أكــذب مــن هيكـــــل


 في الزمن القديم ، قالت العرب افصح من حسان واحكم من لقمان ، وازهد من ابن الادهم  وجاء زماننا لنقول اكذب من هيكل ، وأريد أولاً ان استعرض تاريخ هذا الهيكل ، و كيف صنع نجوميته ، و كيف بدأ بما جاء على لسانه ولسان معاصريه.

يقول هيكل :- أنه صعيدي (لا يحمل شهادة جامعية) ، بدأ نجوميته مع بنات الليل كما اورد في العدد رقم (546) من مجلة آخر ساعة بسؤال (100)،  بَغيّ (فتاة ليل) عن رأيهن في موضوع الغاء قانون البغاء في مصر ، ويروي كيف أنه عندما دخل أول بيت خرج مشيعاً بسباب وصل الى اجداد اجداده وحتى الملك مينا ( ولا ادري ما السبب ) وبعد أن أكمل لقاءه برقم (100) نشر مقالاته التي بدأت صناعة نجوميته ، وإختصاراً للتفاصيل قام بتغطية حرب العلمين ، ودخل روز اليوسف ، وتعرف هناك على استاذه محمد التابعي ، وتابع تلمذته على يديه في آخر ساعة ، وبعد شراء الاخوين آمين لآخر ساعة ، بقي يعمل فيها وزاد شهرته أنه عمل تحقيق عن وباء الكوليرا في قرية (القرين ) في الصعيد والذي لم يجرؤ احد على الاقتراب منها (وبحكم كونه صعيدي تم تكليفه بعمل التحقيق ) و هكذا أصبح حديث المصريين ونال جائزة الملك فاروق (أرفع جائزة صحفية في ذلك الوقت ) .

فكتب مقالاً بعنوان ( أنه الفاروق ) ومقالاً آخر (بعنوان هيا بنا الى القصر ) وتكفي العناوين للدلاله على المحتوى ، وعندما انتهى عهد الملكية لم يترك شاردة ولا واردة عن الملك فاروق والملكة فريدة وباقي العائلة ، الى حد الخوض بالشرف عدا الاساءة الشخصية ، ولم يترك سياسة أو قانون في عهد ( أنه الفاروق ) الاّ واشبعه شتماً وتجريحاً .

واول أكاذيبه (في مقاله الاول بعد ثورة يوليو ) أنه التقى بعبد الناصر عام 1948 ، وثبت أنه لم يكن يعرفه وحتى عام 1952 حيث قام جلال ندا بتعريفه باسم جمال عبد الناصر بعد أن سأله هيكل عن اسماء الزوار الثلاثة الذي من ضمنهم جمال عبد الناصر بعدما غادروا ).

وثابت أنه بعد ذلك سعى للاقتراب من شخصيتين في السلطة هما عبد الناصر ومحمد نجيب ، ولم يوفق مع الثاني فنال منه من القدح بعد ابتعاده عن السلطة ، ما جعل محمد نجيب يوضح أن الاسباب شخصية ، وليست سياسية ، لانه ذهب اليه عدة مرات ولم يسمح له بمقابلته بناء على نصيحة من المخابرات الحربية بعد الجلوس مع شخص يتعامل مع المخابرات الامريكية  .

و أخيراً حظيّ بحديث مع عبد الناصر بعد أن ظل يجلس في المكتب الملحق بمكتبه صباحاً وظهراً ومساءاً ، و كان تعليق عبد الناصر ان هيكل استطاع أن يقرأ افكاري التي كنت اتمنى ان ابوح بها .

من هنا كانت الانطلاقة وبهذا فأن هيكل صحفي السلطة كما اشاد بالملك فاروق وانجازاته ، بدأ الاشادة بالرئيس عبد الناصر في حين كثير من الصحفيين كان لديهم أفكار و مواقف يختلفون فيها مع عبد الناصر والنظام الجديد ، وكانوا مستعدين لدفع ثمن الخلاف تهميشاً واغلاقاً وسجناً على عكس هيكل الذي ظل مدافعاً عن اخطاء عبد الناصر أو متجنباً الحديث عنها لضمان سلامة صورته امام الرئيس ، وزاد قرباً من الرئيس بتبرير مواقف السلطة وتدعيمها بالحجج الوجيهة  .


وساند النظام ضد الاسلاميين ، ووقف مع الشيوعيين ولما سجنهم النظام انقلب ضدهم و برر
خطيئة الحبس والتعذيب وتجاوزات صلاح نصر وشذوذه بحق المعارضين ، وسطر مجموعة مقالات متحدثاً عن ازمة المثقفين مُديناً لهم ومبرراً موقف السلطة منهم .

و عند وفاة عبد الناصر وفي اربعينه ، كتب مقالاً بعنوان ( عبد الناصر ليس اسطورة ) حيث كان هذا الاسم يسمى به عبد الناصر رسمياً ، واصبح السادات هو الاسطورة ، و حاول التقرب من الزعيم السادات ووقف بجانبه ضد جماعة مايو ( جماعة عبد الناصر ) وكتب قائلاً عند اعتقالهم مشيداً بالسادات ( كان السادات هائلاً في هذه الساعة الحاسمة من التاريخ بأكثر مما يستطيع ان يتصور أحد ، كانت قراراته مزيجاً مدهشاً من الهدوء والحسم ، هذه المرحلة هي التي ستجعل انور السادات بإذن الله قائداً تاريخياً لشعبه وأمته ، أن القيادة التاريخية مرتبة أعلى بكثير من الرئاسة مهما كان وصفها ).

مـع ذلك ظلت العلاقة مشوبة بظلال من الشك الى أن اقاله السادات بعد خمس سنوات وبعد موت السادات تناوله هيكل بالتجريح والاساءة حيث ارجع تصرفاته الى سوء اصيل في تركيبته النفسية او لون بشرته الاسود ، واتهمه في ذمته المالية إبان حكم جمال عبد الناصر ، و بأنه تلقى رشوة 35 الف دولار من الشيخ المبارك الصباح عندما كان لاجئاً سياسياً في مصر وتجاوز انتقاده الخلاف السياسي الى النيل والانتقام من شخص السادات فيما كان يدعم وصول السادات لمنصب نائب الرئيس في عهد عبد الناصر ، كيف يستوي هذا مع تهمة الرشوة ؟.

بعـد هذا التاريخ الحافل دعونا نستعرض معاً بعض ما قاله الكُتّاب والمفكرون المصرويون عن هيكل لالقاء مزيداً من الضوء على هذا الكاتب.
يقول الاستاذ الهامي الميرغني عن هيكل ( هذا الرجل الذي اكل على كل الموائد ، رجل غير محترم فهو رجل الاعلام المزيف يلعب بدماغ الناس و يزيف وعيهم وعلينا تصحيح الاوضاع المقلوبه  و الأشارة للخطأ وهذا اضعف الايمان ).

وسماه عبد الرحمن فهمي بأبو زيد الهيكلالي ، فهو عندما يتحدث تشعر أنه مشارك في صناعة الحدث عندما يكون صحيحاً ومعارضاً له وناصحاً ، بعدم الاقدام عليه عندما لا يكون كذلك ، وكأن معاصروه لو إستمعوا اليه لتغير وجه التاريخ وينتهز فرصة وفاه الرجال الذين سطرو التاريخ وينسب اليهم ما لم يفعلوه ، فهو متخصص في كتابة مذكرات الموتى وهو وارث اسلوب معلمه محمد التابعي الذي ما ان يموت رجل مشهور او فنانه مشهورة حتى نجد مذكراتها في السوق بقلم التابعي ( الذي نشر مذكرات اسمهان مدعياً أنها من كتبتها ، وقد تبين لاحقاً ان اسمهان لا تعرف كتابة العربية ) كما أن هيكل ينسى احياناً ان هناك احياء يرزقون قد كذّبوا كل ادعائاته وفندوها فأصبح يحذر ان يتحدث عن الواقعة التي قد يكون فيها شهود أحياء .

وعن مصادر هيكل ( فهي اما كاتب صحفي مغمور او زعيم ميت او وصل حد الخرف او دوائر استخبارات معادية لكل نهوض عربي ).

وهنا نستعير عنوان كتاب للكاتب الراحل جلال كشك (ثورة يوليو ) والذي أفرد فيه فصلاً كاملاً بعنوان ( التاريخ البلاستيك وهيكل ) رصد فيه العديد من الوقائع المتناقضة في المعلومات التاريخية في كتب محمد حسنين هيكل المختلفة بين ما يكتبه في احدى كتبه و ما يعيد كتابته في كتاب آخر أو بين ما يكتبه في النسخة العربية وما يكتبه في النسخة الانجليزية عن نفس الواقعة في تناقض تام مع الحقيقة ومع السرد ، لنفس الواقعة و في كل حاله .

فلم يترك أحد لم يفتري عليه فمن الملك عبد العزيز ال سعود الى ملك المغرب الى الراحل العظيم الملك الحسين الى زعماء الثورة الجزائرية والليبية والسورية والعراق وكل زعيم يرى ان التعلق في سيرته يثير اهتمام الناس ولم ينجو منه أحد لا داخل مصر ولا خارجها وحتى زعماء العالم .

فقد زور كثير من الحقائق شوه بها حزب الوفد وزعمائه مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين ونسب لهما من الوقائع المغلوطة ما حاول به تبرير وقوفه بجانب ضباط الانقلاب.

وفي مقال لعبد الرحمن فهمي بعنوان ( عزيزي هيكل لماذا تكذب ) يستعرض الكاتب ما ورد في كتاب اللواء اركان حرب جمال حمّاد الذي لا زال حياً يرزق بعنوان ( اسرار ثورة يوليو ) والذي حرص فيه ان لا يقول شيئاً دون مستند رسمي دامغ وفي الفصل الثالث والعشرين بعنوان ( محمد حسنين هيكل هل كان صانع الثورة ) أكد كذب وإفتراء الكاتب في كل ما قاله عبر الفضائيات وفي كتابه الاخير ( سقوط نظام ) الذي حرص على عدم نشره الا بعد وفاة المعاصرين ، فهو متخصص في الافتراء على الاموات فلم يترك ميتاً مشهوراً إلا وأساء له متخيلاً أنه الطريق لصناعة المجد ، فقد أصبح واضحاً ان هيكل قد فقد وزنه الاعلامي ولم يعد الا بوقاً أعلامياً لاثارة النزاعات وتأجيج الفتن .

لا يتورع هيكل عن إثارة الفتن حتى داخل مصر ويتطاول حتى على الجيش المصري ويبث ما يثير الواقعة بين الجيش والامن المصري ، حيث ادعى في حديثه لروبرت فيسك في جريدة الانبندنت البريطانية أن الدولة تنفق على الشرطة اكثر مم تنفق على الجيش ، و فيه إتهام واضح للنظام واضرار واضح بالامن المصري من تأليب لاحداث وقيعة بين الجيش وجهاز الامن ، و قد ظل ينادي بعدم إمكانية تحقق نصر على اسرائيل  ، محبطاً للروح المعنوية مثبطاً للهمم ، وهو الذي روج لعدم امكانية النصر على اسرائيل بدون ( قنبلة نووية تكتيكية ).

ويضيف الكاتب عبد الرحمن فهمي أن الاحاديث الصحفية التي نشرها محمد حسنين هيكل مع الملكة فريدة ، هي محض افتراء وكذب لانها لم تقابل صحفياً طيلة حياتها وبعنوان ( هيكل يلعب البخت بتاريخ مصر ) ( وهيكل لما يعُك ) ، من مدونة الوعي المصري يوضح رئيس التحرير وائل عباس أن هيكل يستخدم الوثائق التي حصل عليها عندما كان وزيراً بحكم منصبه ليترزق بها بإعلان اسرار الدوله ، وأن هيكل يبحث عن بطولات وهمية في وسط مخزون من الهزائم ، حيث يروي قصص بطولات لا يمكن لاي عقل قبولها فهو يقول أن عبد الناصر في الساعات التي سبقت حركة الجيش ابلغ هيكل رسالة عن طريق سعد توفيق (متوفي) في الحادية عشرة مساءاً وهو في بيته ليطلب منه لقاءه الساعة الثالثة صباحاً فما هي الرسالة التي يريد عبد الناصر تبليغها لهيكل ، وهل هناك وقت لدى عبد الناصر في مثل هذه الساعات العصيبة للتفكير في هيكل ، و لم يكن حينها يعرفه فكيف بإطلاعه على اسرار حركة الجيش .

وعن سيرة هيكل فهو ضد كل المشاريع النهضوية والحضارية في العالم العربي حيث يهاجم كل رجال الامة العظام ورموزها دون استثناء بحثاً عن الشهرة حيث ينشد امجاد غابت ، فبعد سجنه واقصاءه عن الحياة السياسية والمشهد الاعلامي لم يجد ما يعيد مجده سوى الاساءة للعظام ليعود بقوة كما أنه لم يترك مشروعاً نهضوياً للامة ، إلا وتوقع فشله إمعانا في غرس روح الهزيمة والتشاؤم على النقيض من الدور الذي يجب ان يناط بالاعلام في مساندة ودعم كل ما من شأنه النهوض بالامة ودعم صمودها واستمرار تقدمها فهو ضد المقاومة بكل اشكالها في العراق وفلسطين ولبنان ، فهو إمتداد للمشروع الامريكي الصهيوني لمنع أي تفوق عربي في أي مجال .

وهذا سرّ الكذب والتزيف الذي مارسه ضد الاردن والهاشمين والاساءات الشخصية لان الهاشمين هم معقل النهضة والتفوق في العالم العربي فهو ضد وصول الهاشمي العظيم جلالة الحسين الى ما وصل اليه من عالميه ، وأنا لا اكتب دفاعاً عن الهاشمين فمثلهم  ليس بحاجة لتبرير مواقف او شهادة على انجاز او تأكيد على انتماء للقومية وهم دعاتها ولست بصدد التعريض بالمشروع القومي النهضوي ولا بشرعية ينفردون بها في العالم العربي ، فهذا معروف للقاصي والداني .

إن ما يزعج هيكل وكل دعاة المشروع الامريكي الصهيوني ان نتحدث عن بلد بإمكانيات الاردن يتمتع بهذا الوزن الدولي وهذا الحس الحضاري وهذا البناء المعجزة الذي حققه الراحل العظيم ، و من ينكر الشخصية العالمية للراحل الفذ الذي وضع الاردن على الخارطة السياسية والاقتصادية والحضارية للعالم ، فوصل الى مرتبة ديغول وتشرشل وجورج واشنطن ، ولم يصل زعيم عربي او عالمي في عصره الى ما وصل اليه وجاء الشبل الهاشمي عبدالله الثاني ليكمل المسيرة .


وأريد ان اسأل هل هناك زعيم عالمي حقق التفافاً شعبياً وحباً خالصاً لقائد كما حقق الهاشميون !

هل هناك قائد تمتع بحب واحترام الجماهير العربية كالحسين العظيم ، اسوق هذا لاقول ان الصورة الناصعة للراحل العظيم لن تهتز لان كل اردني و عربي يعرف من هو الحسين .

لا أريد الشتم والتجريح يكفي الكاتب هيكل وقوف اكثر من الف إعلامي ومفكر عربي يفندون ادعاءاته ليس على الهاشمين ولكن على كل أعلام ورموز الأمة وزعمائها وقد استعرضنا بعض الزيف والكذب للكاتب على سبيل المثال لان المقام لا يتسع ويحتاج لمجلدات لما يكتبه كبار اعلام الصحافة والفكر في هذا الهيكل .

وليعلم هيكل وامثاله ان تزوير الحقائق لا يغير وقائع التاريخ ، وهنا اجد نفسي مضطر مع عدم قناعتي بتجريح أي كان من ابناء العروبة امام سؤال للكاتب محمد حسنين هيكل .
 ألم تأتنا من زمن الهزائم ؟
و هل مارست دورك كصحفي في الرقابة ايام كنت على رأس الهرم الاعلامي ( جريدة الاهرام )؟ وأين انت من تجاوزات صلاح نصر والمشير عامر وزمن اعتماد خورشيد ؟
أم أن بداياتك مع بنات الليل جعلت هذه الامور عادية ؟
وما الغاية من هذا الهجوم على الهاشمين ؟ (ورحم الله الشاعر اذ يقول :
واذا اتتك مذمتي من ناقصٍ     فهي الشهادة لي باني كاملُ   

وختامـــــاً ..

التاريخ الحقيقي للامم تصنعه الصفحات الصادقة وقدر الرجال يعرفه الصادق من الرجال .


عضو النادي الدبلوماسي الدولي



تعليقات القراء

خالد داود
الحق يقال ان سامي شريم الكاتب الوحيد الذي رد بشكل عقلي وموجع للهيكل هيكل .نتمنى ان نرى كتابات اخرى للسيد سامي شريم وبالتوفيق
22-03-2009 12:56 PM
يوسف ابوسند
الف شكر للاستاذ سامي عضو النادي الدبلوماسي الدولي وعضو اللجنة التنفيذية للجبهة الاردنية الموحدة.واتمنى ان تكون لة مداخلة حول الاوضاع الاقتصادية العالمية وتاثيرها على الاردن
22-03-2009 09:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات