كان الهدوء يخيم على الجميع ، وكان صوت صياح الديكة مسموعاً يبشر بوجود ملائكة الرحمة ، و في الساعة الخامسة من يوم الخميس 21 آذار من عام 1968 قطع صوت السكون تلك العجلات المجنزرة وتلك الشاحنات المدججة ، وتلك الطائرات المحلقة فوق سماء الكرامة معلنة بدء يوم الكرامة لكل عربي بعد الانتكاسات المتلاحقة ، حيث حاولت قوات الجيش الاسرائيلي من السيطرة على الضفة الشرقية لما فيها من اهداف استراتيجية لهم ، لانهم بذلك يكونو متحكمين بجبال السلط الابية ، لكن ابناء العشائر في قرية الكرامة التحموا جنبا الى جنب مع قوات الجيش الاردني الباسل لصد ذاك العدوان الغاشم الظالم ، حيث لقنوا العدو درسا لا ينسى في فنون القتال ومهارات المناورة في صد اي هجوم ، لانهم يعلمون ان هذا اليوم هو " من أجل الكرامة " فكان لهم ما ارادوا وكانت لهم الرفعة رغم انف الظالمين .

 

حيث كانت القوات المسلحة الاردنية تتكون من :

من الفرقة الثانية وسلاح المدفعية

وقوات العدو تتكون من :

1) ثلاثة ألوية مدرعة

2) وثلاثة ألوية مشاة محمولة

3) كتيبة مظليين

4) عدة أسراب من سلاح الجو

فهذا الفرق الواضح في العدة والعتاد لم يؤثر سلبا على معنويات القائد وجيشه ، بل كان دافعاً لهم لكي يسطّر اسمهم في التاريخ . فقال الشاعر فيهم :

يوم العلى يوم الكرامة ......... بشرى التحرر والكرامة

كتبت به الأبطال سطرا ........... في الرجولة والشهامة

بدمائهم جبلوا الصمود ........... مترسمين خطى الجدود

لا بد يوما أن نعود ............ لا بد يوما أن نعود

نعم هذا يوم العلى هذا يوم الكرامة هذا يوم التحرير ، هذا هو اليوم الذي سيبقى ذكره خالداً في قلوب الملايين ، ولا زال قلبي يرف فرحا كلما اسمع من قصص يوم الكرامة ، كم كنت اتمنى لو انني كنت معهم ادافع عن ارض الاردن الطاهرة ، فهذه العبَرات تنزل مسكا على خدود التاريخ لتسطّرَ لنا ذلك اليوم الابيض في تاريخ الامة العربية .

ذلك اليوم هو يوم الخميس ....... حيث كان " من أجل الكرامة معركة الكرامة "