آذار .. ثلاثية الجمال والعشق والمجد


آذار ... شهر تتجلى فيه ثلاثية خاصه في حياة الاردنيين ..الجمال ذلك الربيع الساحر الاخاذ ... العشق حالة التواصل العجيب بين الام والولد .. المجد الكرامه ملحمة البطولة والتضحية والفداء

في اذار .... يبدأ موسم الخضرة والبهجة ... موسم الربيع ... تلبس الارض حلتها الخضراء البهيه والمطرزة بألوان الزهر المتفتح مع تسلل اشعة الشمس الدافئه ... فيه ينتشر عبق اللوز والتفاح .. وفيه يتفتح الدحنون والاقاح... فيه تترقرق الينابيع عذبة صافيه وتعاود الاشجار ارتداء عباءتها ... تشدو الطيور اجمل الحانها ... فيه ينتشر البشر للتخلص من عناء الشتاء الخير المعطاء ... فيه تخرج هوام الارض من جحورها بعد طول سبات ... فتتكون لوحة طبيعية جميله تبرهن على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته على خلق كل ما هو جميل ومبهج ...

في آذار .. اخترنا ان يكون يوما" لتكريم الام ... تلك الانسانة التي تربط ابنها برباط من العشق والحب والهوى ... فلا هي القادرة على هجره ولا هو القادر على ان يبتعد عنها ... جسدان قد يكون انفلق بينهما قلب واحد او اقتسما روحاً واحده ... ان بكى هدر شلال الدمع من عينيها ... ان ضحك ملأت الدنيا فرحا" وسعاده ... ان غاب على احر من الجمر انتظرته ... وان حضر بحضنها الدافىء ضمته ... هي الوحيده التي تملك القوة على نسيان ظلمه وهجره وعقوقه ... ان نسيها تختلق له الاعذار حتى تخلق لنفسها مبررا" لدوام تذكره ... في اذار ... اخترنا ان نتذكرها ونجدد لها العرفان بالجميل .. فهي التي تحملت الالم لتبعده عنا ... وهي التي سهرت الليالي لننام بأمن وسلام وهي التي ترقب الطرقات وان غفت تجدها تصحو حتى على دبيب اصغر المخلوقات علها تجد وقع اقدامنا بين القادم من بعيد .. في آذار نكرمها لاننا نعرف ان عند قدميها يفتح باب من ابواب الجنه .

في آذار ... اختار لنا القدر ان نسطر ملحمة في التضحية والمجد والفداء ... نخوض الكرامة فنعيد للامة كرامتها ... فمع بزوغ فجر يوم من آذار وبنشوة المنتصر على جيوش العرب ... وبفخر اسطورة الجيش الذي لا يقهر .. حاول العدو الصهيوني اجتياز النهر الى سهول الاردن ومرتفعاته ... متوقعا" سرعة الاجهاز على جيش منهك .. اضنته الخسارة ...ودب في قلوب جنده الرعب ...

في صبيحة ذلك اليوم كان المعتدي يجهل ان خلف النهر رجال كانهم الجبال في ثباتها وتطاولها الى العلياء .. رجال يقدمون على الموت وهم يعرفون ان فيه للوطن حياه ... رجال عشقوا الموت كما يعشق عدوهم البقاء ...يرددون قول الشاعر ( للعدا نمشي سراعاً .. نصرع الموت العنيد ،، ان هجوماً او دفاعا" بأسنا بأس شديد ) اتحد الجندي والفلاح ووالراعي والتاجر والصانع والمعلم والفدائي انتفض الكبير والصغير شيباً وشباب وايمانا" بالعهد والوعد بين الاردني وأرض وطنه استمات الاسود في الدفاع عن الثرى الطهور ... فألهبوا الجبهة نيران على العدا كأنها البراكين ... وحرقوا الارض تحت قدميه .. وأبوا الا ان يمتزج الدم بالثرى الطهور ليرسموا لوحة لا ابهى ولا اجمل من التضحية والفداء ... كان لهم النصر المؤزر .. وكان لاخوانهم الفوز بالشهاده فتحققت لهم الحسنيين .. النصر والشهاده .. في آذار ... يتذكر الجميع ان الموت والرحيل كان يستقبل بالزغاريد والاهازيج لا بالنوح والنحيب .. تقبل الام جبين ابنها الشهيد وتودعه على امل اللقاء في دار الخلود ... ترفع زوجة الشهيد رأسها تطاول السماء زهوا" بزوجها الذي تخضبت بدماءه ارض الوطن الحبيب ... آمن الجميع بأن هؤلاء فتية ذهبوا الى الموت ليمنحوا الوطن الحياه ...

في آذار ... عاد الجيش الذي لا يقهر ... مقهورا" مدحورا يجر اذيال الفشل ... يحمل جيف امواته وهو يندب حظه ... يسحب بقايا معداته وهو يلعن اليوم الذي اختار فيه ان يواجه رجالا" كأنهم الصوان لا يهابون الموت بل يطيرون اليه كالسهم .

ها هو اذار بجمال الربيع وعبق زهر اللوز .... برابطة الحب والعشق بين الام وولدها ... بصور المجد والعزة والكرامه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات