لقاء رئيس الوزراء مع النخب .. لايعفي الحكومة من مسؤولياتها


رئيس الوزراء يلتقي بعض النخب من أعمدة الاقتصاد الوطني ممن يتناولون الاقتصاد على شكل مقالات صحفية ، أو ممن يستأنسون به كعلم للتنظير ، أو يستخدمونه كخطب عصماء في المحافل والاجتماعات العامة
لا يسمن علمهم ذلك ولا يغني من جوع ، بدليل ما نعانيه من صعوبات لم ولن تفلح تلك النخب في تجاوزها ، بالرغم من مرور عقود بل قرون على نظرياتهم الرأسمالية والاقتصادية



وما نعانيه من سوء وترد في أوضاعنا ونشاطاتنا الإقتصادية بسبب تلك النظريات التي أثبتت فشلها مع مرور الزمن وأودت باقتصادات الدول ، بالرغم من قصر عمرها لم تفلح في وضع خطط وبرامج شافية ومتكاملة للنهوض بالاقتصادات المنهكة أو تلك التي تتداعى ، إنما تنتهج فن ترحيل وتدوير الأزمات
إن ما يعانيه العالم حاليا من سوء في أوضاعه الاقتصادية بسبب فراغ مضامين تلك النظريات وعدم جدواها بدليل ما نلاحظه من تضخم للعملات وما نتج عنه من ارتفاع مضطرد في أسعار السلع بعمومها ، وكافة الحاجيات من خدمات وغيرها ، كان سببا واضحا في ما نلحظه من ركود وانكماش اقتصادي


وما أسلوب البحث في إقناع المواطن بقبول سياسة الأمر الواقع إلا عجز وهروب إلى الخلف، من واقع يحتم الإدراك والوعي ، والعمل على تجاوز التحديات بالاجتهاد والبحث عن بدائل مجدية وحقيقية لمعاودة النهوض من جديد بعزم العازمين لمتابعة مسيرة العطاء وعدم الاستسلام

ويأتي ذلك الأسلوب لتأكيد فشل السياسات التي تتبعها الحكومة في تلمس واقع الحال ، وما تنتهجه من سبل غير مجدية ولقاءاتها مع فئة لا تمثل الفقراء وتبتعد كل البعد عن الواقع الاقتصادي الصعب للأسر الأردنية ، ولم تكن لتعاني ما تعانيه القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تعيش أسوء حالاتها وكما يقول المثل الشعبي " الطخ بالزرقا والعرس بعمان "

إن التقاء رئيس الوزراء ببعض الشخصيات الإقتصادية وغيرها من حكام إداريين وبعض الكتاب والصحفيين من الصف الأول واطلاعهم على الأوضاع الاقتصادية لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها ، خصوصا وإن خلصت تلك اللقاءات بتوصيات أو بتوجيهات بعيدة عن الواقع ولا تتسم بالواقعية أو تحاكي هموم وأوضاع الأردنيين على حقيقتها ، بكل صراحة وبدون مداهنة ، هناك ستكون الطامة الكبرى

وما يرتقبه المواطن من أخطار اقتصادية جراء اتخاذ أي قرار قد يمس قيمة عملته المحلية "الدينار" إلا نذير شؤم لا يبشر بالخير

لذلك يأمل الجميع من رئيس الحكومة الحالي عمل دراسات ومسح ميداني شامل للواقع الاقتصادي الحرج ، والالتقاء بالمواطنين أنفسهم الذين يعانون ويئنون ، والأخذ بوجهات نظرهم ، والبحث بسبل حقيقية للنهوض بالاقتصاد الوطني ولسد العجز في الموازنة بشرطين أساسيين ، البعد عن رفع الأسعار أو تخفيض قيمة الدينار ، ومحاكاة هموم الغالبية من خلال شرائح تمثلهم تكون من صلب معاناتهم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات