انها اختامك يا جلالة الملك فاستردها


ايها الملك لن يشفع لاحد اي سابقة او اي يد بيضاء عندما يوكل امره الى من لا يستحق الامانة. فسوف تستهلك اخطاء الوكيل وخطاياه كل خير سبق . هذا خلق الجماهير في حساب الحكام ولا ينفع لومها او قمعها . اكتب ذلك لاني ارى ان الواجب الشرعي والادبي والاخلاقي يقتضي ان يقول كل منا ما يعتقده في هذه الازمة العاصفة والتي قد تطيح لا سمح الله بكل ما بناه الاردنيون اجدادا وابناء واحفاد على مدى العقود. لن ينفع مجدُ اب ولا نسبٌ عريق شريف ولا همة ملك شاب ولا سابقة ولا يد بيضاء. ذلك ان هو لم يعلم من هم الناطقون باسمه والموقعون بقلمه والضاربون بعصاه. واشد ما يؤلم في هذا الامر انه اذا وقعت واقعة الفتنة فلا ينفع معها فزعة الصديق ولا حسرة المحب ولا نصح المخلص. ابحث ايها الملك عن من سرق اختامك ومهر بها كل مرسوم ظالم او حكم جائر او تجبرٌ مذل او سرقة هائلة وقدمه للمحاكمة. تبرأ منه واشهد عليه وأحله الى القضاء. اتريد برهانا على ذلك؟ فاسمع اذن.

كان الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه في يوم من الايام ثلث الاسلام.كان ثالث ثلاثة في الاسلام وكان من احب الخلق الى سيد الخلق. زوجه ابنتيه فسمي ذا النورين, وقال عنه انه يستحي منه لان الملائكة تستحي منه. بايع بيده الشريفة عن يد عثمان يوم بيعة الشجرة. وبشره بالجنه. اما عثمان فقد كان ينفق في سبيل الله بغير حساب . جهز جيش العسرة. جيشا كاملا بكل ما لزمه. ودارت الايام فاذا بعثمان خليفة المسلمين.اكبرهم سنا واسبقهم الى الاسلام واسخاهم في البذل . لم يبق في المدينة اهل مدر ولا حجر الا استشاره عبد الرحمن بن عوف في امر استخلافه فرضي به, حتى النساء والصبيان. وكانت خلافته خلافة بركة وفتح وانتشار للاسلام فوصل الى تركيا وارمينية ومرو والقوقاز وخرسان وكرمان وسجستان وافريقية وقبرص. لقد اخطأ رضي الله عنه خطأ واحدا افسد عليه الامر. فقد تسلل الى مستشاريه رجل لم يتق الله في من استأمنه ولا في المسلمين هو مروان بن الحكم. وحاز ثقته ووصل الى اختامه. فعاث في الارض فسادا باسم الخليفة الثالث. فألب عليه المسلمون واوغر صدورهم عليه . بل كتب الى عمرو بن العاص والي مصر بان يقتل المحتجين بعد ان ارضاهم سيدنا عثمان رضي الله عنه ووقع الكتاب بخاتم عثمان فرجعوا الى الخليفة بعد انصرافهم عنه وتواردوا عليه من جميع الاقطار يحصبونه بالحصى وهو يخطب الناس ويسبونه ويتوعدونه ثم يقتلونه صائما قائما قارئا للقران. لم ينفع في رد الفتنة بعد فوات الاوان لا نصح ناصح ولا حب محب ولا صدق صديق. لم يشفع له اياديه البيضاء ولا سابقته في الاسلام ولا حب رسول الله وايثاره له. فكيف سيشفع لغيره من هو دونه في كل هذا اذا وقعت الفتنه. انها اختامك يا جلالة الملك بأيد غير امينة فاستردها. ولا تأخذك في الحق لومة لائم. اللهم اني قد بلغتك اللهم فاشهد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات