خبراء : فرض ضريبة رفاهية على الأردنيين مطلب شعبي .


من طاسان أقصى الجنوب الأردني مرورا بقرى عانت وتعاني التهميش , وانتهاء بأقصى بقعة على الحدود الشمالية , وانطلاقا إلى الشرق وقرى المفرق ثم إلى الغرب حتى الغور الأردني السحيق ,والتي لم تحصد يوما رفاهية التطور والازدهار في الأردن , بل صبت الحكومات جهودها في أوج وضعها الاقتصادي الطيب في تحسين وتطوير عمان وما حولها , حتى ظهرت لدينا طبقات سحيقة الفقر ومرتفعة الكرامة وتذبحها النخوة الأردنية .



بالأمس القريب كان كل رئيس وزراء وفريقه الاقتصادي يقوم بجولة شكلية , مغلقا شبابيك سيارته ومتنعم بالتكييف بسيارات ذات محركات ترتعد فرائص الأردنيين حتى بمجرد التفكير بها يطوف بالأرجاء ويعود يبرمج كل المشاريع والدعم على الحبيبة عمان وما حولها .



ظهور الأزمة الاقتصادية الحالية أدت إلى أن يخرج علينا رئيس الوزراء الجديد المعارض الوطني عفيف القلب واللسان , ليخيرنا بين الرفع أو إنهيار الدينار الأردني , ولأننا كأردنيين لا نعرف بالاقتصاد كالمتخصصين , فقد وقعنا بحيرة في العقل والقلب واللسان , أنصدق دولة أبا زهير أم نكذب فريقه الحكومي بأكمله الذي يتبدل الرؤوساء وهم الباقون الجاثمون , أم تأخذنا الرأفة لدفع ثمن أخطاء تكرش على إثرها الكثيرون وعانى الأغلبية من الجوع والفقر .





على الدولة أن تفرض ضريبة رفاهية على الأردنيين الذين يسكنون بيوتا ليست بيوتهم ويعيشون في بعد سحيق عن العاصمة , لان محركات سيارات من هم في طاسان والمريغة 3000 سي سي وأكبر , سياراتهم لاند كروزر وباجيرو , ولأن مساحات بيوتهم أكثر من 500 م مربع قصور وفلل وبرك من الحليب للمحافظة على طراوتهم ويقيمون حفلات أعياد ميلاد لأبنائهم الغر الميامين , ولأن لديهم تدفئة مركزية تعمل على الحطب والنار وليس لها دخان يعمي القلوب قبل العيون ناهيك عن برد الجنوب وشدته .



ضريبة الرفاهية مفروضة في دول العالم المتقدم على الأغنياء , التي تحترم شعوبها ولا تضعهم في حالة ابتزاز أخلاقي , وتخيرهم بين خيارات لا حول لهم ولا قوة وهو حكم من رسموا السياسات الحكومية السابقة , ضريبة الرفاهية هي على الأغنياء ولا يستطيع أحد تمييز الغني من الفقير إلا عبر دلالات واضحة مثل ارتفاع محرك سيارته , وبيته الضخم , وخدم وحشم وقصور .



كيف يأتي دولة رئيس الوزراء النوم وفقير في الأردن يعامل كما يعامل رئيس حزب يمتلك أموالا لا تعد ولا تحصى , أو وزير يشتري ويبني بيوتا لا تقل عن نصف مليون دينار , ويعامل من يسكن غور الأردن ومناطق مسحوقة ويباع عليها النفط كما يباع في ولاية آلاسكا , ناهيك عن مدراء في وزاراتنا يشترى لهم أجهزة الآيباد وهو لا يجيد فتح الإكسل والورد عليه وبثمن يقارب الألف دينار .



هل طورت المريغة والكريمة وحوران وبيت إيدس , وتمت معالجة تلوث هواء وطعام أهالي لواء الهاشمية وأهالي الفحيص وماحص , كما طورت عبدون وجسورها , ودابوق وقصورها , بأي ذنب يرفع الدعم عنهم يا دولة الرئيس .



تنهار الدينار !!! وهل الفقراء في الأردن هم من جروا الأردن إلى هذا ؟؟؟ وكيف ستنام يا دولة الرئيس وأنت عفيف القلب واليد واللسان , وجياع يتخذون من السماء غطاء ومن الأرض فراشا , ويتخذون من الخشب تدفئة لهم , لم يجلسوا يوما في مطاعم قرية النخيل , أو أريج الشام أو مرّو بمطاعم ورد أو أبو جبارة ليأكلوا حبات من الفلافل وصحن حمص بثلاثين دينار .



عطفا على ما سبق , على الدولة الأردنية أن تبتعد عن تغيير أي شيء , أو أن تستهدف جيب المواطن , فقد جرب الفقراء يوما كيف كان الدفع قبل الرفع , حيث تم الدفع أياما وشهورا قليلة , بينما ظل الشعب مرفوعا يشتكي والماء تسيل من تحته , حتى أصبحت الدولة تهدد بالانهيار أو الرفع .



الدفع قبل الرفع , والانهيار أو الرفع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات