إذا نطق الحقودُ فكذّبوه


لا يُمكن اعتبارُ الترهات التي قدمها العجوز المشؤوم "هيكل" إلا أعراضاً كاملةً لمرضٍ لا شفاء منه إلا بالتوبة وطلب الغفران، هذا المرض إذا أصاب "شخص" صار عينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ولسانه الذي يكذب به، هو مرض الحقد، والكذب واستمراء كرامات الدول والأشخاص. فهذا العجوز لا بد أن نسبه يتصل بمسيلمة الكذّاب، بل لربما تفوق على جده الأعظم بالحقد الدفين والشعور العارم بالنقص والضآلة عندما يقترب من تخوم الأردن وشعبه وقيادته ومجده الذي يرى فيه هيكل مكافئاً لمجد مصر التي هدمه أمثال هيكل حتى غدا الأردن الذي لم يزد عن كونه في حجم بعض الورد دولةً ودوراً ومواردَ بشريةٍ وقيادةً وحضوراً في كل المحافل الدولية ما أغاظ الأعداء وأثار غيرة الأصدقاء.

أتمنى أن يعمل المؤرخون الأردنييون والعرب على تقديم تفسيرٍ موضوعي محايد للأحداث التي سردها العجوز المشؤوم أو ادّعاها، ليكون هذا التفسير الموضوعي المحايد رداً على آضاليل هيكل وتكذيباً لإتهاماته الظالمة، فهذا العجوز آن له أن يسكت لأنه ما اختار أن يقول خيراً ونحن في أمس الحاجة لكلمة خيرٍ تجمعُ ولا تفرّق، وتدعم الصف ولا تهدمه، وتحشدُ طاقات الأُمّة في مواجهة التحديات.

ورغم ما قد يُقال عن حرية الرأي وحرية التعبير فلن يكون سكوتُ أو إسكاتُ هذا العجوز إلا انسجاماً مع حرية الرأي المسؤولة ولن يكون سكوته أو إسكاته إلا مكسباً لأمتنا العظيمة التي لم تبخل عليها الأقدار بالأعداء والعملاء وتُجّار المواقف وكَتَبَةِ التاريخ بالزور والبهتان والإفك. فلا يجوز – تحت أية مبرراتٍ- أن يُسمح " لختيارٍ مات أجيالهُ أو يكادون " ان يُفسّرَ التاريخَ والأحداث كما يحلو لأسياده وأن يخوضَ في كرامات الموتى والأحياء والأوطان ويعاثُ فيها تشريحاً وتزيفياً وتحريفاً وإجراماً وظلما. فالأردنُ أكبرُ من تخرّصاته، وأرضُ الأردن أطهرُ من نيّاته، وشعبُ الأردن أقوى من أمثاله، وقيادةُ الأردن أشرفُ من أسياده. وهو ظالم صدق في القليل وكذب في الكثير الكثير، فما أراد خيراً إذ نطق، ولو أراده لتكلم بروحٍ مختلفة عما كان، ولكن الشرَّ أراد والفساد نوى وإلى الفُرقةِ سعى وعلى كرامات الأوطان والرجال تطاول، وفي الظلم تردّى وخاب، فحسبنُا الله ونِعمَ الوكيل، وإلى اللهِ المُشتكى، ولأشقائنا في الدوحة كُل العتاب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات