نقابة المعلمين بين تطوير المهنة وتجييش الاخوان المسلمين


لا تفاوض ولا حوار نحن أصحاب القرار, عبارة جميلة رددّها غالبية المعلمين الذين تدافعوا للاجتماع لمناقشة قرار نقابة المعلمين الجائر من وجهة نظرهم بحق التعليم الاردني ومستقبل الطلبة الذين يمثلون ركن هام ورئيس في العملية التعليمية.
فلقد هاجم المعلمين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب قرار نقابة المعلمين بالاضراب المفتوح تأييداً ودعماً لمواقف جهات سياسية لتأزيم الشارع الاردني, مطالبة اياها بالكف الفوري عن استخدام الطلبة كدروع بشرية للتمترس خلفها لتنفيذ مخططات سياسية تابعة للاخوان المسلمين الذين يسيطرون على اغلبية مقاعد مجلس النقابة, والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على مستقبل الطلبة وتعليمهم , والاهتمام بالمهنة والسعب الحثيث لتحسين ظروف المعلمين, وقيادة النقابة للاستقلالية المهنية والابتعاد عن التبعية السياسية.
فلا يعقل ان يتم تسخير الطلبة لتحقيق غايات دنيوية ومكاسب سياسية تحت أي ظرف نهائيا , فالغالبية المطلقة من المعلمين ابدت احتجاجها بالقرار غير الصائب للنقابة ,وترى ان نقابة المعلمين ليست وصية على التعليم لزجها بقضايا سياسية , لا تعود بالنفع على اعضائها , وذات تأثير سلبي على الشارع العام خلافا لرسالة التعليم السامية.
فالمعلمين الرافضين لقرار نقابة المعلمين يسألون مجلس النقابة قائلين :اذا كان الطلبة السوريين اللاجئين في مخيم الزعتري قد رفضوا الاعتصام والاضراب, فكيف بابنائنا الاردنيين؟؟, وهل الاضراب يحقق منفعة ايجابية للطلبة ؟ , ام سيؤدي ويزج بهم الى الشوارع , الامر الذي قد يستغله البعض لتمرير اجندات سياسية غير اخلاقية خلافا لرسالة المعلم السامية؟؟؟؟ .
اسئلة عديدة نوقشت بإسهاب مطول وأجاب عليها بوطنية مدراء ومديرات المدارس الحكومية والخاصة في غالبية مناطق المملكة برفضهم الامتثال لقرار الاضراب بشكل كاسح , كما حدث على سبيل المثال في مدارس تربية لواء قصبة عمان حين تدافع اكثر من 250 مديرا ورئيس قسم وموظف للاجتماع صباح امس لمناقشة قرار نقابة المعلمين فقرر الجميع رفض قرار الاضراب باستثناء اثنان فقط .
فهذا الرفض كاسح تمَثل في العديد من مديريات التربية والتعليم المختلفة, ولعل رفض التعليم الخاص طلبة وهيئات ادارية وتدريسية الامتثال لقرار الاضراب يمثل صدمة لمجلس النقابة, خاصة وانها تسعى لضم التعليم الخاص تحت مظلتها النقابية ., فهل يحذو منتسبيها من القطاع العام الحكومي حذو اقرانهم في التعليم الخاص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فقد حذر العديد من المعلمين المنتسبين للنقابة بالغاء انتسابهم لها تحت ضغط اللجوء لمحكمة العدل العليا, متهمين مجلس النقابة بجرها الى تنفيذ قضايا سياسية خلافا للهدف الذي تم تأسيسها من اجله ألا وهو النهوض بالمعلم والاخذ بيده للحفاظ على قدسية مهنة التعليم.
ويرى غالبية المعلمون المنتسبون للنقابة التي تسيطر عليها الاغلبية من جماعة الاخوان المسلمين, أن المعلمين ليس جسراً يعبر عليها من يشاء لاغراض خاصة واجندات سياسية, ويجب ان تبقى بعيدة عن الاحداث السياسية.
فيا ترى لو تم خصم اجر المعلمين المُضربين عن دخول الغرفة الصفية من قبل وزارة التربية والتعليم الجهة الوحيدة التي ترتبط مع المعلم بعقد لتأدية خدمة التعليم للطلبة, فهل ستعوضهم النقابة عن المبلغ الذي خُصم من رواتبهم ؟, ام ستتركهم وحيدون يلعبون في الساحة؟.
ان على مجلس النقابة في المرات القادمة عدم اقحام المعلمين في القضايا السياسية خوفاً من ادخال الطلبة والمعلمين الى نفق مظلم يخيف الطالب تارة ,ويقلق الاهل تارة اخرى, ويسيء للوطن امام الرأي العام العالمي تارات اخرى.
ويبقي التساؤل الاهم يراوح مكانه : لماذا لم تُقحم النقابات الاخرى نفسها بالاضراب والتجييش كما فعلت نقابة المعلمين؟؟؟.
كفى يا نقابة المعلمين ان يبقى المعلم الاردني فرُجة ومادة اعلامية تتلهى بها الالسن والمواقع الاخبارية, فالمعلم الاردني ما كان يوما إلا جندياً بخندق الوطن , يرفض الهروب والانسحاب من ساحات الوغى, فلنتدافع لكي يبقى مصانا من كل تبعية سياسية حفاظاً على المستقبل المهني له .
وقفة للتأمل :" اللعبة الديمقراطية في العالم تقتضي ان تلتزم الاقلية برأي الاغلبية, فالاغلبية الصامتة حسب ما شاهدنا وسمعنا من المعلمين والمعلمات ترفض زج النقابة بالقضايا السياسية واقحامهما بالاضرابات التي لا يستفيد منها غير اعداء الوطن, فالظروف التي حكمت على الساحة الاردنية بهذه الحرية الفضفاضة يجب ان لا تقود المعلمين الى نزوات لا تعبر عن رأيهم وتؤثر على مستقبل الاجيال الذين يتطلعون لبنائهم ".
















تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات