عجبت لمن لم يجد قوت يومه بأن لايخرج على الناس شاهراً سيفه


بعد اغتيال رئيس الوزراء الأردني هزاع ألمجالي في تفجير رئاسة الوزراء من قبل ارهابين ، من يوم الاثنين الساعة العاشرة والنصف صباحاً بتاريخ 29 أغسطس 1960م وكان هذا اليوم مخصصاً لعامة الشعب للقائهم و متابعة قضياهم وحلولها . 

كان لا بد من تسليم زمام أمور الرئاسة إلى رجل ثقة قادر على استيعاب الوضع وتحديات المرحلة الراهنة آنذاك في صياغة المستقبل بكل ما فيه من تفاصيل ، فكان اختيار وصفي مصطفى وهبي التل الذي كان من زملاء هزاع ألمجالي الذي قربه إلى الملك حسين بن طلال وذلك استناداً إلى رواية مفلح العودة الله ، أحد مرافقي الملك حسين العسكريين .

شكل وصف التل حكومته بتاريخ 28/2/1962م بعد استقالة حكومة التلهوني من أحد عشر وزيراً وبراتب مائة وثمانين ديناراً ، وبعد مرور يومين على توليه منصب رئاسة الحُكومة الأردنية ، رزق الملك حسين بن طلال بمولده البكر أسماه عبد الله من زوجته منى وقد أصدر الملك آنذاك عفواً عاماً عن جميع المساجين السياسيين وغير السياسيين .

أقتنع وصفي التل بأن عملية الإصلاح لا بد وأن تكون فوقية أي أن الحُكومة هي أداة الإصلاح الحقيقة والرئيسة وكان من الواجب تطهير هذا الجهاز من العناصر الفاسدة والضعيفة.

قام على عمل خطة في زيادة رواتب الجهاز الإداري لكي يتخلص من عملية الرشاوى، مع زيادة ساعات العمل من ست وثلاثين ساعة أسبوعيا إلى اثنان وأربعين أي على فترتين الفترة الصباحية لمراجعة المواطنين والفترة المسائية لإنجاز المعاملات.

كانت عملية التطهير والبناء صعبة جداً وقد واجهت انتقادات وتعليقات ولكنه بنهاية المطاف استطاع التطهير والبناء دون الاعتداء على أرزاق العباد مثل حُكومتنا الحالية التي بدأ الفساد بل استشرى فيها، وبدل البناء تعمد على الهدم قدر الإمكان وتجاهل المطالب الشعبية العارمة، في استعادة حريته وكرامته وسد احتياجاته دون اللجوء إلى الآخرين .

إن أشكال الفساد في مؤسسات الدولة الأردنية متعددة الأشكال فإن البيرُقراطية أو الدواوينية السائدة لدا أجهزة الدولة الحالية هي نوع من أشكال الفساد الذي يُسهم في تأخير الحلول الناجعة التي تهم الأفراد لدى الشعبي الأردني العظيم ، والذي يُعيق حركة التقدم في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية منها ، في ظل مدى التدني العام في نقص الخدمات وتراجع الرواتب أو الدخول الشهرية وزيادة الأعباء المادية على كاهل المواطن الأردني ، الذي نزل إلى الشارع معبراً عن احتقاناته الداخلية في غلاء الأسعار وعدم القدرة على مواكبة الحياة ومن الملاحظ بأن أعداد المتظاهرين في ازدياد مستمر مع ارتفاع سقف المطالب لعدة قضيا من أبرزها الفقر والبطالة ، فقد روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ( عجبت لمن لم يجد قوت يومه بأن لايخرج على الناس شاهراً سيفه ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات