هل هذا هو القرار الاخير


تعاني الدولة الأردنية في هذه الأوقات من ضغوطات غير مسبوقة وفي عدة اتجاهات ، أهمها الوضع الاقتصادي المتأزم والذي يفرض علينا واقع مرير وصعب يحتاج إلى وصفات سحرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن هل نستطيع ..؟
منذ عشرات السنيين ونحن نسمع معزوفة دعم المحروقات وما تتكبد الدولة من خسائر جراء هذا الدعم ، فقد كنا نسمع عن خسائر فادحة في قطاع الاتصالات عندما كان حكومي لكنه سرعان ما أصبح أهم وأقوى قطاع عندما رفعت الحكومة ما يسمى بالدعم عنه ، فهل المشكلة بالقطاع نفسه أم بالحكومة ...؟!.
إذا لماذا لا تترك الحكومة مسألة المحروقات للشركات الراغبة في استيراده وبيعه حسب الأسعار العالمية ، وتخرج هي خارج حسابات الخسائر المستمرة من هذا القطاع الحيوي الهام ، وهل فعلا الحكومة الآن تبيع المحروقات بسعر مدعوم ؟! والى متى ستبقى هذه الديباجة والعزف على وتر المحروقات .
إذا كان قرار رفع الدعم عن المحروقات هو المنقذ لهذا الاقتصاد من الدمار ، وهو من سيحافظ على استقرار الدينار ، وهو قرار متخذ لا محالة ، فلا بد أن تقوم الحكومة بخطوات واضحة لتبين للمواطن كم هي التكلفة الحقيقة للأسعار التي تشتري بها النفط ، وكم هي التكلفة الحقيقة لمشتقات النفط المكرر بكل أنواعه قبل بيعه في الأسواق ، ومن ثم تعيد الحكومة النظر بكل أمورها المالية وتوقف الهدر الكبير في الإنفاق والتوظيف الغير مبرر وعقود الوظائف العليا بآلاف الدنانير ، والمؤسسات المستقلة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، وسياساتها الضريبية ، وسياراتها الحكومية التي تجوب الشوارع ليل نهار وكأنها تعمل بدون بنزين أو سولار وان أصحابها المسئولين الكبار وباقي الشعب يكتوي بالنار ويدفع من جيبه فرق الأسعار .
نحن على يقين الآن أن الأردن في أزمة اقتصادية خانقة ، وان أهم أسبابها هو الفساد والفاسدين وما تمتع به الخائنين لهذا البلد من أموال الشعب ، ومن ثم الهدر الكبير في الإنفاق العام ، واستقبال اللاجئين بغير تفكير عميق ولا دبلوماسية ناجحة بحشد الدعم لهذا العدد الكبير منهم .
سيرفع ما يسمى بالدعم عن المحروقات ، وسيبقى الأردن يعاني من هذه الأزمات في ظل تكرار الحكومات والتخبط في اتخاذ القرارات ، والإنفاق والهدر بالمليارات ، تقاعد وجوازات وسفر ومياومات وألقاب وإعفاءات فهل هذا هو القرار الأخير ...؟ أم هي سياسة التحذير والتخدير والعمل بدون تفكير . !!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات