أحياناً أرى أن الحكومة كلها آذان حين تريد أن تسجل همسنا، ونجوانا، أحياناً أراها كلها لسان حين تريد أن تشتمنا، ومع هذا لا أراها منصفة في الحالتين ، وكم أتمنى عليها أن تمتلك السمع والبصر معاً ، أقول هذا القول بعد أن شاهدت مع الكثيرين من أبناء هذا الوطن الذي نحب الأحاديث المتلفزة، والمُـذاعة، والمقروءة لرجالات أحبوا هذا الوطن، ودافعوا عن ترابه كلهم قدموا اقتراحات للحكومة للخروج من أزمتها الحالية التي وصفتها بالمأساة ، لماذا لم تتصل هذه الحكومة مع هؤلاء المخلصين خاصة وأن منهم العقيد واللواء، والحزبي ، والنقابي ، وآخر هذه المقترحات جاءت من الأديبة رولا الحروب، والسفير الإيراني في عمان ، وكم تمنيت أن تكون الحكومة في ذات الوقت تمتلك أُذناً لتسمع ما يقوله الآخرون ، لقد تم عرض صفقة تجارية علينا، البترول أمام السياحة، وطبعاً هناك أشياء أُخرى ، لكن ما قاله المسؤول الإيراني بحاجة إلى استماع ، واستمتاع ، وبحاجة إلى دراسة، وفراسة، ويستحق منا الوقوف عنده وقراءته من أكثر من زاوية ، لقد عرض المسؤول الإيراني أن يزود الأردن بالنفط مجاناً
لسنوات طويلة ، هذا العرض بحد ذاته ألا يستحق الدهشة؟ .
لقد وصل إلى الحكومة هذا العرض ، وأجابت أنه لا يوجد من يدفع دون ثمن، ونحن نُثمن هذا القول ، ولو أنه بات مألوفاً ، بل هو من أبجديات الحياة منذ أن وُجدت حياة على هذه الأرض ، فالجملة ليست جديدة، ومع هذا نؤكد على الموافقة ، ولكن أما يُفترض بنا أن نوازن بين العروض المطروحة من كل الجهات الداعمة، ونختار ما يُناسبنا ؟ ولنفترض أن – س – من الدول العربية قدمت عرضاً مشابهاً ، أو مقارباً فهل قمنا بالدراسة الجادة بين العرضين قبل الحديث عن الثمن الذي يطلبه الإيرانيون ؟
إن ما قامت به الأديبة رولا الحروب عمل يستحق الاحترام ، وتفوح منه رائحة الحس الوطني ، فلماذا نصمت أمام هذا اللقاء المهم ، ولماذا لا نقف مع أديب أراد أن يُسمعنا قولاً جديداً ومهماً في هذه المرحلة التي نُعاني فيها من سياط ارتفاع الأسعار.