رسالة إلى الإخوان المسلمين, سُنلقي عليكم بياناً ثقيلا


لقد كنتم منذ انطلاقتكم في الأردن وعبر مسيرتكم الطويلة حركة راشدة , سارت خلفكم خيرة الخيرة فتميزتم بالعقلانية على سائر القوى السياسية, فسرتم مع مؤسسة العرش منذ خمسينات القرن الماضي جنبا الى جنب , فكتب الله للأردن السلامة , وحقق على أيدي أبنائه النجاة والأمن والأمان, فانطلقت يد الحاكم تبني وتعلي البنيان حتى أصبح الأردن بفضل ما تحقق من صبر وحنكة قياداته المتعاقبة وطن يشار له بالبنان.

فيا أيها الإخوان المسلمين في الأردن تعالوا نتابع بحذر ودقة المشهد السياسي والعسكري الحالي في العديد من الأوطان المحيطة بنا, لنجد أننا رغم الغلاء ورغم ضيق اليد والفقر والعوز الاميز من بينهم , فيا ترى ما السبب وراء ذلك التميز رغم ما ذكرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

إن المجيب الصادق لهذا السؤال لن يتردد بان الإجابة لن تخرج عن محيط ثبات واستقرار وحنان القيادة, التي في كل موقف وتصريح واعتصام ومسيرة تطالبون تقليص صلاحياتها في مواد الدستور 43, 36,35 , لتطالبوا بعد ذلك الملك وتناشدوه بالتدخل لإلغاء بعض القرارات التي تطالبون بها والتي من شأنها أن ترفع من شعبيتكم وتعمق جراح الوطن.

فكيف تطالبون بتقليص صلاحيات الملك دون أن تعلموا بأن هذا الوطن ليس كغيره من الأوطان, بسبب كثر اختلاف الرؤى والتوجهات والأصول التي تمثلها ديمغرافية السكان فيه , والتي تحتاج الى حاكم محايد , يتجمع الناس جميعا حوله ,ويتمتع بصلاحيات مطلقة , يجب أن تبقى ما دامت تبني ولا تهدم , تصنع ولا تخّرب كما الحال حولنا.

دعوني انضم إليكم لأول مرة في التاريخ فأطالب بما تطالبون به من تقليص لصلاحيات الملك الدستورية في المواد 34,35,36, وسأبقى في صفكم لا وبل اعنف منكم في المطالبة بتحقيق ذلك , لو أن سيد البلاد كان كغيره من الحكام , يتمرد على شعبه في الليل والنهار, ويقتل ويشرد ويرمل النساء ويهدم السجون والبيوت على رؤوس الأشهاد .

نعم أنها الحقيقة التي يجب أن تتوقفوا عندها طويلا لتعودوا كما عهدناكم الى رشدكم الذي نعرفه عنكم ,وحملتموه في ثناياكم طوال سنين تواجدكم في الساحة , وهو ما علينا أن نقدركم عليه ونشكر فيكم الحس الوطني العالي.

أما إذا كنتم تتطلعون إلى ما يجري حولنا وما جرى من تفرد الإخوان في السلطة , فعليكم أن تتذكروا أن تركيبة الشعب الأردني وتلون أطيافه وتربيته البدوية وكبريائه الذي تربى عليه يحول دون ذلك , وهو ما عليكم أخذه بالحسبان للكف الفوري عن تلك التطلعات والأماني وذلك للأسباب التالية :

1. أن في الأردن تركيبة ديمغرافية ليس لها شبيهه في المنطقة ,تتمثل في وجود أصول وفروع كثيرة للسكان فيه, الكل يريد أن يكون ملك البلاد في صفه وبالقرب منه, وذاك وهي ميزة تعطي مؤسسة العرش قوة متينة, لن تنجح قوة بالدنيا اختراقها أو تذويبها, وهنا أخوض بالتفاصيل تاركاً المعنى في بطن الشاعر .

2. أن مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية بكل أصنافها تتمتع بولاء مطلق للملك قل نظيره في العالم , وهذه ميزة يصعب اختراقها , ولن تنجح فكرة الانقلاب بسبب موالاة الجيش والأمن المطلقة له, والذين على استعداد أن يبيدوا أنفسهم من اجل سلامة الملك وحكمه, وعلى المشكك بما أقول مراجعة التاريخ جيدا لمطالعة أحداثه ’ ليستبين صدق ما نذكر هنا من الغاز.

3. مؤسسة العرس في الأردن تختلف عن غيرها من مؤسسات الحكم في المنطقة, إذ أنها لم تأتي بانقلاب بل جاءت إلى هنا بشرعية دينية وأخلاقية , فعلى مدى سنين حكمها كانت الاميز فلم تقتل ولم تشرد , ولم تنفي ولم تعدم , الكل كان صاحبها والكل قريب منها, فليس للملك وأشقائه عداوات مع احد من أبناء هذا الشعب.

4. فليتذكر الإخوان بأنه لا قدر الله لو حصل في الأردن ما حصل في الدول العربية, من فقدان للأمن واعتداء على الشرف والعرض, فأنهم لن يكونوا بمأمن من أبناء الشعب الذين سينتقمون ممن كان السبب في معاناتهم , ولن تستطيع السلطة التي بحوزتهم أن تحميهم السلطة, لان الشعب الأردني الذي تضرر من الأحداث التي أفقدته لا قدر الله أمنه سيتحول إلى مليشيات سيكون المتسبب في أوجاعهم حطباً لنار سيشعلونها.

5. طبيعة الإنسان الأردني لا تستطيع أن تعيش بغير الأردن, وهذا سيكون ثمنه غالٍ جداً لا قدر الله.
6. لن تستطيع أي قوة في الدنيا, أن تحكم بدون إخضاع مؤسسة الجيش والأمن, فهل القدرة أيها الإخوان على إخضاع الجيش والأمن للسير بصفكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

فلنتقي الله في هذا الوطن أيها الإخوان المسلمين , ففي الوقت الذي استدعت إسرائيل فيه 75 ألف من جنودها الاحتياط تمهيدا لحرب برية في غزة قبل أسبوع , كنتم تجيشون الأنصار لاحتلال دوار فراس والداخلية , غير آبهين بدماء الأشقاء في غزة , وفي الوقت الذي كانت نتنياهو يهدد ويتوعد الفلسطينيين في غزة بالإبادة وكسر العظم , كان بني ارشيد يتوعد ويهدد الأردن بالمزيد من الاعتصامات.

فلا ادري اذا كان كل الشعب رافض لمسيراتكم فمن اين ستأتيكم القوة التي تلوحون بها, والمشاهد الشعبية دليل على ما نقول, فعودوا كما عهدناكم فلا زال هناك متسع لكم بقطار الوطن.
هذا بياني اضعه أمام الاخوان المسلمين لكي نكتب معهم للأردن السلامة, فالسلامة لنا جميعاً والفوضى والخراب وفقدان الامن دمار لنا جميعاً. فليس هناك منتصر في الوطن وليس هناك منهزم, الكل إما رابح , وإما خاسر. فلنربح جميعا.

وقفة للتأمل :" الشعب الأردني هو الوحيد في العالم الذي يُغني لمليكه في أفراحه وأحزانه, ولن تستطيع أي قوة في الدنيا أن تسلبهم هذا الحق وهذا الإرث التاريخي, فنحن سعداء بحكمنا سواء شبعنا ام جعنا".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات