طهران: مبادرة أوباما على "يوتيوب" لا تجسد تغييرًا بسياسة واشنطن


جراسا -

وكالات - قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي السبت 21-3-2009 إن عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعلاقات أفضل هو مجرد "شعار" لكنه تعهد بأن ترد طهران على أي تغير سياسي حقيقي من جانب واشنطن.

ولجأ الرئيس أوباما إلى وسيلة التواصل هذه لإطلاق أولى مبادراته الدبلوماسية الكبرى، فسجل رسالة فيديو موجهة إلى الشعب الإيراني وقادته بمناسبة رأس السنة الفارسية وبثها على الإنترنت من بوابة موقع يوتيوب.

وبعد 18 ساعة على بث الرسالة، وصل عدد المرات التي شوهدت فيها إلى حوالي 150 ألفا وجمعت ما يزيد عن 1300 تعليق معظمها مؤيد.


وقال خامنئي إنه لا يرى تغيرا حتى الآن في سياسة الولايات المتحدة إزاء الجمهورية الإسلامية، وذلك بعد يوم من دعوة أوباما لبداية جديدة في العلاقات مع إيران من خلال رسالة مسجلة على شريط فيديو، وأضاف خامنئي "تغيروا أنتم وسيتغير سلوكنا".

وانتقد خامنئي بشدة سلوك الولايات المتحدة إزاء إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، وقال إن الولايات المتحدة "مكروهة في العالم"، ويتعين عليها أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وقال في كلمة أذاعها التلفزيون بمناسبة العام الإيراني الجديد "إنهم يقدمون شعار التغيير لكن في الواقع لا يشاهد أي تغيير، نحن لم نرَ أي تغيير".

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود، ويخوض البلدان الآن نزاعا بشأن النشاط النووي الإيراني، الذي يرى الغرب أنه يهدف إلى صنع قنبلة نووية وتنفي الجمهورية الإسلامية هذا الاتهام.

وفي تحول رئيس عن سياسة سلفه جورج بوش الذي وصف إيران بأنها جزء من "محور الشر"، وتزعم جهودا لعزلها عرض أوباما أن يمد يد السلام إلى طهران إذا هي أرخت قبضتها.

وعرض الرئيس الأمريكي أمس الجمعة "بداية جديدة" لمحادثات دبلوماسية بين العدوين القديمين.

وقال خامنئي إن التغيير في "الكلمات" من جانب الولايات المتحدة لا يكفي وأن أوباما "أهان" إيران وحكومتها بعد توليه منصبه مباشرة، لكنه لم يخضُ في التفاصيل.

ورغم عرض أوباما بالتواصل مع إيران فإن الإدارة الأمريكية حذرت من توقيع عقوبات أشد إذا استمرت طهران في تحدي مطالب الأمم المتحدة بوقف النشاط النووي الحساس.

وقال خامنئي "أنتم تطرحون شعار المفاوضات وتمارسون الضغوط مرة أخرى، لا يمكن التحدث إلى أمتنا بهذه الطريقة".

وأثناء الكلمة التي ألقاها خامنئي في مدينة مشهد الشمالية الشرقية أخذ الحشد يردد عبارة "الموت لأمريكا".

وفي أفضل عرض حتى الآن يدعو لبداية جديدة في العلاقات مع إيران قال أوباما إن الولايات المتحدة تريد أن تتبوأ إيران "المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي".

وقال أوباما في رسالته المسجلة على شريط فيديو والتي أذيعت بمناسبة العام الإيراني الجديد "هذه المكانة لا يمكن الوصول إليها من خلال الإرهاب أو الأسلحة، ولكن من خلال الأفعال السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته".

وأوضح خامنئي رأيه وهو أن واشنطن تحتاج إلى القيام بمزيد من الخطوات إذا كانت تريد علاقات أفضل مع بلاده.

وقال "هم يقولون إنهم يمدون يدا نحو إيران، فما نوع هذه اليد؟ إذا كانت اليد الممدودة مغطاة بقفاز مخملي لكن بداخله يد مصنوعة من الصلب فإن هذا ليس له معنى جيد على الإطلاق".

وقال خامنئي وهو يشير إلى رسالة أوباما للتهنئة بالعام الإيراني الجديد "في نفس رسالة التهنئة هم يتهمون الأمة الإيرانية بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة نووية وأشياء مماثلة، فما الذي تغير؟".

ويقول محللون إن إيران تضع شروطًا مشددة للحوار لكسب الوقت لعملية اتخاذ القرار.

والأمر الذي يزيد من الغموض هو أن إيران ستجري انتخابات رئاسية في يونيو/حزيران يمكن أن تعزز الأصوات المعتدلة التي تؤيد سياسة الوفاق على المعارضين الأكثر تشددا.

وطالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد واشنطن بالاعتذار عن عشرات السنين من "الجرائم" ضد الجمهورية الإسلامية، وتقول طهران إنها لا يمكنها أن تخفف حذرها ما دامت القوات الأمريكية متمركزة على حدودها في العراق وأفغانستان.

واتهم خامنئي الولايات المتحدة بأن لها صلة "بحركات إرهابية" تعمل في المناطق الحدودية بالقرب من باكستان، كما انتقدها لتجميد الأرصدة الإيرانية ودعم الرئس العراقي السابق صدام حسين خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات في الفترة من عام 1980 إلى عام 1988.

وقال البروفسور محمد ماراندي أستاذ دراسات أمريكا الشمالية بجامعة طهران "إيران لها مظالم كثيرة وتتوقع من الولايات المتحدة أن تعترف بذلك"، وأضاف "التغيير لا يحدث بأن تقول عام سعيد".
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات