البنك الدولي يريد و النسور مطيع


نعم دولة الرئيس لقد جئت إلى رئاسة الحكومة وكانت ردة فعل الشعب لك وعنك إنك صاحب مواقف وطنية جريئة وحازمة أثناء وجودك في مجلس النواب, وأثناء إجراء حوارات معك على الفضائيات, وكنت تحكي وتنتقد سياسات الحكومات السابقة بأغلب تصرفاتها, وكانت خطاباتك وتصريحاتك تدغدغ مشاعر الشعب الأردني بالرضا عن مواقفك إلى أن جئت رئيساً للحكومة. وفي بداية أيامك من تسلمك منصبك قلت إن الصوت الواحد أصبح واقعا وملزماُ, والمعروف عنك لدى الشعب الذي كان يستمع إليك أنك ضد هذا القانون الملعون الذي خرج من أروقة مجلس النواب الذي أغلب أعضاءه جاءوا بالتزوير. وهنا لا بدّ من القول بما أنك دولة الرئيس أصبحت صاحب الولاية العامة وجميع أجهزة الدولة خلفك وليس أمامك كما كنت تنادي. وبما أنك الأقرب إلى صاحب القرار بهذا المنصب كان بإمكان دولتك أن تشرح بل تفسر لصاحب القرار بأن الصوت الواحد والانتخابات على هذا القانون هو عبارة عن عرس وطني انتخابي بلا عريس وبلا نكهة وأن مجلس النواب القادم بدون وجود أحزاب المعارضة والحركة الإسلامية هو مجلس منزوع الدسم وخطر كبير على مستقبل الدولة الأردنية. وبما أنك يا دولة الرئيس سياسي مخضرم ورفيع المستوى وقديم ولديك القدرة على تبصير صاحب القرار بالمخاطر الحقيقية والفعلية على الوطن بسبب غياب المعارضة كان أجدر بك أن لا تجري الانتخابات. أما بالنسبة يا دولة الرئيس إلى الوضع الاقتصادي المؤلم والحرج الذي تعيشه الدولة الأردنية فإنك تعلم أن الشعب ليس له يد بهذا الوضع الشاذ والمؤلم, وبالنسبة للوضع المالي والاقتصادي للدولة فإن السبب الأول والأخير هي الحكومات المتعاقبة في آخر عشر سنوات, لأن كل رئيس حكومة ووزير جعل لنفسه من خلال المنصب الذي يتولاه مزرعة له ولأقاربه وأنسبائه ومعارفه وأصدقائه وجميع هذا على حساب الوطن كبلد وعلى حساب الخزينة التي هي أصلا من جيوب الشعب الفقير والمسكين ومن دمائه, ولا ينظر أصحاب الملايين للخزينة إلا أنها كبئر لهم ولأحفادهم للنهب منها ولا يدفعون ما عليهم لها من مستحقات. ومع هذا كله يا دولة الرئيس تريد أن ترفع الأسعار وبدأت شخصيا دولتك بترويج لرفع الأسعار من خلال التصريحات الإعلامية وجلب أصحاب الصحف والمحطات إلى دار الرئاسة لإقناعهم بالترويج لرفع الأسعار وإقناعهم بان الوضع المالي والاقتصادي محرج وقد تجاوز الخطوط الحمراء لذلك لا بد من رفع الأسعار. وأنت يا دولة الرئيس إذا لم يتم الإصلاح ابتدءً من شخصك ومن قبلك ومن قبل أعضاء حكومتك والمؤسسات التابعة للحكومة فإننا نقول لك يا دولة الرئيس أنت كذلك إذا تم رفع الأسعار سوف تتجاوز الخطوط الحمراء وتنتج عنها مخاطرة كبيرة لا أحد يعرف نتائجها, لذلك يا دولة الرئيس الإصلاح يبدأ بالنفس أولا لكي يكون الشعب مقتنع برفع الأسعار على مضض ويجب على رئيس الحكومة البدء فورا قبل رفع الأسعار أخذ الخطوات التالية:
أخذ قرار حكومي ابتداءً من رئيس الحكومة وجميع الوزراء والمسئولين داخل الدولة والحكومة بأن أن يكون أعلى راتب بالدولة الأردنية ثلاثة آلاف دينار حصراً وأن لا يزيد على هذا الرقم تحت أي ظرف أو مسمى وعدم احتساب الميومات والمكافئات وأي مسميات أخرى .
شطب ودمج أغلب المؤسسات الخاصة ودمج الضروري منها ضمن وزارات الحكومة فوراً دون انتظار, لأن هذه المؤسسات خلقت وصنعت لأولاد الذوات, وكذلك الحد من مصروفات المسئولين مثل السيارات والأثاث. وهل تستطيع يا دولة الرئيس أن تجعل لكل مسئول مهما كان ومين ما كان له سيارة واحدة فقط وليس عدة سيارات لاستخدامها خارج الوظيفة كشمات الهواء والصيد وفي بعض الأحيان في مواكب الأعراس؟. وكذلك يا دولة الرئيس هل تستطيع تجفيف أعداد السيارات الحكومية والتي يفوق عددها عن 16,000 سيارة والسؤال لماذا هذا الرقم المذهل من أعداد السيارات الحكومية وما يتبعها من مصاريف استهلاك؟ وهل تستطيع يا دولة الرئيس أن تكون حكومتك عنوانها ( الإدارة والنظافة) بجميع مكونات الدولة الأردنية وحينها عندما يقول الوطن آآآآه سوف تجد هبّة الشعب الأردني الصابر والوطني الحر يقول لعيونك يا وطني ويقدم للوطن كل غالي بشرط أن يرى الشعب أن الإصلاح يبدأ من الطبقة التي تعتبر نفسها مسئولة عن الشعب والحقيقة أنها فوق الشعب وليست من الشعب وإذا ما تمت الإصلاحات الحقيقية في أجهزة الحكومة فحينها سوف يقف الشعب مع وطنه وحكومته وسوف يبقى يتذكر الشعب دولة النسور أنه قدم للوطن نموذج رئيس الحكومة الوطني والجريء وسوف يِّخلد اسمك يا دولة الرئيس مع الأحرار والشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين سبقوك. أما إذا رفعت الأسعار على استمرار النهج القديم واعتبار أن الشعب هو البقرة الحلوب بهذا تكون دولتك مثلك مثل الذين سبقوك من رؤساء الحكومات التي تمت بعهدهم كل ما ارُتكب من مخالفات وجرائم بحق الوطن والشعب. وبالنهاية سوف يقول الشعب بأن دولة عبدالله نسور كان يبيع المواطنين من خلال خطاباته وتصريحاته قبل رئاسة الحكومة, كان يبيعنا سمك بالبحر وحينما تقّلد المنصب أصبح مثله مثل غيره. وأن سبب قدومك يا دولة الرئيس إلى رئاسة الحكومة هو عبارة عن رفع الأسعار فقط لا غير فما هو الجديد بوجودك في رئاسة الحكومة. لذلك قبل تنفيذ أوامر البنك الدولي للحصول على قروض وقبل رفع الأسعار الشعب ينتظر من الحكومة تطبيق المقولة " الإصلاح يبدأ بالنفس يا حكومة".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات