لكي يكتمل قمرها بدرا يغطي امتداد الوطن العربي تلك هي المهمة والغاية التي تختفي ورائها ربط مسالة الدعم الاقتصادي للاردن بالزيارات الدينية المتبادلة ..

عملت ايران جهدها منذ سقوط العراق فريسة سهلة بجهود احصنتها المطاردة لسنة العراق ، وبعدما انسحبت امريكامهرولة تاركة اياه، لقمة سائغة لفيلق القدس الايراني الصفوي المتمرس ، ولهذا اول ما عملته ايران هي نشر اعداد هائلة من رجالات مخابراتها وحاولت المستحيل لكي تمسك بمفاصل السلطة بالعراق واستطاعت تحقيق ذلك وتمكنت من التحكم برؤساء الوزرات.. من ياتي ومن يغادر وابقت على وحدات تابعة لها تحت مسمى فيلق القدس الايراني واستدارت تحرك المليشيات التابعة لها ومنها بدر وثار الله وحزب الله واحزاب مثل المجلس الاعلى وحزب الدعوة الى حد كبير وبعدما اطبقت على العراق وجعلته يخضع لسلطانها من جديد بعدما خسرته في القادسية الاولى ومعركة الجسر ، هي بلاشك اليوم سيدة الموقف واي مراجعة لوثائق الجنسية العراقية سيصدم المرء بان معظم القادة الفاعلين على مستويات الدولة والحكومة والبرلمان يمتلكون جنسيات ايرانية ..

وبعدما اكتملت الصورة لايران في العراق هي اليوم تنفذ مخططا لتشييعه مستخدمة ادوات مثل الصدر والحكيم والمالكي، لذا نشطت بادئ الامر في تحريك ديوان الوقف الشيعي برئاسة الحيدري الايراني الجنسية حركته للمطالبة بالاوقاف السنية والمزارات في بغداد وسامراء والموصل وصلاح الدين وديالى وتمكن بادئ ذي بدء من استصدار قرارات بالاستيلاء على الجوامع السنية وشملت العشرات من المزارات التاريخية ايضا مستهدفة تشييع المناطق المحيطة بها وشراء الاملاك العائدة للسكان من السنة وباعلى الاثمان كما فعل اليهود يوم اشتروا ممتلكات بعض الفلسطينيين باسعار باهضة ،الاعتقاد ان بغداد كما يتراءى للكثير من سكانها المهاجرين قسريا انها على وشك ان تكون الهدف الاول للتشيع الايراني
ومن المؤكد انه في حالة سقوط سوريا وزوال النظام العلوي سيلحق التغيير بالحلم الايراني للتشييع في الوطن العربي ضربة قاصمة ، لهذا هم اليوم يحاولون في الاردن استعادة موطئ قدم يمكن ان يتلاحموا معها مع حزب الله في جنوب ايران ومع حماس غزة وربما قد ينحدرون جنوبا صوب القطيف ونجد والحجاز لاذكاء الطائفية والمذهبية الشيعية بدعم لم يتوقف نحو البحرين وان سقطت البحرين فان دول اخرى ستسقط وسيلتقي التحرك الطائفي الذي جرى بث خلاياه النائمة في كل مكان ليكون بذلك تحركا شاملا تلتقي اراداته ويكون تيارا طائفيا تتصاعد هتافاته اليوم من السواحل الغربية للخليج العربي التي تطمع ايران ان تكون منصتها كما هي تطمع اليوم ان تكون الاردن منصتها ليلتقي هذا الزخم عبر غزة ومناورات اخرى لها في مصر ليكتمل البدر في ظلمة سماء عربية تنتظر انفراجة ..

والمضحك هو في ما نشرته صحيفة 'فايننشال تايمز' البريطانية، مؤخرا وادعت فيه ، أن 'سياسيين في البحرين اقترحوا إرسال قوات خليجية إلى الأردن لمساعدة حكومته على إخماد الاضطرابات'، في اشارة الى الاحتجاجات الاخيرة التي شهدتها المملكة بعد رفع الدعم عن اسعار المشتقات النفطية'. السؤال لمن يستطيع الاجابة بالعربي فقط وليس الفارسي ؟؟ اليس كان المفروض ان ترسل هذه الدول مساعدات ودعما الى الاردن بدلا من القوات وهو لديه ما يفيض منها للحفاظ على امنه الداخلي والقومي ..؟ اليس كان المفروض بدلا ذلك ان تُفعل اتفاقية التعاون الاقتصادي العربي المشترك بينها على غرار ما فعلته دول الاتحاد الاوربي دعما لليونان في مواجهة ازمتها الاقتصادية وانخفاض قيمة عملتها ..؟ اليس كان المفروض ان يكون هناك موقف عربي على صعيد القمة العربية ورئيسها الحالي العراق، الذي فضل المالكي السكوت على ما يمر به الاردن البلد الض احتضنت خيمته الهاشمية 750 الف عراقي .؟ وهل يذكر هولاء وهولاء كيف كان العراق مبادرا على الدوام لنجدة الاردن قبل ان يطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين ، لكي يقف الاردن على ساقيه ثانية ..وهي مسالة بحسب اقتصاديين لو صمد الاردن فيها سنة او سنتين فانه سيتجاوزها معافى.

ولكن ماذا تفيد لهجة البيانات للاردن وهو يواجه حملة منظمة تستغلها جهات تحاول تهديم مرتكزات بنائه..؟ اليس كان الواجب القومي ان تهرع دول الخليج لنصرة الاردن وهو في ازمته التي لاسامح الله لو امتدت وتصاعدت فانها ستاخذ معها دولا اخرى ليس على مبعدة منها..؟ ولعل في تاكيدات مجلس النواب البحريني ما يشير بصدق الى أن الاردن هو امتداد عربي واستراتيجي لدول وشعوب منطقة الخليج العربي وأمنه القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الخليجي والعربي. بيان الاربعاء جاء التفاتة رائعة مطلوب لها ان تفعل الى دعم مادي سريع على شكل مشروع مارشال في إطار برنامج اقتصادي يهدف إلى التقليل من العجز في الموازنة العامة ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الأردني. الذي وقف وحده في مواجهة الكارثة..بعدما كان الاردن سباقا في الوقوف مع شقيقاته في الخليج العربي وارسل قواته في اكثر من مكان وشارك بخبراته في دعم البحرين في مواجهة المد الطائفي الايراني واعادة الاستقرار .. فمتى تمتد هذه الايدي لكي تعينه على بلواه لمساعدة بلد كان يرى امن الخليج من امنه ..فُخذل ..!

اليس من المعيب ونحن نستمع الى تصريحات مخدشة بالحياء القومي يُبطن فيها السفير الايراني اهداف بلاده من دعمها للاردن نفطيا رابطا اياها بتبادل للزيارات الدينية والجميع بالتاكيد يعرفون ما يرمي اليه السفير الايراني وما ترمي اليه ايران هو أيجاد منصة تنطلق منها نحو الجنوب للاطباق على دول تتمنى ايران زوال حكمها ولهذا هي اليوم بشكل وآخر موجودة في اليمن وموجودة في البحرين محاولة النفوذ الى قلب الجزيرة العربية هذا هو حلمها وهذا هو مرادها من اطلاقها هذه الدعوة الايرانية المربوطة باحابيل سياسية لن تنطلي على الاردن وقيادته وشعبه ، دعوة يجب ان يقرأها العرب جيدا ويتخذوا ازاءها القرار المناسب والفوري فلا مجال بعد اليوم لتراخ فقد بلغ السيل الزبى ، لانها مساعدات مذلة تاتي في وقت اشد ما يؤلم الاردنيين فيه ان تكون في ظرفه القاهر هذا مرتبطة بشروط يقف العرب منها موقف المتفرجين.

هل كان على الاردن ان يقف متوسلا مستجديا مساعادت عربية هل كان عليهم ان يروه يتهاوى ممزقا ينتظر نجدة اخوانه ..وهل سنترك الاردن يواجه ازمة كان بمقدور الجميع ان يجمعوا له لكي يعيدوا التوازن اليه حتى لا تتقدم ايران اليه مثلما تقدمت بهذا العرض المفجع والمخزي لنا اجمعين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات