ساعة الحقيقة


( الحقيقة النقية البسيطة نادراً ما تكون نقية، ويستحيل أن تكون بسيطة) أوسكار وايلد 

ان عمق واتساع الفجوة بين التصريح السياسي لحكومة النسور والواقع الاقتصادي المتردي ، وإدارة البلاد بأكملها بطريقة المسايرة والتبرير ومحاولة الاقناع بترحيل الازمة الى المواطن واكتساب الرهان على الوقت ، مع التغاضي عن التجاوزات المهلكة والقرارات الكارثية للحكومات السابقة ببيع مقدرات البلد حتى خرج احد الوزراء الاقتصاديين السابقين وصرح بملء فيه للإعلام ان هناك اقتصاد اردني مخفي بقيمة 30 مليار دينار , وعليه فان عقلية المواطن الاردني القابض على جمر الرغيف تعي حجم الضرر الذى حل بالوطن ، فلا يجوز البته من حكومتنا الرشيدة تبرير الفساد الإداري والمالي والأخطاء السياسية والاقتصادية القاتلة للحكومات السابقة وتحميل الوزر على المواطن الذى اعلنت جيوبه افلاسها .


لذا فان اتساع الفجوة بين التنظير والتطبيق، والتذاكي بعدم احترام عقل المواطن، ومظاهر النفاق السياسي وتزييف الحقائق وطمس هويه الاردنيين وتاريخهم وبيع الجنسية الاردنية لعابري السبيل لمن يدفع اكثر وبيع المؤسسات الوطنية والتراب الوطني الاردني .. إلخ تلك السلوكيات التي بات الشعب الاردني يقابلها بمزيج من القرف والإحباط ..!

هذه ليست مجرد صور درامية زائلة أو أحوال مؤقتة، ستمضي إلى حال سبيلها، بل هي مقدمات جادة لكوارث قادمة، ما أن تحل على رؤوسنا حتى يقول السادة المسئولون بعد فوات الأوان إنهم قد فهموا جوهر الفرق بين الضجيج والسكون .


أتساءل بجدية هل يعلم السادة في مطبخ القرار الاردني في بلادنا النقاشات السياسية والاقتصادية في بيوت الاردنيين وفي الصالونات السياسية وماذا يقول الشعب عنهم ؟ ليس بالضرورة أن تكون لهم مشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي ، أو أن تكون لهم صفحات بأسمائهم على الـ «تويتر» والـ "فيس بوك" أتساءل فقط، إن كانوا لا يجدون الوقت لقراءة المتغيرات التي طرأت على سلوكيات "الشخصية الاردنية " في الشارع الاردني ، فهل يجدون ما يكفي منه للاطلاع على متغيرات حضورها النوعي بارز ومتفاقم في مجتمعنا الاردني .


قوة الشعب الاردني تكمن في مقدرته الفذة على الصبر و التأقلم وطيبته النادرة وهي شيم الكرام التي لا تعطيك أي مؤشر للقادم , حتى اصبح المواطن غريبا في وطنه مطارد في رزقه وفكره واصبحت مضارب الوطن في عزاء جماعي والضحية الوطن ، ولكن تعاظم إحساس الشعب بأن الماكنة الحكومية في بلاده تنظر إلى مشكلاته وقضاياه وفقاً لتفسير خاطئ لمفهوم الشعب الهادئ المسالم المصفق هو الخطر القادم على تلك المقدرة .


كمشاهد و كمواطن اردني يتنفس حب الاردن مع شهيقه وزفيره ويعلم تنهدات ابناء وطنه اقول إن من آفات ممارستنا السياسية اننا أهل الاردن نسعى للنزاهة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بتحقيق الديموقراطية على ارض الواقع ونطالب بالإصلاح الفوري لاماكن العطب في جسم الوطن ونطالب غيرنا بدول الجوار بتحقيقها والاولى عندنا ، ومعارك ساستنا وعلاقاتهم المتناقضة والمُعقّدة تشهد على أنهم أبعد ما يكونون عن العقلية التداولية مع الشعب .


فالحكومة في قيلولة متقطعة نتيجة التبديل المستمر والمعارضون يتصرفون وكأنهم مجرد ناشطين يناشدون غرباء لدعم قضيتهم، بينما الأجدى والأولى أن يخرجوا جميعاً من قوقعة أفكارهم وأن يتصرفوا مع المواطنين بهم وطني واحد ، وليس كأيقونات يسهل استنطاقها ويصعب إن لم يكن يستحيل الذوبان معها لان اللعبة السياسية الان هي لعبة الاذكياء وليست لعبة الاقوياء وكما قال انيس منصور اقول لساستنا «لا تمش ورائي فقد لا أعرف الطريق، ولا تمش أمامي فقد لا أتبعك، لكن امش إلى جواري فقد نصبح أصدقاء»..

حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات