معاليه داخل البرواز .. ؟


هناك الكثيرمن الدراسات التي تناولت موضوع الصورة في وسائل الاعلام وهي درسات تناولت صورة الشعوب والدول في وسائل الاعلام المختلفة وبالذات الصحافة والتلفزيون كوسائل اعلام تقليدية من خلال تحليل محتوى ما يكتب عن هذه الدول أو الشعوب في فنون الكتابة الاعلامية المختلفة .

وفي هذا المقال والذي هو محاولة بسيطة للتعرف على صورة وزارئنا في صحافتنا الألكترونية من خلال تتبع الصورة الرئيسية المرافقة للخبر الذي يتم من خلاله تناول هؤلاء الوزراء فقط ، ولن يتم التعامل مع محتوى الخبر أو الفن الصحفي الذي تم من خلاله تناول هذا الوزير أو ذاك .

وكانت النتيجة أن هناك تكرار كبير لصورة الوزير وهو يحلف اليمين أمام الملك بعد أن يتم إختياره من قبل رئيس الحكومة الذي يتم إختياره كذلك وبشكل فردي من قبل الملك ، وهي صورة يظهر بها الوزير لابسا بدلته الرسمية ورافع يده إلى الأمام وهو يضعها على الكتاب المقدس ( القرآن أو الأنجيل ) وعيونه مبحلقة تنظر للملك مباشرة ووجه مضيء وشعره منظم ومرتب من كثرة الجل الذي يضعه علية أو من كثرة مثبت الشعر .

وبالعودة لأسباب إختيار هذه الصورة من قبل الصحافة الإلكترونية للوزراء كمرفق مع الخبر نجدها في النقاط التالية :

أولا : إن الوزير لايظهر بهذا الشكل الجاد جدا إلا عند حلف اليمين .

ثانيا : إن الوزير لايسمح للصحافة الغير رسمية أن تقوم بأخذ صورة له لأنه يعلم أنها ربما تأخذ صورة ما وهو يفرط أنفه أو عينيه أو يتثائب أو ربما يشرب كأس الماء مما يفقد معاليه هيبته أمام القراء ، ويكون حريصا على بقاء هذه الهيبة في ذهن الناس من خلال صورته وهو يحلف اليمين .

ثالثا : إن الصحافة الإلكترونية تحاول جهدها أن تذكر الوزير بأنه قد أقسم على الكتاب المقدس عند تكليفه بالوزارة وأنه قال من ضمن ما قاله أنه سيخلص في خدمة الوطن والأمة ومن ثم الملك ، وربما يكون الهدف الأخر هو محاولة إرجاعة للصواب وتذكيره بأنه منصبه تكليف وليس تشريف .

وبهذه الاسباب الثلاثة لإختيار الصحافة الإلكترونية لصورة الوزير كمرفق مع الخبر تظهر صورة الوزير في النهاية مجرد كلاشيه صوري بدلا من أن يكون كلاشيه كتابي لتبيان أن علاقة الزوير بالواقع هي علاقة مزيفه ومجمله ومبهرجه تتساوى مع صورته عند حلف اليمين ، وأن الوزير بعد أن يأخذ نسخة عن هذه الصورة من مصور القصر يكتفي بوضعها داخل برواز في زاوية صالة بيته لإعطاء دلالة لكل من يحضر عنده أنه مارس في يوم من الايام البهرجة وبشكل رسمي ، ويتبقى هناك مشكلة بحثية صغيرة تتعلق بالوزير الذي يقف هذه الوقفة لأكثر من مرة أي الصور سوف يضع في زواية بيته وجميعها متشابهات ، وكحل لهذه المشكلة أقترح على هذا الوزير أو ذاك أن يقوم بالكتابة أسفل الصورة تاريخ أخذها والحقيبة الوزارية التي تولاها في هذه الصورة أو تلك ، ولكن في نفس الوقت سوف نخرج بإشكاليات جديدة تتمثل بأن هناك وزارء تقلبوا على وزارة ما لأكثر من مرة ( عابري الحكومات ) فهؤلاء عليهم أن يخصصوا في صالتهم جدارا كاملا لكل صورة مع شرح مبسط عن الوزارة التي تولاها والتاريخ ومن هو رئيس الوزراء في تلك الفترة .

وفي النهاية تبقى مجرد صورة أخذت ووضعت كمرفق لخبر عن وزير ما والمواطن لايعنيه زمن أو أية الوزرات تولاها هذا الوزير أو ذاك ( أصحاب الصور المتكرره ) لأنه في النهاية وزير وعدى ...؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات