هل الاتجاه السياسي الاردني بلا محور في المنطقة ؟


من خلال المتغيرات المتسارعة على الساحة العربية في زمن الربيع العربي تم دفن محورين شبه متلازمين ,فسقط محور الأعتدال العربي الذي كان يقوده النظام المصري السابق بقيادة مبارك وكانت الاردن تلعب دورا ً هاما ً من خلاله ,وسقوط ما يسمى محور الممانعة العربي الذي كان يقوده النظام السوري الأسدي قبل ان يثخن في الدم السوري ,فهذه المحاور خاصة ً محور الأعتدال كان مكبِلا ً لإرادة الشعوب وفرض عليها الأستسلام بديلا ً عن الأرض و السلام ,فكانت كامب ديفد المكبلة لمصر ,ووادي عربة التي قيدت الاردن وأوجدت مزايا للكيان الصهيوني على حساب المصلحة الأردنية والأقليمية وأمتنا الأسلامية .

إرادة الشعوب كانت وما زالت تصرخ وتعلن لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ,وهذا الأمر كانت تصر عليه غزة وما زالت ,حتى ظهر عباس معلنا ً إلغاء حق العودة برأيه ,وكأنه بعد إنهيار محور الأعتدال أصبح ينادي الى محور بقيادة الكيان الصهيوني علنا ً لأنه على يقين أنه يستمد شرعيته من الكيان الصهيوني ,ويطلق هذه التصريحات بإسمهم ويتكلم من خلال إعلامهم ,لأنه يعلم جيدا ً لا وجود له مع إنتهاء محور الأعتدال وهذا بالطبع ما ترفضه الأرادة الشعبية العربية وبقوة .

وظهر حاليا ً محور جديد فرض نفسه ُ بوصول الأخوان المسلمون الى السلطة في مصر ,وهو ما يسمى محور غزة او قد أُطلق عليه (محور شعوب الربيع العربي) .هذا المحور الذي بدأ بزيارة أمير قطر لغزة والاعلان عن زيارة مرتقبة لرجب طيب اردوغان من خلال دعم قوي من النظام المصري ,فمحور شعوب الربيع العربي تقوده حاليا مصر الكنانة التي تعتبر قضية فلسطين قضيتها الأولى .

الأردن حاليا ً لم يجد من ينسق معه ,فعباس هوى وليس له من يؤيده والنظام المصري السابق سقط والموقف السعودي غير معلن عن موقفه ,وبنفس الوقت محور يولد ويتشكل بقيادة مصر الأخوان وعضوية تركيا وقطر بمساندة تأييد شعبي غير منقطع النظير خاصة شعوب تونس وليبيا والاردن .

الأردن الآن يُعاني من ثقل إقتصادي كبير يفوق العشرين مليار دولار ومتجه الى أنتخابات برلمانية غير محققة لتوافق وطني ووضعة السياسي الخارجي غير واضح الأتجاه ,ولم يتخذ موقفا ً تجاه التصريحات التي تخرج من هنا وهناك خاصة ً ما نطق به عباس من حق عوده وغيرها والثقل الذي تحدثه على المشهد السياسي الاردني على الصعيد الداخلي والخارجي ,كل هذا والحكومة الأردنية تتخبط بسن قرارات ربما غير محسوبة النتائج من إعلان عن ارتفاع للأسعار أو انهيار الدينار والمضي بإنتخابات بقانون الصوت الواحد المجزؤ.

المطلوب حاليا ً احداث توافق وطني ورسم سياسات تتوافق مع متطلبات الربيع العربي وتحديد اتجاه البوصلة الأردنية تجاه الرئة الأخرى لجسد ضفتي النهر ,اللجوء لجيب المواطن يُفاقم الوضع سوء ,والأنحراف عن الأرادة الشعبية (كالذي يضرب رأسه بالحيط) ومصارحة النفس بالحقيقة أكبر سبيل للبقاء ضمن سفينة النجاة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات