تعريف المعارض


وفي وطن ملتهب خلال الايام الماضية كان الشارع متعطشا لكل شاردة وواردة وكانت آذانه صاغية يستمع بكل شغف مرة لتصريحات الحكومة ومرة لما يدور في الشارع، ويتناقل الناس الإشاعات بسرعة الصوت وفي خضم معركة الكر والفر بين الشارع والحكومة وبين من يضحك من كل قلبه لما يجري على ساحة الوطن وبين من يضع يده على قلبه خوفا من ماستؤول اليه الاحداث يخرج احد الدعاة الذي يثق بكلامه الشارع ولا اثق بكلامه انا لانني دائما كنت اعتبره داعيه (عالموضة) يفسر لك الامور كما تشاء لا كما يراها الدين، يخرج ليعرف لنا (السحيج) بدلا من ان يقول كلمة خير في ظل هذا السعير الذي يجتاح الوطن ويسهب صاحبنا بتعريفه (للسحيج) وكانه بصدد مسألة خلافية بين الأئمة الأربعة لينطلق هذا الداعية لحلها بعد ان عجز عنها السلف الصالح، فالشارع قد ارهقته تلك المسالة التي لم يجد لها فتوى في بطون الكتب فلجأ الكثير كما يقول الداعية اليه ليعرف لهم (السحيج) وكان تعريفه شاملا كاملا لا يقبل التجريح وان من يخالفه في هذه المسألة فليضع يده على رأسه يتحسس (البطحة) عليه كما يقول.

واكثر التعريفات التي وضعها صاحبنا هي عبارة عن مصطلحات سوقية استهجنت معها ان يكون صاحبها داعية يستفتى في شؤون المسلمين ويحمل درجة اكاديمية عليا ان ينزل الى هذا المستوى من الالفاظ التي لاتليق ان تقال على الاردني مهما كانت فئته او ديانته او توجهاته او حتى تربيته فالوطن اشد حاجة في هذه الايام الى من يحض الناس على الهدوء وضبط النفس والتعقل بدلا من تلك الخزعبلات التي اطلقها ذلك الداعية المحترم ولكن فاقد الشيء لايعطيه.

وكان حري به ان يعرف المعارضين الذين يعج بهم الوطن الان فالموجة سانحة لمن اراد ان يركبها، والمعارضين وداعيتنا المحترم واحد منهم كثر فكلما ذهبت حكومة واتت حكومة اخرى ازداد عدد المعارضين فالوزير الذي لايعاد توزيره يصبح معارضا والمستوزر الذي لايترك قناة ولا صحيفة ولا موقع الا واشاد بالحكومات ودعا لها بطول العمر وطبل وزمر اذا لم يصبح وزيرا اصبح معارضا ورئيس الوزراء الذي فشل في ادارة مرحلة من المراحل ولم يعاد ترئيسه يصبح معارضا ويشكل الجبهات والاحزاب ويتصدر كل المسيرات ويعارض كل الحكومات وهو بالامس كان بوقا لها ومدافعا عنها، والنائب بعد ان يحصل على تقاعده من خزينة الدولة ولا يعاد انتخابه يصبح معارضا والعاطل عن العمل والذي لايقبل بأقل من مدير على شهادة السادس الابتدائي ولم يحصل على تلك الوظيفة يصبح معارضا وكبار قادة الجيش الذين انهكوا الخزينة بسياراتهم وحلهم وترحالهم وتنقلات ابنائهم على حسابها ما ان يتقاعد من عمله حتى يصبح معارضا وارباب السوابق التي تعجز عن حفظ قضاياهم حواسيب السوبر ما ان يخرجوا من السجنون حتى يصبحوا معارضين، وحتى الرجل الذي يرزق بأمراة متسلطة او ابن عاق بنقم على الوطن ويصبح معارضا.

بالمحصلة هناك رابط قوي بين (السحيج) والمعارض هو ان المعارض يصبح سحيجا بعد ان ينال مراده والسحيج يصبح معارضا بعد ان يفقد ماوصل اليه فالحياة كلها مصالح ولك الله ياوطني فلا يبكيك الا من احبك وغرق في حبك بين اولئك وهؤلاء.
هلال العجارمه.............. helalajarmeh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات