تعرف على "بئر مدين"المذكورة في القرآن

من بئر مدين

جراسا -

تعتبر "بئر مدين" الواقعة في بلدة مدين جنوب مدينة الكرك أهم وأقدم المواقع التاريخية في الأردن، اذ يعود لعهد الرسولين شعيب وموسى عليهما السلام حسب النص القرآني" ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون"،سورة القصص آية 23.

حين توجهك الى بلدة مدين الحديثة تشاهد وانت منحدر باتجاه الوادي أطلال مساكن بلدة مدين القديمة المبنية من حجارة بازلتية سوداء مسقوفة بجذوع أشجار اللًزاب والسنديان مما يدل على آثار غارقة في القدم تحت القرية العتيقة حيث تخبرك عن "مدين" قرية سيدنا شعيب صاحب سيدنا موسى عليهما السلام، كما ذكر الرحالة البريطاني (ترايسترام) في كتابه رحلتي الى الأردن عام1873 ، حيث اورد أسماء قرى مؤابية مثل مرود ومحنة وعزرا ومؤتة ومدين، مشيرا الى بئر مدين الموجود ببطن الوادي الذي يشتهر ببساتين الكرمة والتين واللوز.

تشعر وانت واقف في مدين برهبة المكان ، وسحره العجيب الذي يستحق التأمل والخشوع، فأنت تقف حيث وقف نبيا الله شعيب وموسى عليهما السلام، تحس خطوات أقدامهم ورجع أصواتهم تملأ بطن الوادي الذي يعج بأصوات رعاة يهشون على أغنامهم عند البئر.

ووفق القرآن الكريم حبست فتاتان غير بعيد من الماء قطيع غنم عن الورود ليتقدم نبي الله موسى منهما قائلا: "ما خطبكما"، قالتا: " لانسقي حتى يصدر الرعاة وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما ثم تولى الى الظل" ، ليخلد الى الراحة بعد رحلة طويلة وشاقة هربا من فرعون مصر الى أرض مؤاب ليجد الطمأنينة والأمان، ويمضي وقتا قصيرا لتأتي احداهن تمشي على استحياء تدعو سيدنا موسى عليه السلام : "قالت ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا".

في أسفل سفح قرية "مدين" القديمة المتربعة على التلة المشرفة على الوادي الفسيح من الشمال تجد ماء مدين الذي تجمعت عليه أمة من الناس يسقون ماشيتهم، ولا يزال الماء دفاقا زلالا يرتوى منه المتأخرون كما ارتوى المتقدمون .

تطل بلدة "مدين" على مشهد معركة مؤتة جنوبا والى الشمال منها تربض بلدة المشيرفة "المشارفة" التي اشتهرت بصناعة السيوف المشرفية، وما أن تنحدر قليلا الى بطن وادي ماء مدين قريبا من البئر حتى تشعر بالخشوع والسكينة وكأن مناديا من خلفك يقول "اخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى" لتبرز أمامك كتلة صخرية عظيمة بداخلها تجويف يسمح للشخص بالدخول فيه دون عناء يطل على ماء زلال يمكًن زائره من الاغتراف منه دون عناء، هذا الماء كما يقول أبناء المنطقة من أنقى المياه وأعذبها يرتاده الكثيرون للشرب والاستشفاء.

وعلى الرغم مما تعرضت له البئر من عمليات العبث والتعرية الا انه لايزال يحتفظ ببعض ملامحه القديمة حيث يوجد بعض الحصى على جانبيه بنيت بطريقة هندسية، وعلى مدخله تناثرت حجارة مجوفة تعرض بعضها للتحطيم وكانت تستخدم كمشارب للمواشي والابل.

بئر مدين الشاهد الوحيد على لقاء الانبياء على ارض مؤاب كما ورد في القران الكريم , تتعرض للاندثار الذي يمهد للزوال نتيجة الاهمال , في وقت يسأل الكثيرون من الزوار المسلمين من مختلف بقاع العالم عن مكانه الذي يكاد يعرفه القليلون من أبناء المنطقة

بترا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات