دع الأردن وشأنه يا ابن لادن


حمى الله الأردن هذا البلد الصغير في مساحته الكبير بقيادته وشعبه ، مما يحاك له من مكائد تستهدف أمنه واستقراره ، فهذا العجوز الخرف هيكل ، يهاجم الهاشميين ويشكك بهم ، مستغلا الحرية الصحفية أسوأ استغلال ، ولن اكتب في الرد عليه لأنه اصغر من أن يرد عليه فهو كالنار أن تركتها بدأت تأكل نفسها ، ولان الكثير من الكتاب انبروا متطوعين للرد عليه ، ولكني سأكتب عن دعوة أسامة بن لا دن إلى تحرير الأردن !!! فلماذا يا سامة بن لادن ؟ فانا كنا من المتعاطفين معك منذ جهادك الأول في أفغانستان ضد الروس ، لماذا تدفعنا دفعا إلى اتخاذ موقفا معاديا لك ، باتخاذك مواقف ارتجالية لا تحسب لها حساب ، لكن يبدوا أن بوصلتك قد ضلت طريقها منذ فترة ، منذ بدأ مسلسل قطع الرؤوس في العراق وقتل وتهجير العراقيين الشيعة على الهوية ، منذ أن أرسلت رجالك ليفجروا فنادق العاصمة عمان بحجة الجهاد ، وأعجباه من مثل هذا الجهاد!!
وليكن كلامنا واقعيا وشرعيا لا عاطفيا وارتجاليا ، هل الأردن محتل حتى يدعوا ابن لادن لتحريره ؟ وهل الأردن عقبة أمام رجال ابن لادن ليجاهدوا في فلسطين ، فقد وصلوا إلى قلب أمريكا واخترقوا أمنها وامن مطاراتها ، فهل سيعجزون عن دخول تل ابيب أذا أرادوا ؟ وهل تم تحرير العراق حتى يبدءا ابن لادن بتحرير الأردن ، إلا أذا كان يسمى الوضع الذي أوصلت القاعدة العراق إليه من قتل وتهجير وتفريق تحريرا ، أو السيطرة على أجزاء من صحراء الانبار دولة إسلامية ؟ أن من المتفق عليه عند علماء الأمة أن الدولة الإسلامية حتى تبدأ بالتوسع والجهاد خارجيا يجب أن تكون قادرة على حماية نفسها أولا ثم حماية المناطق التي تسعى إلى فتحها ثانيا ، وليس غزو مناطق وإزالة أنظمة الحكم فيها وتركها للنهب والسلب وشريعة الغاب ، فهل دولة ابن لادن في أفغانستان أو العراق قادرة على توفير مثل هذه الحماية ، بل على العكس تماما أن التجارب الماثلة أمامنا حول حكم بعض الجماعات الإسلامية تجعلنا نتوجس الخيفة من سيطرتها على الحكم ، فهذه حماس منذ أن تولت السلطة عملت على إبعاد حركة فتح عن الساحة السياسية ، وهذه طالبان انفردت بالحكم وأبعدت كبار المجاهدين الأفغان من أمثال احمد شاه مسعود على الرغم من تاريخهم الجهادي ، وهذا الحزب الإسلامي في العراق يحاول الانفراد والسيطرة على الساحة السنية في العراق ، فهل ستحرر الأردن يا ابن لادن من حكم الهاشميين الأطهار الذين حكموا هذا البلد على مر السنين بكل أمانة وإخلاص ، ليتولى أتباعك السلطة ويطبقوا النظام الطالباني .

أن دعوة أسامة بن لادن ليست دعوة بريئة ويجب النظر إليها بسوء نية ، لأنها دعوة إلى الفتنة وإثارة القلاقل والاضطرابات ، فان كانت الحجة تحرير فلسطين فهي حجة واهية قد استخدمها الكثير من قبل ابن لادن ، فمن أراد الجهاد في فلسطين لن يعدم الوسيلة ، فتحرير فلسطين لا يكون بالإساءة إلى امن الأردن ، بل على العكس يجب المحافظة على الساحة الأردنية هادئة .

أن هذه الدعوة المشبوهة تندرج تحت احد البندين التاليين ، إما أنها جاءت لإظهار أن أسامة بن لادن ما زال موجودا ومسيطرا على تنظيمه وان كلمته مسموعة لدى أتباعه والمتعاطفين معه ، فان كانت كذلك فقد اخطأ ابن لادن باختياره الأردن ليكون مادة إعلامية يحاول استرجاع شعبيته وجلب التعاطف معه من خلال الإساءة إليه ،وإما أن تكون هذه الدعوة جاءت فعلا لإثارة البلبلة والقلاقل داخل الأردن ، وقد اخطأ ابن لادن أيضا للعوامل التالية

أولا : وعي الأردنيين اكبر مما يتوقعه بن لادن ، فهم شعب مثقف يعرف الغث من السمين لا يتأثر بشعرات رنانة ، أو تلاعب بالعواطف الدينية ، يحكم على الأمور من خلال عقله لا عواطفه

ثانيا : الشعب الأردني شعب متدين محافظ ، يرفض الفتنة ويعلم أنها ملعونة ملعون من يدعوا إليها ، ويعلم علم اليقين أن دينه يدعوه إلى الحفاظ على الأمن والضرب بيد من حديد كل من يسيء إلى أمنه واستقراره

ثالثا : التفاف الشعب حول قيادته الهاشمية وحبهم لها يجعل من الصعب على ابن لادن أو غيره أن ينجحوا في الإساءة للاردن أو القيادة الهاشمية ، مهما استخدموا من شعارات دينية يدغدغون بها عواطف الناس
رابعا : طبيعة التركيبة السكانية للاردن تجعل أهله اشد حرصا على عدم إثارة أي نوع من الفتنة لأنها أن وجدت لا سمح الله انتشرت كانتشار النار بالهشيم ، والأردنيين شاهد عيان على ما حدث في فلسطين والعراق من فتنة بين الأهل وما نتج عنها من ويلات ومصائب على العباد والبلاد ، فهم احرص الناس على اجتنابها

وفي نهاية مقالي أوجه رسالة ذات شقين إلى أسامة بن لادن ، الشق الأول لا ضير يا شيخ أسامة أن تستعين بمستشارين لك في المجال الشرعي والسياسي ليبينوا لك الحكم الشرعي الصحيح في أقوالك وأفعالك ، وليبينوا لك أثار هذه الأقوال والأفعال السياسية وهل فيها ضرر او مصلحة للمسلمين .

الشق الثاني هو : دعك من الأردن واترك الأردن في حاله ، فلن يسمح الأردنيين مهما كانت منابتهم وأصولهم لك ولا لأتباعك بان تسيء للاردن وقيادته وسيقطعون كل يد تمتد للإساءة لأمنه واستقراره ، ومحاولات اتباعك السابقة في التسلل إلى الأردن والإساءة إليه قد باءت بالفشل وستلقى كل محاولة نفس المصير الأسود.

حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية من كل سوء ، ولعن الله الفتنة ولعن من يدعوا إليها مهما كانت حجته

Fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

من موسكو
المقاله هي كلها ما كان اها داعي و ما في داعي كمان نترى كلب امريكي صهيوني مثل اسامه بن لادن... لا سمح الله و حدا تعرض لوطنا الحبيب سنفديه بارواحنا و سيرجع الاردنيون النشامى افواجا من كل الدول لحماية وطنا الغالي. احنا يا ابن لادن اردنيين مش مصريين و عراقيين او افغان او ايرانيين و غيره و غيراته .....
23-03-2009 08:29 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات