العفو .. إسرائيل ليست بإرهابية!


"إسرائيل ليست إرهابية ! " هكذا هتف إحدى المتظاهرين في الولايات المتحدة في إحدى الأحياء وقد امسك لوحة وقد كتب عليها نفس العبارة وقد سار عدد كبير من المتظاهرين وهم يهتفون بنفس الشكل أنقذوا الشعب الإسرائيلي من صواريخ حماس , طبعاً أنا لا ألومهم أبدا فنحن بجانب إسرائيل ونشاهد الصور الأليمة وقد خدع بعضنا بالدعاية الإسرائيلية التي ليس لها مثيل فكيف لنا أن نقاوم هذا الإعلام الشرس والذي يبرر كل عملية قتل ومجزرة ويهاجم المقاومة عبر الدعاية قبل أن يرتكب أي حماقة .

استحضرني قول أحدى الجنود النازيين أبان الحرب العالمية الثانية عندما قال "أننا نستهلك الكثير من القنابل لندمر فيها مدفعا واحداً في يد جندي , أليس من الأرخص من ذلك أن توجه وسيلة تسبب اضطراب للأصابع التي تضغط على الزناد التي تمسك بالمدفع في يد الجندي ".

ولو سلطنا الضوء على أحداث غزة نرى عناصر الدعاية وقد استعملتها إسرائيل بذكاء وخبث في نفس الوقت , حيث يتم أولاً تبرير الضربة قبل البدء في أي عملية عسكرية تماما مثلما بررت أمريكا الحرب على العراق ولتبين سوء نية العدو بالنسبة لها حيث في كلا الحالتين لا أحد يلوم هذه العمليات حتى بالنسبة لمجلس الأمن أو الاتحاد الأوربي أو أي حلف . فلم نجد أسلحة دمار شامل في العراق ولم يتم استهداف حماس في غزة بل تم استهداف الأطفال وكبار السن في كلا الحالتين أيضاً بالرغم من امتلاك كلا الدولتين أسلحة ذكية يمكن أصابتها لهدفها دون الخطأ في استهداف المدنين . ثانياً الخطوة التي يجب التعامل معها بدقة في الدعاية هي عملية التصريح قبل الحرب بعدة أيام عبر إعطاء مهلة معينة وقد كان هذا الأمر حاضراً في حرب غزة ولكن حدث ما لم تتوقعه إسرائيل عندما أعلنت حماس بقبول التهدئة وعقد هدنه عندها حسمت إسرائيل الوضع وقد باشرت الحرب حتى تغطي على موقفها , وبالتالي تبدأ الخطوة الأهم وهي طمس كل تصريح من الطرف الثاني وهي تكون على نوعين الأول التحريف حيث يتم تحريف كل تصريح ولو بعدة كلمات وأسلوب الحذف ولو بكلمة واحدة بحيث يغير معنى كلي لناطق باسم حماس, أما العنصر الثالث يكون أثناء الحرب فهو أهم نوع من التصاريح عبر أسلوب تحقيق الانجازات والذي يبين قوة إسرائيل وأنها السلاح الذي لا يقهر وعبر طمس أنجاز المقاومة من خلال السماح لوسائل الأعلام بتصوير بحرية وهو شيء غير معهود على إسرائيل حتى يتم أبراز قتل الأطفال والشيوخ وحتى يتم إدانة حماس من بعض الدول العربية وأنها المتهمة بذلك القتل والخراب حتى أن البعض من الكتاب والمفكرين العرب قد خدعوا عندما وقعوا فخ في مصيدة الدعاية الإسرائيلية وهاجموا حماس دون رحمة,وبالتالي استفدت إسرائيل من نوع أخر من الدعاية ألا وهو أسلوب "الشريك البائع" ويتلخص هذا الأسلوب في الدعاية من دهاء البائع الذي يمتدح بضاعة صاحبة البائع أو صديقة حتى يتم بيعها باعتبار أن من يمتدح مصدر محايد خارجي ويجب أن نصدقه في كل ما يقول , أما عن رابع عنصر وهو ما بعد الحرب وكان أهمها بعد حرب لبنان عندما أشارت إسرائيل أنها حقق انجازاتها بنسبة 90% بالغم من كل خسرته إسرائيل في ذلك الوقت ,و بعد حرب غزة لو ألقينا الضوء على إسرائيل وما خرجت به من وضع اقتصادي سيئ وسمعة أسوء بين دول العالم دون الحرب لكانت كافية في مصيبة إسرائيل دون حساب حجم الخسائر والتي يتم التعتيم عليها .

ولتبيين مدى خطورة هذا السلاح (الدعاية ) التي تستعمله إسرائيل والذي يدل على انه اخطر من القنابل الفسفورية نرى كل تصريح إعلامي إسرائيلي وقد درس بعناية فائقة ,وأيضا تجد عملية الإصلاح (ترقيع ) بعد كل مجزرة وأخرها في غزة . وعندما يسأل مسؤول إسرائيلي عن ارتكاب أي حماقة سواء عن إبادة جماعية أو عن مقتل قادة من حماس تجد الرد جاهز وتجد كم هائل من التصاريح الإعلامية التبريرية والمنوعة في موقفها والموحدة في اتجاها, وإن لم تكن جاهزة وخاصة عندما تضيف أحدى المحطات مسؤول من الجيش الإسرائيلي أو ناطق أعلامي وعند توجيه السؤال له تجد أنه يبتعد عن مضمون الإجابة ويدور حول السؤال عبر حديثة و لا يعطي أي إجابة على السؤال لان أي خطأ منه يمكن أن يوقعه حكومته في مأزق وعندها تجد المحاور (المذيع ) دائماً يقول له أرجو أن تبقى في صلب الموضوع وتنتهي المقابلة بدون أي إجابة.

إن عملية غسل الدماغ عبر قصف العقول هي اشد خطر من عملية قصف المنازل حيث أن الدعاية هي من تساند إسرائيل أكثر من القنابل والمدافع وأزيز الطائرات ,ولو وضعنا قول رئيس الوزراء السابق مناجم بيجن عندما قال في إحدى مؤلفته " يجب أن نعمل بسرعة فائقة قبل أن يستفيق العرب من سباتهم فيطلعوا على وسائلنا الدعائية فإذا استفاقوا ووقعت بأيدهم عندها لن نستفيد شيء من قواتنا " لعرفنا ما أهمية الدعاية بالنسبة لإسرائيل.

mustafa_omary@yahoo.com



تعليقات القراء

بس!!!؟
هي وقفت على الاعلام الاسرائيلي بس!!! مفي ابواق واقلام عربية خائنة أشد خطرا على الرأي العام والشعبي العربي، وكلنا سمع ورأى وقرأ اُثناء وبعد العدوان الاخير على غزة ما يدمى له جبين كل عربي حر وأصيل.
22-03-2009 10:35 AM
أبو يوسف
لا يوجد أي تعريفم عتمد للإرهابي و كل يعرف الإرهابي على ليلاه و في نقاش في إحدى المدونات مع شخص أجنبي و أظنه على الأرجح صهيوني فقد قال لي أن المسلمون جميعهم إرهابيون و مما أثار إستغرابي بعد جدال عقيم معه أننا إرهابيون لأننا لا نستخدم التكنلوجيا في قتل الأبرياء كما يفعل الأمريكان و الصهانية من إستخدام أحدث الأساليب التكنلوجية من طائرات الشبح و الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية و الليزر فهذا ليس إرهاباً بل تقدم تكنلوجي أما إستخدام الصواريخ البدائية التي تخيف المستطونات و إستخدام السلاح الأبيض مثل السكاكين و السيوف في ذبح الرهائن فيعد إرهاباً بسبب إستخدام الأساليب البدائية المخيفة "الإرهابية" و الله عجيب

و دمتم
أبو يوسف
23-03-2009 12:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات