لو قابلت الملك الأن لقلت له ؟!


بإعتبارنا الأن نعيش في لحظة ترقب موحش لقرار وشيك أو وخيم ستتخذه الحكومة قريباً بتعويم أسعار المشتقات النفطية لا بد لنا من أن نتخذ قرارات تصعيديه للرد على هذا القرار الظالم وأول خطوة سأتخذها شخصياً ستكون بشراء كمية مناسبة من الأرز والسكر قبل إرتفاع سعره هذا أولاً وكتصعيد أكبر وبقوة سأملأ بعض القناني الفارغة لدي بالبنزين المدعوم وأخزنه في سرداب تحت الأرض حتى لا يعلم أحد بأمرها ، ولكن وعلى الرغم من هذه الإستعدادت والرد المبكر الذي استعد له على قرار الحكومة يؤسفني أن أبلغ نفسي بأنني لا أملك الأن القدرة على شراء هذه المواد للحيلولة دون شراءها قبل التعويم !؟
والله إني لأشفق على نفسي وعلى بني جلدتي من هذا الحاضر الأتي إليهم على يدي رئيس حكومتنا الجديد المعارض الصنديد الذي ما فتئ ينتقد السياسات الحكومية التي تثقل كاهل المواطن وها هو الأن يلعب الدور نفسه مضاعفاً بقوة ، الغريب في الأمر أنني ما زلت أذكر كلماته وتحليله الشهير على شاشة التلفزيون الأردني قبل اشهر عدة ودار فيها الحديث عن امور عدة كان أبرزها تقصير الحكومة في رفع رواتب المعلمين وتحدث حينها بلغة الأرقام عن وجود خلل في توزيع الدخول ، ولكنه الان وضعها جانباً لأسباب نجهلها .
وعلى إعتبار أنني مواطن حر ومن الذين تقل رواتبهم عن عشرة ألاف دينار سنوياً حسب تعبير رئيس حكومتنا المبجل فإن لي الحق أن أبدي برأيي بصراحة عن أسباب الحالة الإقتصادية التي نعيشها الأن ، وللعلم لا أخجل أبداً من التفوه بما أقوله الأن أمام ملك البلاد لو جاءتني الدعوة الشخصية لمقابلته بإعتباري وجه سمح غير منحوس ، حينها سأقول له وبالتفصيل الممل عن الرؤيا التي يراها الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن متحدثاً له عن أسر تعيش على فتات الخبز وعلى نبش الحاويات وعلى بيع الحديد وعلب الكازوز والخبز اليابس .
لن أخجل أبداً من أن أقول له بأن سماسرة هذا الوطن ومن تاجروا بأبناءه هم ذاتهم من يحكمون البلاد حتى اليوم ، لن أخجل من أن أقول له بأن أكثر من تغنى بإسمك وهتف به إلا من رحم ربي هم مجرد أصحاب مكاسب ووطنية مزيفة ، لن أخجل من أن أقول له بأن أصحاب الكروش المنتفخة بالملايين أداروا ظهورهم الأن للوطن وهو في أشد الحاجة إليهم ، لن أخجل من أن أقول له بأن رؤساء الحكومات السابقين كانوا مجرد واجهات فقط تحكمهم أجهزة أمنية تتحكم بقرارتهم ، لن أخجل من أن أقول له بأن التوزيع غير العادل للدخول والتحصيل الضريبي كان أبرز أسباب حالتنا اليوم ، لن أخجل من أن أقول له بأن الديوان الملكي العامر يستنزف الملايين من موازنة الدولة ليتاجر بها بإسمك ليتم توزيعها على المقربين من أصحاب القرار ، لن أخجل من أن أقول له أن يدعو الى ماراثون سباق لجمع الأموال لكل من يريد التبرع لخزينة الدولة من أصحاب الملايين ، لن أخجل من أن أقول له بأن أصحاب الملايين ستصبح وطنيتهم جوفاء حين يمس الأمر ملايينهم التي ستسد جزءاً من العجز في الموازنة ولن ولن .......... أخجل أن أقول حذار حذار من جوعي ومن غضبي .
كم اتمنى أن تمر هذه الأزمة على خير وسلام وأن يبقى هذا الوطن قوياً ومنيعاً و أن يمنحنا الله القدرة على الوصول الى مرحلة الكفاف على الاقل حتى لا نبقى ننتظر أي مساعدة أو منحة ممزوجة بالمرار من أشقاء إدعوا العروبة والولاء لهذه الأمة ، ولكنهم في حقيقة الأمر ليسوا إلا مجرد أضحوكة بيد الغرب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات