إنتصار الثورة السورية يُقوِّم اعوجاج الديموقراطية الأردنية ويربك العدو الصهيوني


ألمؤيد للثورة السورية هو الأوفر حظّاً بالفوز في الإنتخابات الأردنية القادمة . فأنصار النظام السوري المعدودون هم منبوذون من غالبية أبناء الشعب الأردني , ألمقاطعون منهم للإنتخابات والمشاركون أيضاً [ .
فإذا كان حزب جبهة العمل الإسلامي وهو الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وهو الحزب الأكبر امتداداً على الساحة الأردنية والأكثر تأثيراً فيها , قد أعلن مقاطعته للإنتخابات القادمة المزمع إجرائها في الثالث والعشرين من يناير القادم , وهو المعروف بانحيازه للثورة الشعبية السورية . فإن المشاركين في الإنتخابات ليسوا ببعيدين عن موقف الحزب من الثورة السورية . وأما أنصار النظام السوري والموالون له فإن حظهم في الفوز سيكون ضئيلاً جداً , فهم يفتقرون لأية قاعد شعبية على الإطلاق .
أللاجئون السوريون والفلسطينيون الذين ملأوا جميع مدن المملكة وبلداتها وقراها وريفها وبواديها ومخيماتها , أبصروا الشعب الأردني بحقيقة ما يجري في بلادهم التي سلمها نظامها الطائفي إلى إيران منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية , وأصبح عيناً للإستخبارات الروسية التي تخشى فتح ملفات مجازرها بحق المسلمين في القوقاز والتي لا تقلّ بشاعتها عن مجازر النظام السوري التي نشهدها يومياً بحق شعبه واللاجئين الفلسطينيين هناك .
صحيحٌ أن البرلمان القادم , إن تمّ , سيكون أسوأ من سابقيه . فالقوائم الحزبية هزيلة جداً . وتخشى من أفولها أمام القوائم العشائرية فهي ناشئة وأكثرية المنتسبين للأحزاب يهدفون لتحقيق مكاسب آنية من وراء انتسابهم وليس لقناعات ومباديء , هذه القوائم الحزبية تشهد انسحابات يومية تُربكها وتجعل القائمين على تشكيلها يتخبطون على الدوام , قلقين من استمرار الإنسحابات حتى بعد تسجيلها رسمياً وهو الأمر الذي يعني أنها ستفشل في الحصول على أكثر من مقعد أو اثنين في أفضل الحالات . ولذا فإن الجميع يريد الواحد منهم أن يتبوأ الموقع الأول أو الثاني في كل قائمة , ولكن الباب يظل موصوداً لكل هؤلاء فالرقمان الأولان هما للأمين العام للحزب وللموّل .
ولأنه أي البرلمان القادم , حتماً , سيكون نفعيّاً , فإن حناجر الحراكات الشعبية ستعيد وتكرر هتافاتها المطالبة بحله فور انتخابه . ولربما سينضم إليهم من لن يحالفهم الحظ ممن يدعون اليوم أن مشاركتهم هي من أجل الوطن .
ألثورة الشعبية السورية تتواصل , وتتهاوى طائرات النظام بفعلها مع ما تمتلكه من السلاح النزر اليسير , ولكن إرادتها هي وقودها الذي لن ينضب حتى يسقط النظام . والحراكات الشعبية الأردنية ترفض التوقف لأنها تأبى أنصاف الحلول أو الديموقراطية العرجاء . وتقول الناشطة خلود الفلاحات إن المواطن فقط هو الخط الأحمر , لا أحد غيره . مُختزلة في قولها إجابة مكتملة عن جوهر الحراك الذي يعي حقيقة النوايا الصهيونية تجاه الأردن , فاليهود الذين يقدمون للجنوب يسألون المواطن عن مناطق بعينها كوادي التبن و نفيعات ويفترشون الأرض وينامون عليها في منطقة البُقعة أسفل جبل خُشم الحدّ , ويجلبون معهم قطعاً أثرية يقومون بدفنها هناك ثم استخراجها ليثبتوا وكعادتهم بالتزوير أن جذوراً تاريخية لهم فيها . إنها بذور الصراع التي ستعيد نشوب المواجهة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات