مع التقدير لبعض وزراء هذه الحكومة فإن الضربة التي وجهها رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور للأغلبية الأردنية في هذه الأيام كانت مؤلمة وغير متوقعة من اللذين لا يعرفون دولته من السابق ويبدو ان دولته لم يكن موفقاً بلقائاته المتلفزة على الفضائيات العربية خاصة بعد ان عمد لها لاعتقاده ان المشاهدين العرب سيقتنعوا بعد ان لم يقتنع المشاهد الأردني باحاديثه من خلال الفضائية الأردنية مذكراً دولته بمقولته على فضائية الجزيرة بأن العجز هذا العام بالميزانية (8مليارات) وإذا لم يرفع الدعم سيصبح العجز بالعام القادم (16 مليار) متناسياً دولته ان الدعم الذي رفعه مقداره (800) مليون حسب زعمه وأنه سيدفع لمن دخله الشهري أقل من (800) دينار مبلغ سبعين دينار لكل فرد أي أنه سيوزع لا يقل عن 500 مليون دينار ويوفر 300 مليون ستعادل بالنهاية عجز ثمانية مليارات بالعام القادم !!.

بعد هذه المقدمة استهجن تصرفات الرئيس حين يصف الأردنيين بالذكاء ويخاطبهم كأنهم في واد و الذكاء في واد آخر .

حين كان يقف دولته تحت القبة ويخاطب الحكومات ويتلومها الم يكن يعلم ان الذي تحت العصي ليس كالذي يعدها مع ان شخصاً بمواصفاته الخارقة حسب السيرة الذاتية التي يطالعنا بها صباح مساء يفترض به ان يكون خبيراً بالأرقام التي كانت تطرحها الحكومات السابقة .

وما يواسي المواطن الأردني في حالة الضعف العامة لدى المسؤولين في أيامنا هذه وجود شخص تنفيذي يواجه الفضائيات بذكاء خارق وصدق مقنع وهذا ما لاحظه المشاهد الأردني والعربي من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق حسين المجالي مدير الأمن العام ، ذاك الرجل الذي حصر همه بالحل الأمني وكسب الجولة باقناعه لكل من سمعه وأثبت ان غالبية الأردنيين من حقهم الحراك السلمي وحرية التعبير ومن خرج على ذلك منهم فهم قلة من المشبوهين واصحاب السوابق فكان حديثه محبباً لقلب وعقل الأردنيين وبعبارة أوضح كان من القلب الى القلب بعكس حديث الرئيس النسور الذي اعتقد انه اقنع الأخرين بما لم يكن دولته به قانعاً .

وخلاصة القول الأردنيون جميعاً قانعون ومؤمنون بحكمة وحنكة القيادة الهاشمية التي عودت الأردنيين انها المنقذة لهم منذ تأسيس الدولة ، تلك القيادة التي ضحت من أجل الأردن والأردنيين مستمدة عطائها من أنها صاحبة الشرعيتين الدينية والقومية وكما عودتنا ترفع الضيم عنا بالوقت المناسب .

حمى الله الأردن والأردنيين قيادةً وشعباً وأن غداً لناظره قريب .