قال بعض الأسباط " أن الحكمة لا تنزل إلا على القلوب الخالية لها لأن بها تعظيم خالق السماء والأرض والبشر وتستنير لها القلوب من غشاوة الظلمة ومراقبة الفكر إلى الملكوت الأعلى فمن عظم الحكمة فقد أرشد إلى الهدى والى باب البارئ .


إن الحكمة لا يوزنها شيء من الأشياء قال تعالى " يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )" سورة البقرة : 269 )

ومن الله تعالى على لقمان الحكيم إذ أتاه الحكمة فقال تعالى "ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد " ( 12 ) ( ولقد آتينا لقمان الحكمة)" يعني : العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور .
وذكر مثل ذلك في حق عيسى ابن مريم عليهما السلام يقول تعالى " وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " والمقصود بالكتاب الكتابة أي الخط، وقيل المقصود جنس الكتاب والمقصود بالحكمة الفهم،
وقال تعالى ويعلمهم الكتاب والحكمة فعليك أيها بصون الحكمة وحفظها وتنزيلها من قلبك منزلة كبيرة واعلم أن من الحكمة بل هي الحكمة الكاملة قول " لا اله إلا الله لان العبد يرتقي بها إلى الله وينال العبد السعادة العظمى في الدنيا والآخرة ولو علم الكافر بسر لا اله إلا الله ما كفر بالله ولكن لو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولكن يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء فمن سبقت له السعادة أعطي لا اله إلا الله ومن سبقت له الشقاوة انسي لا اله إلا الله اللهم اخصصنا بلا اله إلا الله واجعلنا في حصن لا الله إلا الله وامددنا بسر لا اله إلا الله انك أنت السميع الوهاب الكريم والعليم الحكيم ووفقنا لمرضاتك وأنت الرؤوف الرحيم .