الراعي والذيب


تقول الحكاية بأن راعي تعود على رعي أغنامه بعيدا عن قريته ، ومن شدة الملل خطرت في باله حيلة ، وهي أن يقوم بمناداة أهل القرية وافزاعهم واخبارهم بوجود ذئب يهاجم الأغنام .

وبالفعل أصبح الراعي يصيح وينادي " الذيب ... الذيب .. ألحقوني يا ناس " .

وما أن سمع أهل القرية صراخ الراعي حتى هبوا لإنقاذ الراعي وأغنامه وقتل الذئب ، محملين بأسلحتهم وعصيهم ، وما أن وصلوا إلى المرعى حتى تفاجؤا بعدم وجود ذئب من أساسه فعادوا إلى بيوتهم وأعمالهم على أنغام ضحك واستهزاء الراعي بهم .

تكررت أفعال الراعي (الماسخ) وفي كل مرة يهب "الحزانى" لنجدته ليكتشفوا من جديد أنها ليست إلا ألاعيبا من ألاعيب الراعي (بارد الوجه وقليل الحيا) .

وفي مرة من المرات هاجم الذئب - حقيقة - قطيع الراعي ، فأخذ يصيح وينادي على أهل القرية ، لكنهم هذه المرة – ورغم سماعهم لصراخه واستغاثاته – لم يحضرو لمساعدته وانقاذ أغنامه ظانين في قرارة أنفسهم أنه كالعادة (كذاب) .

فالتهم الذئب القطيع وأصبح الراعي يعض أصابعه ندما على أفعاله السابقة .


الحال الذي نحن عليه لا يختلف كثيرا عن قصة الراعي والذيب ، فكلما دعا أحدهم للإصلاح ... للتجديد ... للتغيير .... وتمادى فطلب فرصة للتحسين ، ظنوه ذلك الراعي " بارد الوجه " فسدوا في وجهه الباب وتركوه يتحمل أخطاء وأفعال الذين سبقوه .


حتى معي ... ما زالت لعنة الراعي تطاردني ... رغم أن الذئب أصبح قطيعا من الذئاب .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات