بعد الإختصار ،،، الفردوس والنّار وأنت من تختار


قررت الحكومة وفار الدّم في العروق فورة الغضب ، ورفض القبول لهذه المرة ، ليست كسابقاتها من المرات ، وإنّما تخرج علينا لأوّل مرة ، ليست المشكلة الآن بالقرار ، فالمشكلة أنّ هناك غاضبين علينا السّيطرة عليهم ، وبالمقابل هناك آخرون يسعون فقط إلى النّهب والتدمير ، وهم من ليسوا ببائنين وإنّما باعتقادي يلعبون خلف الجدران .

القرار الحكومي صائب ، و خاطئ ، كلّ يراه حسب تداعياته وأسبابه ،أصبح الجميع منّا على علم بأن الفساد والنّهب بمقدراتنا حقيقة نعيشها ، ولكن أنا الآن أخاطب العقول لأقول أنّ جرّاء هذه السّرقات ، وجرّاء هذا النّهب والعبث بالمقدرات ، أصبحنا في الدّين غارقين ، وفي الإقتصاد على طريق الانهيار ، فلربّما لسنا بقادرين على الاستمرار إلّا بما فرض من حلول ، فلنتريّث قليلا لنصيب ، ولا نتسرّع فلعلّنا نتوه ونغرق ، وعندها سيكون لا ملجأ .

البعض ينادي : هل أدفع الدّين من جيبي وغيري ممّن لا يستحقّ يتنعّم بالقصور؟!
كلام منطقي ، وحقّ مشروع ، ولكن لا بدّ أن نشارك جميعا في دفع الثّمن ، حتى ولو لم يكن لنا ذنب بما قادنا إلى هذا الطّريق ، فلعلّنا إن لم ندفع الآن ثمنا قادرين على دفعه حتى ولو بقليل من العناء ، نصل إلى مرحلة نصبح بها غير قادرين على دفع المقابل حتى وإن كان يسيرا مقارنة بما كان .

لم يتدخّل أحد من جاراتنا في الدّول العربية القادرة على دعم الأردن بالكثير ودون أن تتأثّر ؛ فلماذا ؟ ، رغم مطالب الجميع السّلمية لماذا نصل إلى قتل الأنفس ، هل أصبح دماء الأردنيين مستباحة ؟! البنوك تنهب ، والمؤسسات المدنية تحرق ، و المنشآت الحكومية تداهم ويحدث فيها التخريب ؛ فلماذا ؟ ماذا سيحدث بعد ذلك ؟! وبعد هذه الأعمال والمطالبات ؟! .

ابحثوا عمّا يخطّط له لاستغلال الشّعوب كأداة ، واستغلال الأسعار في هذه اللحظات كمدعاة، فلربما هناك مشروع كبير يجرّ البلدان العربية جميعها نحو أمر بالمجهول معلوم ، ولكن ما هذه المصادفات العجيبة ، يا الله ! .
أشار تقرير نشر قبل عام من الآن إلى مخطط اسرائيلي للخلاص من جلالة الملك – حفظه الله - ، والأدهى والأمر أنّه يتطرّق إلى الكيفية ؛ وهي بأن تظهر عملية الإغتيال هذه على أنّها نفذّت بأيدي أردنية ، وتقوم بعد ذلك الآلة الإعلامية بتسويق هذا الخبر بعد إخراجه بطريقة مضللة ، فهل تكونوا أداة لمثل هذه النّوايا والمخططات !

لربما تكون هي النّوايا ، بأن تجرّ الأردن نحو حافة الهاوية ، والأسهل دائما لتحقيق المراد ، انتصر على من تريد بأقل التكاليف ، فبهذه الحالة ، لا تكاليف على أحد ، سوى التكاليف التي سيدفعها الأردن وشعبه ، فاستيقظوا ولا تجعلوا السّبات يطول ، دون وعي وبتغييب للعقول !

تدارك الموقف واجبنا جميعا ،المظاهرات والإعتصامات والإحتجاجات حقّ مشروع ، وهو مكفول طالما أنّه لا يتعدّى الأمور السّلمية ، فعندما نلجأ إلى التكسير والتّخريب ، فهذا ليس بتصرّف للعقلاء ، وإنّما هو مدعاة للتفكير ، من أحدث ذلك ؟! ومن لجأ إلى التّدمير ؟! ومن له مصلحة بإشعال الفتيل ؟! لأنّه إذا اشتعل وتوهّج سنكون جميعا متضررين ، ولربما من أشعله يكون أوّل المحروقين !!!

وهذا رجائي من جلالة الملك ، وهو طلبي من رئاسة الوزراء ، بالتّراجع عن القرار أو إعادة صياغته بما يخفّف الإحتقان ، فحتى وإن كان وجوده صوابا ، فالهدف هو الحفاظ على دماء الأردنيين ؛ لأنّ دماؤهم أغلى من كلّ الدّنانير ، وقطرة الدّم لن تقدّر حينها بثمن ، فأغلقوا الطّريق أمام المتربصين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات